بدأت قبل الإعلان عن النتائج الرسمية للرئاسيات التونسية
حملة استقطاب تنطلق بين المرزوقي والسبسي
- 733
م. مرشدي
أرغمت النتائج غير الرسمية لانتخابات الدور الأول للرئاسيات التونسية، المرشحين باجي قايد السبسي، رئيس حركة "نداء تونس" ومنصف المرزوقي، رئيس "المؤتمر من أجل الجمهورية" على خوض دور ثان نهاية ديسمبر القادم. قبل جلوس أحدهما على كرسي الرئاسة في قصر قرطاج.
وكانت النتيجة متوقعة بالنظر الى وزن الرجلين في مشهد سياسي تونسي مازالت مختلف فعالياته تبحث عن نفسها بعد الهزة غير المتوقعة التي أحدثتها ثورة الياسمين في ساحة احتكرها طيلة عقود حزب التجمع الديمقراطي، الذي أسسه الرئيس المطاح به زين العابدين بن علي.
وأخطأت التقديرات التي أعطت الوزير الأول الأسبق قايد السبسي، فائزا منذ الدور الأول بعد أن اعتمدت على نتائج الانتخابات العامة التي فاز فيها بفارق مريح أمام حركة النهضة الإسلامية، أقدم أحزاب المعارضة في تونس.
وهو مقياس لا يمكن الأخذ به للحكم مسبقا على نتيجة انتخابات رئاسية عرفت ترشح شخصيات حزبية وأخرى مستقلة مما أدى الى تشتيت أصوات الوعاء الانتخابي التونسي بين 22 مرشحا، وخاصة إذا أضيف إليه قرار حركة النهضة التي تركت "حرية" الاختيار لمناضليها.
كما أن صلاحيات الرئيس التونسي وفق مواد الدستور الجديد تبقى غير ذات أهمية بالنسبة للناخبين التونسيين الذين هجروا مكاتب التصويت مقارنة بالانتخابات العامة التي عرفت مشاركة قياسية على اعتبار أن منصب الوزير الأول، يعود إلى حزب الأغلبية.
ويمكن القول على ضوء نتيجة أول أمس، أن حركة النهضة التي فضّلت البقاء على "الحياد" في انتخابات بهذه الأهمية أخلطت كل الحسابات، حيث كان يمكن لتأييدها لأحد المرشحين أن يقلب الموازين ويحسم الأمر من دوره الأول وما كانت الحاجة لتنظيم دور آخر.
والواقع أن راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، الذي أمسك العصا من وسطها ـ كما يقال ـ تاركا حرية الاختيار للمنتسبين لحركته للتصويت لمن أرادوا لم يمنع هؤلاء من منح أصواتهم للرئيس الانتقالي منصف المرزوقي، بقناعة أنه الأقرب إلى حزبهم من حيث مواقفه وأيضا بالنظر إلى علاقة الود التي تكرست بين حزبه وحركة النهضة خلال القيادة الثلاثية للشأن العام التونسي وبعلاقة متعدية بينه وبين راشد الغنوشي.
ثم أن الإسلاميين التونسيين يرون في السبسي استمرارية لنظاميهما وما كانوا ليمنحوا أصواتهم لوزير شكل لعقود رجل النظامين بامتياز.
وعرف المرزوقي، كيف يستثمر في الماضي السياسي لمنافسه قايد السبسي، وقال عبارته الشهيرة "أن للثورة دائما ثورة مضادة" بما يستدعي التحام القوى الثورية لإفشال كل محاولة لإجهاض الثورة في رسالة مشفرة إلى غريمه السياسي الوزير الأول السبسي.
وهو ما يفسر الانتقادات اللاذعة التي وجهها هذا الأخير أمس، لمنصف المرزوقي، الذي اتهمه بالاستفادة من أصوات التيار السلفي المتطرف ولجان حماية الثورة المنتمين الى تيارات إسلامية متطرفة في تونس.
