حمل شعار "نوفمبر مسيرة وإنجازات الحرفي الجزائري"

بلدية القبة تحتضن معرضا لحرف خدمت الثورة

بلدية القبة تحتضن معرضا لحرف خدمت الثورة
  • 1278
رشيدة بلال رشيدة بلال
احتضنت بلدية القبة بمبادرة من الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية، إحياء للذكرى الستين لاندلاع الثورة المجيدة، وبمناسبة اليوم الوطني للحرفيين، معرضا للصناعات التقليدية عرف مشاركة 30 حرفيا من مختلف ولايات الوطن، ولقيت المبادرة التي حملت شعار «نوفمبر مسيرة وإنجازات الحرفي الجزائري» ترحيبا كبيرا من السكان الذين أعربوا عن استحسانهم للتظاهرة، وتحديدا الورشات الحية التي أشرف عليها الحرفيون للتعريف بصنعة الأجداد.
تزينت ساحة بلدية القبة بعدد من الحرف التقليدية التي تباينت بين السلالة وصناعة الفخار والأحذية الجلدية، وبعض الحلويات التقليدية والألبسة المختلفة الصوفية منها والوبرية، وما زاد من بهاء المكان؛ أصوات دق النحاس التي تعالت من جناح الحرفي «ميرة» الذي تفرغ في الورشة الحية لزخرفة بعض الأواني النحاسية، لجلب انتباه المواطنين إلى هذه الحرفة التي تسير في طريق الاندثار، فيما زين جناحه بمختلف الأواني النحاسية من «طاسة» و«محبس» و إبريق وشمعدانات مصنوعة بدقة فائقة، وغير بعيد عنه، تربعت الحرفية «زهرة»، مختصة في اللباس التقليدي، على الأرض لتقردش الصوف وتحكي للمترددين على جناحها، الطريقة التي تمر بها صناعة الألبسة الصوفية، بدءا من تنظيف الصوف، وصولا إلى تحويله إلى خيوط يتم نسجها لصناعة ألبسة صوفية، أو أغطية وأفرشة وزرابي مختلفة الأحجام والألوان، وغير بعيد عنها، تفننت الحرفية «خيرة  بوكسير» في جناح الحلويات التقليدية الخاصة بحلوى «السميد»، الكاوكاو و«البارلينغو»، وكانت تردد عبارة؛ «كولو حلوة بكري باش الذراري أينوضوا بكري..». وعلقت في حديثها لـ"المساء"، أن المعرض سمح لها ـ كحرفية ـ بتعريف الزوار بأقدم الحلويات التي كان يقبل عليها الكبير قبل الصغير، مثل حلوى «السميد» التي كانت تباع في الأسواق». من جهته، أشرف الحرفي في صناعة الجلود هو الآخر، على تنشيط ورشته الخاصة بصناعة الأحذية الجلدية، لحث المواطنين على الرجوع إلى كل ما هو مصنوع محليا بأياد جزائرية. ولإضفاء نوع من الأنوثة على المعرض، كانت الحرف التزيينية حاضرة بقوة، حيث أبدع الحرفيون في عرض لوحات فنية مصنوعة من مواد طبيعية، كالأزهار والقش والقماش التي لقيت إعجاب الزوار من الباحثين عن الديكورات المميزة في تزيين المنازل أو المكاتب أو تقديمها كهدايا.
وتحدث رضا يايسي، رئيس الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية لـ«المساء»، عن أهمية التظاهرة، فقال «بأن الحرفي دائما يبحث عن مساحات  ليعرض فيها إبداعاته، وبما أن بلدية القبة تفتح دائما أبوابها للحرفيين، اغتنمنا الفرصة لتمكينهم من عرض حرفهم من جهة، والاحتفال باليوم الوطني للحرفيين المقرر يوم 9 نوفمبر، غير أننا ارتأينا كفيدرالية أن نحتفل به ليتزامن والاحتفال بثورة نوفمبر المجيدة، ونعرف من جانبنا الزوار ببعض الصناعات التقليدية التي كان أجدادنا يمتهنونها قبل وأثناء اندلاع الثورة، لتترسخ في أذهانهم بعض الحرف التي كانت بمثابة دعم للثورة التحريرية، كصناعة النسيج، فمن ينكر أن نساء الجزائر كن ينسجن بعض الألبسة للمجاهدين كـ«القشابة»، إلى جانب بعض الأغطية الصوفية، ويخطن الأعلام الوطنية».
وحول برنامج التظاهرة، جاء على لسان محدثنا، بأن معرض الصناعات التقليدية يدوم إلى غاية 15 نوفمبر، وخلال هذه الفترة، نغتنم الفرصة لتعريف الشباب بالصناعات التقليدية، وحثهم على تعلم هذه الحرف ذات البعد التاريخي، عن طريق تقريبهم من أصحاب الصنعات، وفي آخر التظاهرة، يتم إجراء مسابقة رمزية لأجمل جناح، حتى يتم خلق جو تنافسي بين الحرفيين، ومنه يتم توزيع شهادات شرفية على كل المشاركين في المعرض تحفزهم إلى مزيد من العطاء.