اجتماع قادة جيوش 22 دولة ضد تنظيم "داعش"

محدودية الخيار الجوي تفرض اللجوء إلى البديل البري

 محدودية الخيار الجوي تفرض اللجوء إلى البديل البري
  • القراءات: 753
م. مرشدي م. مرشدي
التقى وزراء دفاع 21 دولة منضوية ضمن التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية أمس، بالقاعدة الجوية اندرو بالعاصمة الأمريكية واشنطن في محاولة لتكييف استراتيجية التعاطي مع الموقف العسكري الذي فرضه التنظيم المسلح في العراق وسوريا. ويبحث وزراء دفاع هذه الدول بالإضافة الى الولايات المتحدة الخطط العسكرية التي يجب اعتمادها لوقف زحف مقاتلي هذا التنظيم وكذا تقييم الموقف بعد أكثر من شهرين منذ بدء القصف الجوي الأمريكي ضدهم.
ويكتسي الاجتماع أهمية خاصة الى الدرجة التي جعلت الرئيس الامريكي باراك اوباما، يقرر حضور الاجتماع الأول من نوعه منذ إعطائه الأمر بضرب مواقع تنظيم "داعش" خلال الأسبوع الأول من شهر أوت الماضي.
وجاءت الدعوة الأمريكية لعقد هذا الاجتماع بعد أن وقف البيت الأبيض والبنتاغون على محدودية الخطة العسكرية المعتمدة الى حد الآن، وتأكد أن الاعتماد على الضربات الجوية لن يجدي نفعا في معركة تستدعي قوات برية من اجل مواجهة مقاتلين تمرسوا على شتى أساليب القتال التي تعتمد على حرب العصابات وحرب الشوارع.
وتيقنت دول التحالف الدولي من هذه الحقيقة في سياق المعارك الدائرة رحاها في مدينة كوباني السورية على الحدود التركية، والتي مكنت الدولة الإسلامية من إحكام قبضتها على المدينة رغم تصدي المليشيات الكردية ورغم القصف الجوي الذي ضمنته المقنبلات الأمريكية في محاولة لمنع سقوط هذه المدينة.
وهو ما جعل مصادر عسكرية أمريكية تؤكد أن اجتماع قاعدة اندرو، سيبحث "تحديات ومستقبل الحملة العسكرية ضد الدولة الإسلامية".
وفي اتجاه أكد عليه العقيد جيل جارون، الناطق باسم قيادة هيئة أركان الجيوش الفرنسية، الذي أشار الى أن بلاده "تشارك في صياغة مخطط عمل مشترك بأبعاد جهوية "بهدف الاتفاق على الخطوط العريضة لاستراتيجية عسكرية ضد الدولة الإسلامية".
ويبدو ان الموقف التركي شكل عقبة حقيقية في إعادة رسم خطة عسكرية جديدة بعد أن رفضت انقرة كل مشاركة في التحالف أو حتى فتح قاعدة انسرليك العسكرية ما لم تقبل الولايات المتحدة بطلبها الداعي الى إقامة منطقة حدودية عازلة بينها وبين سوريا لتأمين ترابها من تبعات حرب مفتوحة لا تريد أن تكون طرفا فيها.
وتخضع السلطات التركية لمزيد من الضغوط الأمريكية لدفعها باتجاه الانضمام الى التحالف الدولي ضد  "داعش" في رغبة لم يخفها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، عندما أكد انه يتعين على أنقرة أن تفتح حدودها مع سوريا لمساعدة المليشيات الكردية في مدنية كوباني.
وذهب الرئيس الفرنسي إلى أبعد من ذلك عندما وجه "نداءا" لكل الدول حتى تلك الموجودة خارج التحالف الدولي بأن تمنح دعما للدول التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية.
والتلميح واضح باتجاه ضرورة تغيير الموقف الدولي العام باتجاه إرسال قوات برية ضمن خيار رفضته فرنسا بالنسبة لقواتها البرية اقتداء بموقف الادارة الأمريكية.
ولكن الى متى يمكن للرئيس باراك اوباما، والدول الأوروبية الأخرى الرافضة لإرسال قوات برية أن تثبت على مثل هذا الموقف، وقد تبين انه أفشل الخطة العامة لمنع تقدم عناصر الدولة الإسلامية باتجاه فرض سيطرتهم على المدن التي يريدون احتلالها سواء في سوريا او العراق.
ولا يستبعد ان يكون اجتماع قاعدة اندرو الجوية أمس، بداية لإدخال تغييرات جذرية على الخطة المنتهجة الى حد الآن باتجاه الإقرار بإرسال قوات برية الى المستنقع العراقي ـ السوري.
وقد كانت الأحداث الدامية التي عرفتها محافظة الانبار العراقية أول أمس، بمثابة ناقوس خطر جديد بعد أن أكدت تقارير ميدانية أنها على وشك السقوط بين أيدي الدولة الإسلامية.
وقال فلاح العيسوي، النائب الثاني في مجلس المحافظة محذّرا أن 85 بالمئة من إقليم الانبار أصبح تحت سيطرة الدولة الإسلامية وانه في حالة استمرت تطورات الأوضاع بدون تدخل بري أجنبي خلال العشر أيام القادمة فإن المعارك القادمة ستدور رحاها على أبواب العاصمة بغداد.
وكان ذلك واردا بعد أن فر عناصر وحدات الجيش العراقي أمام زحف المقاتلين المتطرفين تاركين ثكناتهم في مدينة هيت والتي سيطر عليها الإسلاميون بشكل كلي.
وهو واقع الحال الذي تعيشه مدينة كوباني التي تمكن عناصر الدولة الإسلامية من بلوغ مركزها واستولوا على ثلاثة أرباع اقليمها بعد معارك طاحنة في مؤشر آخر على فشل الخطة الدولية في وقف زحفهم.