ملتقى الاتحاد الإفريقي حول ضحايا الإرهاب

إشادة بدور الجزائر في مكافحة الإرهاب

 إشادة بدور الجزائر في مكافحة الإرهاب
  • القراءات: 693
ق.و/ (واج) ق.و/ (واج)
أكد المشاركون في ملتقى الاتحاد الإفريقي حول ضحايا الإرهاب، أمس، على ضرورة الاعتراف بمعاناة ضحايا الأعمال الإرهابية عبر القارة الإفريقية، فيما أشاد مسؤولون آخرون بجهود الجزائر والدور الهام الذي لعبته وما تزال تضطلع به في مجال مكافحة الإرهاب، وقد عمّق خبراء ومختصون استندوا إلى لوائح الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي المتعلقة باستراتيجية مكافحة الإرهاب، النقاش حول إرساء أنظمة دعم وطنية تعنى "باحتياجات ضحايا الإرهاب وعائلاتهم من أجل تسهيل عودتهم إلى حياتهم الطبيعية".
وأشاد مدير مركز الدراسات والبحث حول الإرهاب، فرانشيسكو ماديرا، بالدور "الهام" الذي لعبته الجزائر في مكافحة الإرهاب، مؤكدا أنها كانت تتمتع بـ"تصور واضح" حول الموضوع منذ التسعينيات، وخلال افتتاح ملتقى للاتحاد الإفريقي حول ضحايا الأعمال الإرهابية، أشاد المسؤول "بالدور الذي لعبته الجزائر وما تزال تضطلع به في مكافحة الإرهاب"، مضيفا قائلا "في الوقت الذي لم يكن فيه أحد يقدّر جسامة التهديد الذي يحدق بإفريقيا كان للجزائر تصور واضح عما كان سيحدث".
وذكر مدير المركز أن الجزائر احتضنت سنة 1999، قمة الاتحاد الإفريقي التي اعتمدت الاتفاقية حول الوقاية من الإرهاب ومكافحته، وأنها اتخذت كل التدابير اللازمة لتنظيم نفسها لاسيما من خلال تأسيس المركز المخصص للدراسات والبحث حول هذه الآفة.
وفي تطرقه لدور المجتمع المدني في مكافحة الإرهاب، أكد إرادة الاتحاد الإفريقي في العمل مع كل جمعيات ضحايا الإرهاب لمساعدتها على تنظيم نفسها، وفي هذا الخصوص أكد المتحدث أنه "سنعمل على مساعدتهم من أجل التخلص من الصدمات التي تعرضوا لها، وننظر في الوقت ذاته إذا ما كان بوسعهم الإسهام مستقبلا في مكافحة الإرهاب، نحن بحاجة إلى المجتمع المدني من أجل الحفاظ على السلم والاستقرار في القارة".
واعتبر أن الإرهابيين "لا يمتلكون قضية"، وأنهم يستهدفون "تدمير البلدان والمجتمعات"، مبرزا ضرورة الحوار والتشاور مع المجتمع المدني للحيلولة بأي ثمن كان دون أن يتم تجنيده لصالحهم.
ومن جهته أبرز ممثل وزارة الشؤون الخارجية، حسن كرامة "دعم" الحكومة الجزائرية لهذا اللقاء الذي سيتوج بتوصيات ستوضح أكثر الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل التكفل بحاجيات ضحايا الأعمال الإرهابية.
وجاء في حصيلة المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب الذي يحتضن هذا اللقاء الأول من نوعه، أن الملتقى سيركز على أهمية ترقية وحماية ضحايا الإرهاب، وفي هذا السياق تم التأكيد على ضرورة الاعتراف بمعاناة ضحايا الأعمال الإرهابية (...) وتحديد طرق إدماج الدول للجوانب المتعلقة بمساعدة الضحايا في استراتيجياتهم الوطنية لمكافحة الإرهاب، بما فيها دورها الفعال في مكافحة الأصولية والتطرف العنيف.
كما تم التوضيح أنه رغم الجهود المبذولة "يبقى مصير ضحايا الأعمال الإرهابية مجهولا إلى حد بعيد، حيث تواجه الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي تحديات مختلفة تؤثر على قدرتها على تلبية احتياجات الضحايا بالشكل اللازم"، وأمام هذا الوضع يمكن الاستفادة من قوة المجتمع المدني، والمبادرات الجماعية من أجل "تسريع عملية تحقيق أهداف الأدوات الإقليمية والدولية لدعم ضحايا الأعمال الإرهابية".
وبذلك فإن الهدف الرئيسي للقاء الجزائر يتمثل في "إعطاء صورة وصوت لضحايا الإرهاب من خلال مشاطرة قصصهم وتجاربهم" وفتح منتدى لمناقشة سبل ووسائل مساعدة ضحايا الأعمال الإرهابية وترقية دورهم باعتبارهم شركاء فاعلين في تعزيز السلم ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".
وسيتم إثراء النقاش حول هذه الإشكالية من خلال محاضرات ومداخلات من المقرر إلقاؤها في إطار أشغال اللقاء الذي يدوم يومين في جلسة مغلقة، وستتمحور التدخلات حول مناقشة "الإطار الدولي من أجل دعم ومساعدة الضحايا" و"المبادرات والممارسات والنماذج الوطنية لدعم الضحايا"، و"تجربة الضحايا وجمعياتهم: تحديات وفرص" و"دور الضحايا وجمعيات الضحايا في الوقاية من الإرهاب والتطرف العنيف".
وسيتطرق الخبراء الأفارقة والأجانب وممثلو المجتمع المدني، ومنظمات إقليمية ودولية إلى "رد العدالة الجنائية على ضحايا الإرهاب"، و"الإطار الإقليمي والدولي من أجل دعم ومساعدة الضحايا"، و"الأعمال المستقبلية: إنشاء الشبكة الإفريقية لجمعيات الضحايا ونشاطات المتابعة"، وأوضح المنظمون أن المواضيع المختارة ستسمح بالتأكيد على الخسائر البشرية التي تكبدتها القارة الإفريقية، وتأثيرها على الأفراد والعائلات والجماعات.
كما يتعلق الأمر بترقية "فهم أفضل" لما يجب فعله من أجل دعم ضحايا الإرهاب، ومناقشة دور ومساهمة جمعيات الضحايا ومنظمات المجتمع المدني في الوقاية من الإرهاب، وتطبيق القانون واستفادة الضحايا من العدالة ومشاركتهم في الإجراءات الجنائية،
ومن بين المواضيع المدرجة أيضا دور وسائل الإعلام في معالجة الأثر الإنساني للإرهاب والأهمية المولاة لمعاناة الضحايا، والطبيعة الإجرامية لهذه الاعتداءات بهدف "القضاء على التعاطف مع الإرهابيين أو تمجيدهم"، وفي السياق اعتبرت رئيسة المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب، فاطمة الزهراء فليسي، أن المشاركين سيعكفون خلال لقاء الجزائر على تحديد الآليات والوسائل الكفيلة بتقديم المساعدة لضحايا الإرهاب، وتبادل الخبرات في هذا المجال، مضيفة أن الأمر يتعلق "بكفاح حتى لا ننسى واجبنا فيما يخص تقديم المساعدة والمواساة لضحايا الإرهاب وعائلاتهم باعتبار أنه واجب معنوي".
وستشارك في الملتقى عدة منظمات حكومية وغير حكومية، ومنظمات إقليمية ودولية من بين جمعيات ضحايا الأعمال الإرهابية ومنظمات المجتمع المدني والدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، وأعضاء المجموعات الاقتصادية الإقليمية وهيئات الأمم المتحدة ومنظمات دولية.