ويكون الرجلان بمثل هذه الاتهامات قد دخلا في حملة انتخابية مسبقة قبل الإعلان عن النتائج الرسمية للدور الأول يوم 23 ديسمبر، وقبل انطلاق الحملة الانتخابية الرسمية للموعد الانتخابي القادم.
والاستقطاب سيبدأ معها وفق هذا المنطق لكسب تأييد المرشحين الذين خاب حظهم منذ الدور الأول وهو ما سيجعل تكريس الانقسام الايديولوجي أكثر بروزا لدى الناخبين التونسيين بين مؤيد للمرزوقي ومعه الإسلاميين وبين الأحزاب الديمقراطية والعلمانيين الذين رفع السبسي رايتهم.
ولكن التساؤل يبقى مطروحا هل سيواصل راشد الغنوشي، تكتيك البقاء على الحياد الظاهر خلال الدور الثاني أم انه سيحسم موقفه علنا لصالح المرزوقي، الأقرب إليه على الأقل من حيث مواقفه تجاه النظام السابق؟
سؤال يطرحه السبسي قبل غيره وهو الذي التقى الغنوشي، في عديد المرات قبل انتخابات الأحد الماضي أم أن الوزير الأول الأسبق لن يكون في حاجة الى مناضلي حركة النهضة مادامت النتائج الأولية غير الرسمية منحته نسبة 50 بالمئة من أصوات المصوتين أول أمس، ويكفيه فقط كسب تأييد المرشحين العلمانيين المناهضين للمرزوقي وللإسلاميين من النهضة والسلفيين.
ولكن السبسي استبق الأمر وقال متأسفا أن "الناخبين سينقسمون إلى جزئين، الإسلاميين من جهة والديمقراطيين وغير الإسلاميين في الجهة المقابلة".
وإذا تأكد مثل هذا الانقسام فإن حظوظ المرزوقي والسبسي ستكون متكافئة وسيجعل الانتخابات تحتفظ بنكهة خاصة طابعها الترقب ولكن بملاسنات بدأت أمس، ودفعت المرزوقي الى دعوة السبسي الى مناظرة تلفزيونية على الطريقة الأمريكية لكشف الأوراق وحسم الموقف قبل موعد الاقتراع.
وكانت النتيجة متوقعة بالنظر الى وزن الرجلين في مشهد سياسي تونسي مازالت مختلف فعالياته تبحث عن نفسها بعد الهزة غير المتوقعة التي أحدثتها ثورة الياسمين في ساحة احتكرها طيلة عقود حزب التجمع الديمقراطي، الذي أسسه الرئيس المطاح به زين العابدين بن علي.
وأخطأت التقديرات التي أعطت الوزير الأول الأسبق قايد السبسي، فائزا منذ الدور الأول بعد أن اعتمدت على نتائج الانتخابات العامة التي فاز فيها بفارق مريح أمام حركة النهضة الإسلامية، أقدم أحزاب المعارضة في تونس.
وهو مقياس لا يمكن الأخذ به للحكم مسبقا على نتيجة انتخابات رئاسية عرفت ترشح شخصيات حزبية وأخرى مستقلة مما أدى الى تشتيت أصوات الوعاء الانتخابي التونسي بين 22 مرشحا، وخاصة إذا أضيف إليه قرار حركة النهضة التي تركت "حرية" الاختيار لمناضليها.
كما أن صلاحيات الرئيس التونسي وفق مواد الدستور الجديد تبقى غير ذات أهمية بالنسبة للناخبين التونسيين الذين هجروا مكاتب التصويت مقارنة بالانتخابات العامة التي عرفت مشاركة قياسية على اعتبار أن منصب الوزير الأول، يعود إلى حزب الأغلبية.
