مغني الراب "دوبانيز" المتميز

زاوج بين "القصبة" والراب الغربي

زاوج بين "القصبة" والراب الغربي
  • القراءات: 2596
خ/ نافع خ/ نافع
حقق الألبوم الأخير لمغني الراب «دوبانيز» أعلى نسب مشاهدة وتحميل عبر موقع «اليوتوب» بالشبكة العنكبوتية، حيث حاز إعجاب شريحة واسعة من عشاق هذا الطابع الغنائي، بعد تمكنه من جمع عدد كبير من نجوم الأغنية الرايوية الذين رافقوه في ألبومه هذا، يتصدرهم المطرب بلال الصغير، الشاب عباس، حسام والشابة نورية التي رافقت المرحوم حسني في العديد من أغانيه.
تحدثنا إلى المغني دوبانيز، هذا الشاب الموهوب واسمه الحقيقي بلقيدومي هواري، يعشق المغامرة والتجديد، بدليل أنه أول من زاوج بين آلة «القصبة» التراثية والراب الغربي، معتبرا أن التراث هو المنبع النقي الذي يستقي منه الفنان أغانيه وألحانه، حيث أشار «دوبانيز» إلى أن الراب في حد ذاته استقى جذوره من «الكونتري ميوزك» أو موسيقى الأحياء الأمريكية، ونجحت تجربة دو بانيز في التزاوج بين الآلات العصرية والتقليدية في أغنيته التي يقول فيها؛ «حبة دوريجين الزين العربي لي مدقدقني» التي أصدرها سنة 2011.
ويعود اليوم ليطرح ألبومه الثالث بعنوان «طبطب» بمعنى «0032أطرق الباب» في وصف ومدح خصال كل مبادر لفعل الخير، حيث اشترك معه نجم أغنية الراي الشاب حسام، غير أن الجديد في هذا العمل هو توظيفه لموسيقى القناوي القريبة من «القرقابو» المعروفة بريتمها الخفيف والتي تتناسب مع حفلات الصيف والمناسبات السعيدة، وذكر بالمناسبة أنه سعيد بنجاحه في تسجيل هذا الإنتاج الجديد، رغم إمكانياته البسيطة.
الألبوم جمع فيه عدة أصوات وأسماء معروفة على الساحة الفنية، لما يتمتع به من إمكانيات صوتية وقدرة فائقة على الانتقال بين الغنائية والمزج بينها في سيمفونية تزاوج بين الماضي والمعاصرة، كما عرف عن هذا المغني الذي استهل مسيرته سنة 1996، إتقانه للغة العربية الفصحى بحكم موهبته في تنظم أبيات شعرية والاستعانة باللغة العربية خلال أغانيه على غرار أغنيتي «عصفورة»، و«جيل المستقبل» التي يرافقه في غنائها طفل حول موضوع التعليم الهادف إلى تربية الأجيال وصيانة المجتمع.
وهو الشيء الذي لم نعهده عند باقي المغنيين المؤدين لطابع الراب، الذي يوصف بأنه طابع غنائي عنيف ومتمرد، حيث جعلت فئة من المطربين من أغاني «الراب» منبرا للشتم والسب وتخطي الخطوط الحمراء، وهي فكرة خاطئة، يقول دوبانيز، لأن الفن في نظره رسالة سامية مليئة بالمعاني بدليل أنه غنى لأول مرة عن الطفل من خلال أغنية حزينة حوارية وهمية بين الطفل المختطف ووالدته التي تبكي على فراقه وتحترق كالشمعة، ومن المنتظر أن يدعم ألبومه الذي نزل مؤخرا في السوق على شكل «فيديو كليب»، مغتنما فرصة انفتاح واتساع رقعة المجال الإعلامي في الجزائر بعد فتح عدد كبير من القنوات الخاصة التي فتحت أبوابها للشباب المبدع في جميع المجالات، مما ساهم في بروز العديد من الأصوات من خلال الحصص التلفزيونية أو أغانيهم التي تذاع على هذه القنوات.
لم يفوت المطرب فرصة توجيه سهام العتاب للقائمين على شؤون الثقافة بولاية وهران، وحتى بباقي الولايات الأخرى، الذين ـ حسبه ـ صاروا لا يوجَهون للشباب الصاعد دعوات المشاركة في مهرجانات، في الوقت الذي تمنح الفرصة لنفس الأسماء التي ملّ منها الجمهور. الشاب دوبانيز تاجر ينشط في سوق الحمري بوهران، ليحصل على قوته وقوت عائلته ويتسنى له ضمان مستحقات التسجيل بدل طلب المساعدة من أي أحد.