يُعرف بحنكته في الأدب والصحافة والسياسة

"سرفنتس” يناقش مسار يوسا

"سرفنتس” يناقش مسار يوسا
  • 928
لطيفة داريب لطيفة داريب
احتضن المعهد الثقافي الإسباني ”سرفنتس” بالجزائر، ندوة حول الكاتب  البيروفي الإسباني ماريو بيدرو فارغاس يوسا الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2010، نشّطها سفير إسبانيا بالجزائر والوزير المستشار البيروفي، علاوة على الكاتب جيلالي خلاص، الناشرة آسيا باز والكاتب الصحفي خواكيم بيراز أثا أوستري.
بهذه المناسبة التي احتضنها معهد ”سرفنتس” أوّل أمس، قال السفير الإسباني بالجزائر السيد أليخاندرو بولانكو ماتا، إنّ الأديب والسياسي والصحفي ماريو فارغاس يوسا كان مثقفا عالميا ومجتهدا في عمله ومحبا شديدا للأدب، مضيفا أنّه التقى به عدّة مرات، مثل اللقاء الذي تمّ في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث تحدّثا عن مكانة اللغة الإسبانية في هذا البلد وكذا في فيينا (النمسا)، حينما كان السفير يعمل هناك وقضى حاجة الكاتب، المتمثلة في طلب الفيزا، قبل أن يتجنّس بالجنسية الإسبانية.
من جهته، تناول الوزير المستشار بسفارة البيرو بالجزائر السيد خورخي ليون، بعض التفاصيل عن حياة ماريو فارغاس، فقال إنّه من بين أهم المثقفين الذين يكتبون باللغة الإسبانية، ويمتاز بمسار أدبي وسياسي وصحفي فريد من نوعه، كما يمكن اعتباره بيروفيّا بحكم المولد والنشأة، وإسبانيّا بحكم الجنسية الثانية التي اتّخذها وكذا عيشه هناك.
كما أكّد المتحدّث تعدّد أوجه يوسا وقدرته المعرفية الكبيرة، ليضيف أنّه تعرّف عليه شخصيا وأُعجب بتواضعه. أمّا الناشرة الجزائرية آسيا باز فأشارت إلى تأثّر يوسا كثيرا بعلاقته بوالده، الذي كان يحسبه ميتا، وهو ما انعكس في أعماله، كما انعكست السنوات التي درسها في مدرسة عسكرية حينما كان طفلا، على عمله الشهير ”المدينة والكلاب”، الذي وإن نال بفضله جائزة النقد الإسباني إلاّ أنّه تعرّض لمقاطعة من طرف الكثيرين في البيرو، خاصة من مدرسته التي تمّ فيها حرق ألف نسخة من هذا الكتاب. وأضافت المتحدثة أنّ ماريو يوسا كان يعشق المطالعة، وسبق له أن صرح بأنّ الأدب يمثّل عموده الفقري.
أمّا الكاتب الجزائري جيلالي خلاص فتناول في مداخلته بعض الجوائز الأدبية التي نالها ماريو، من بينها جائزة بيبليوتيكا بريبي (1963)، جائزة روميلو غاييغوس (1967)، جائزة أمير أستورياس للآداب (1986)، جائزة بلانيتا (1993)، جائزة ثيرفانتس (1994)، جائزة النقاد (1998) وجائزة نوبل في الآداب عام (2010).
كما تطرّق المحاضر لمعارضة ماريو يوسا للدكتاتورية، وميله إلى التيارات اليسارية والشيوعية والاشتراكية، وهو ما دفعه إلى هجرة البلد، كما كان من مناهضي الحكم الشعبوي، الذي لا يمكن أن يوصل المجتمع إلى التنمية وبر والأمان، ليؤكّد في سياق حديثه، أنّ يوسا لم يكن ليبيراليّا متطرّفا.
بدوره، اعتبر الكاتب الصحفي الإسباني خواكيم بيراز أثا أوستري، أنّ يوسا يتميّز بمستوى عال من الثقافة إلى درجة وضعه في مقدّمة جيله من كتّاب دول أمريكا اللاتينية، كما كان يعتبر اللغة الإسبانية جنسيته، إضافة إلى كونه صحفيا يحمل ضميرا مهنيا عاليا، وتأثّر كثيرا بالأدب الفرنسي حينما كان يعيش هناك بعد فراره من دكتاتورية بلده قبل أن يستقر به المقام في إسبانيا.
وأضاف المتحدث أنّ ماريو فارغاس تأثّر كثيرا بأدب فولكنار وفوبار، كما كان قريبا من سارتر، وكان يكتب من السابعة صباحا إلى التاسعة مساء، ولا يحيد عن هذه العادة أبدا، كما ادّعى أنّ الأدب استمرارية وتغيير وليس ثباتا، وأنّه يؤمن بالحرية، وبأنّ الغاية لا تبرّر الوسيلة.
بالمقابل، تمّ خلال هذه الفعاليات، عرض فيديو قصير عن حوار أُجري لماريو فراغاس يوسا حينما زار الولايات المتحدة الأمريكية، وجاء في بعضه أنّ ماريو سعيد بتأثير اللغة الإسبانية المؤكّد على الثقافة الأمريكية، وأنّ الجالية الأمريكو-لاتينية تحتفظ بأسسها الثقافية، وفي مقدّمتها اللغة، وفي نفس الوقت تندمج في المجتمع الأمريكي.
للإشارة، خورخي ماريو بيدرو فارغاس يوسا وُلد في 28 مارس 1936 بأريكويبا البيروفية. روائي وصحفي وسياسي، تجنّس بالجنسية الإسبانية. حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 2010، وبرز في عالم الأدب بعد نشر روايته الأولى ”المدينة والكلاب”، التي نال عليها جوائز عديدة، وقد تُرجمت إلى أكثر من عشرين لغة أجنبية، وتتالت أعماله الروائية، وتعدّدت الجوائز التي حصل عليها، كما رشّح نفسه للرئاسيات في البيرو سنة 1990 ولم يفز بها.