ولد الكرد أيقونة الغناء القديم

عودة حميمية إلى عنابة في أكتوبر

عودة حميمية إلى عنابة في أكتوبر
  • 2381
هبة أيوب هبة أيوب
أكد المطرب وعضو جمعية «إشراق» بونة كريم قروزي، أن جمعيته تحضر لإحياء ذكرى عملاق الطرب الأندلسي الشيخ محمد ولد الكرد هذا الشهر، تكريما له على التميز والصوت القوي.
الفنان ولد الكرد أضاف الكثير للأغنية التراثية ببونة، والذي أخرج عنابة من عزلتها الثقافية في وقت مضى، كما أن صوت ولد الكرد مازال حاضرا في أذهان أصدقائه من فنانين ومطربين وحتى جمعيات تعمل على إحياء تراثه في المدينة العتيقة، ليضيف كريم قروزي؛ بأنه قد ساعد الفنان الكبير عيسى الجرموني على التميز في أداء الأغنية الشاوية، حيث كان هذا الأخير يقتبس من أغانيه، إلى جانب أسماء أخرى تأثرت بأعماله.
وقد اعتمد ولد الكرد خلال غنائه على آلة «الفحل» أو الزرنة وكذلك الدربوكة والبيانو والعود، فكل هذه الآلات أعطت لصوته الدافئ قوة في الموسيقى وتفاوت في نبرات الصوت والأداء.
وحسب المطرب كريم، فإن الشيخ ولد الكرد قد سجل (75) أسطوانة منها 10 أسطونات سجلت خلال سنة 1934 بالإضافة إلى تسجيل 10 أسطوانات أخرى في عام 1937، ثم تسجيل 21 أسطوانة في عام 1938، وخلال سنة 1939 اختتمت مرحلة أعماله الأولى بتسجيل 8 أسطوانات.وفي 19 أكتوبر سنة 1951، انطفأت شمعة ولد الكرد بعد أن أقعده المرض، ومنذ ذلك الوقت بقيت أسطوانات هذا العملاق حاضرة بقوة في المقاهي الشعبية والأحياء العتيقة منها بالمدينة القديمة بلاص دارم مسقط رأسه، والتي تشهد لقوة أدائه، لأنه تعلم منها الغناء منذ طفولته في الحفلات والأعراس التي كانت تقام وقتها بأحياء المدينة، التي كانت تحيها فرق القادرية والعيساوية، حيث كان والده وقتذاك نقارا على آلتي الدف والطار.
وما ميز غناء الشيخ الكرد، يضيف المطرب كريم قروزي هو احتكاكه بالفنانين القدماء بالشقيقة سوريا، حيث كان في تجنيده الإجباري فرصة له ليأخذ أنماطا موسيقية كالوصلات والموشحات والمعزوفات، والمقامات العربية والتمرن قدر المستطاع على آلتي العود والكمان وقصائد كبار الشعراء، على غرار أبي فراس الحمداني وأبي العلاء المعري، البصيري، ومحمود سامي البارودي، والشاعر الكبير أحمد شوقي.
كما تأثر شيخ المالوف العنابي ولد الكرد بالأستاذ محمد عبد الوهاب، مما ساهم في تكوين شخصيته الموسيقية، حيث ثم اقتباس بعض البشارف والفوندوات.وفي سنة 1925 أسس ولد الكرد جوقــه الخاص مع بعض أصدقائه: وهم عبد العزيز ميمون على الإيقاع، وسيفي حسن الملقب بالشيخ سفان على آلة الكمان، ومشيشى محمد على آلة العود وسي محمد بن دندان على آلة الطار... كما ساهم آخرون ومنهم: سي محمد بن مكروهة على آلة الكمان، إبراهيم سطمبولي عجيب، سي الصادق الأرقش على آلة العود.وكل من قارها بيشي، محمد بناني، عبد الحميد خمار. على ألة النفخ، وأما كل من سمار نور الدين، وبوشمال على آلة الطار.وأمام هذا التميز الفني في الساحة المالوفية والغناء التراثي القديم تحول المرحوم الشيخ ولد الكرد إلى أيقونة حقيقية يعتمد عليها الشباب في استرجاع الغناء القديم لصنع التميز والنجاح.