ويمكن القول على ضوء نتيجة أول أمس، أن حركة النهضة التي فضّلت البقاء على "الحياد" في انتخابات بهذه الأهمية أخلطت كل الحسابات، حيث كان يمكن لتأييدها لأحد المرشحين أن يقلب الموازين ويحسم الأمر من دوره الأول وما كانت الحاجة لتنظيم دور آخر.
والواقع أن راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، الذي أمسك العصا من وسطها ـ كما يقال ـ تاركا حرية الاختيار للمنتسبين لحركته للتصويت لمن أرادوا لم يمنع هؤلاء من منح أصواتهم للرئيس الانتقالي منصف المرزوقي، بقناعة أنه الأقرب إلى حزبهم من حيث مواقفه وأيضا بالنظر إلى علاقة الود التي تكرست بين حزبه وحركة النهضة خلال القيادة الثلاثية للشأن العام التونسي وبعلاقة متعدية بينه وبين راشد الغنوشي.
ثم أن الإسلاميين التونسيين يرون في السبسي استمرارية لنظاميهما وما كانوا ليمنحوا أصواتهم لوزير شكل لعقود رجل النظامين بامتياز.
وعرف المرزوقي، كيف يستثمر في الماضي السياسي لمنافسه قايد السبسي، وقال عبارته الشهيرة "أن للثورة دائما ثورة مضادة" بما يستدعي التحام القوى الثورية لإفشال كل محاولة لإجهاض الثورة في رسالة مشفرة إلى غريمه السياسي الوزير الأول السبسي.
وهو ما يفسر الانتقادات اللاذعة التي وجهها هذا الأخير أمس، لمنصف المرزوقي، الذي اتهمه بالاستفادة من أصوات التيار السلفي المتطرف ولجان حماية الثورة المنتمين الى تيارات إسلامية متطرفة في تونس.
ويكون الرجلان بمثل هذه الاتهامات قد دخلا في حملة انتخابية مسبقة قبل الإعلان عن النتائج الرسمية للدور الأول يوم 23 ديسمبر، وقبل انطلاق الحملة الانتخابية الرسمية للموعد الانتخابي القادم.
والاستقطاب سيبدأ معها وفق هذا المنطق لكسب تأييد المرشحين الذين خاب حظهم منذ الدور الأول وهو ما سيجعل تكريس الانقسام الايديولوجي أكثر بروزا لدى الناخبين التونسيين بين مؤيد للمرزوقي ومعه الإسلاميين وبين الأحزاب الديمقراطية والعلمانيين الذين رفع السبسي رايتهم.
ولكن التساؤل يبقى مطروحا هل سيواصل راشد الغنوشي، تكتيك البقاء على الحياد الظاهر خلال الدور الثاني أم انه سيحسم موقفه علنا لصالح المرزوقي، الأقرب إليه على الأقل من حيث مواقفه تجاه النظام السابق؟
سؤال يطرحه السبسي قبل غيره وهو الذي التقى الغنوشي، في عديد المرات قبل انتخابات الأحد الماضي أم أن الوزير الأول الأسبق لن يكون في حاجة الى مناضلي حركة النهضة مادامت النتائج الأولية غير الرسمية منحته نسبة 50 بالمئة من أصوات المصوتين أول أمس، ويكفيه فقط كسب تأييد المرشحين العلمانيين المناهضين للمرزوقي وللإسلاميين من النهضة والسلفيين.
ولكن السبسي استبق الأمر وقال متأسفا أن "الناخبين سينقسمون إلى جزئين، الإسلاميين من جهة والديمقراطيين وغير الإسلاميين في الجهة المقابلة".
وإذا تأكد مثل هذا الانقسام فإن حظوظ المرزوقي والسبسي ستكون متكافئة وسيجعل الانتخابات تحتفظ بنكهة خاصة طابعها الترقب ولكن بملاسنات بدأت أمس، ودفعت المرزوقي الى دعوة السبسي الى مناظرة تلفزيونية على الطريقة الأمريكية لكشف الأوراق وحسم الموقف قبل موعد الاقتراع.