علي هارون يستعرض مسار فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا

نضال الجالية الجزائرية في فرنسا يعود إلى بداية الحرب الثانية

نضال الجالية الجزائرية في فرنسا يعود إلى بداية الحرب الثانية
  • 1319
حسينة/ل حسينة/ل
أكد المجاهد والمحامي علي هارون، رئيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني التاريخية بفرنسا، أن الجالية الجزائرية في فرنسا بدأت في النضال سنوات عديدة قبل بداية الثورة التحريرية ومع بداية الحرب العالمية الثانية، حيث كانت تدافع عن حقوق المغاربيين في المهجر الذين تتشكل أغلبيتهم من الجزائريين. وأوضح المتحدث أن الجالية في المهجر لا سيما التي كانت آنذاك مقيمة بفرنسا، ساهمت بشكل فعال في دعم الثورة التحريرية ومولتها بالمال، كما دعمتها بتنفيذ العمليات الفدائية في قلب فرنسا، حيث بلغ عدد العمليات في ليلة 25 أوت 1958، أكثر من 80 عملية فدائية تفجيرية شملت عدة مدن فرنسية واستهدفت مواقع استراتيجية بها.
وأوضح السيد علي هارون، خلال تنشيطه أمس، ندوة تاريخية بمنتدى المجاهد، أن القول ببداية نضال الجالية كان في أول نوفمبر يعتبر أمرا خارجا عن حقيقة التاريخ، لأن نضالات الجزائريين الذين كانوا خارج وطنهم لم تتوقف يوما عن المطالبة بالاستقلال والكرامة بالنسبة لكل المنطقة المغاربية، إلا أن ذلك كان يجري سرا بسبب القمع الفرنسي الذي اعتبر أي حديث عن الاستقلال هو بمثابة الاعتداء على سيادة فرنسا، وكان يكلف كل مخالف لذلك 15 سنة سجنا.
وتطرق رئيس فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني، في الندوة التي خصصت لموضوع تأسيس الفيدرالية، إلى مختلف المراحل التي مرت بها هذه الهيئة التي نجحت في تنظيم 250 ألف جزائري مقيم في فرنسا تم تجنيد 90 بالمائة منهم من طرف جبهة التحرير الوطني، لتنفيذ عمليات فدائية بلغت خلال شهر فقط من بداية العمل النضالي أي من 25 أوت إلى 27 سبتمبر 1958، قرابة 100 عملية خلّفت 82 قتيلا والعشرات من الاعتقالات وأحكاما بالإعدام.   
ومن جانب الدعم المالي، أكد السيد علي هارون، أن الحكومة المؤقتة كانت ممولة بنسبة 80 بالمائة من الجالية الجزائرية في فرنسا، مضيفا أن الفيدرالية وصلت في 1958 إلى جلب قرابة الـ700 مليون فرنك فرنسي سنويا دعما للثورة. وأكد أن دور ودعم الجالية المالي كان كافيا لتمويل ثورتنا حتى ولو لم تكن هناك مساعدات مالية من الدول الصديقة والشقيقة. إلا أن ما يؤسف له ـ يضيف المتحدث ـ هو عدم اعتراف الحكومة الأولى للجزائر المستقلة بفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، على الرغم من الدور التاريخي الذي لعبته على أرض العدو.
واستعرض السيد هارون، بالمناسبة مختلف المراحل التي مرت بها فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا بداية من الفيدرالية الأولى إلى الفيدرالية الرابعة، التي استمرت إلى غاية الاستقلال، مشيرا إلى أن الفيدرالية كانت تحل في كل مرة ليعاد بعثها من جديد بسبب اعتقال أعضائها. وذكر المتحدث أسماء أعضاء الفيدرالية منذ نشأتها الأولى الواحد تلو الأخرى حرصا منه ـ كما قال ـ على إبراز الحقيقة وتكذيب بعض الادعاءات بتولي مناصب فيها، وأشار بالمناسبة إلى أن أغلب الأعضاء قد فارقوا الحياة ولم يتبق منهم سوى خمسة أعضاء من بينهم علي هارون.  
وكشف المجاهد علي هارون، في آخر تدخله عن تسجيل الفيدرالية عند إعلان الاستقلال، 114 مسجونا، 50 منهم محكوم عليهم بالإعدام وقد تم تنفيذ الحكم في 22 منهم.