سحنون يؤكد أن انخفاض أسعار النفط لن يؤثر على استثمارات سوناطراك:

لا تراجع عن مخططنا الخماسي والأولوية لتعزيز الاحتياطات

لا تراجع عن مخططنا الخماسي والأولوية لتعزيز الاحتياطات
  • القراءات: 891
حنان حيمر حنان حيمر
أكد الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، السيد سعيد سحنون، أنه لن يتم إحداث أي تغيير في المخطط التنموي الخماسي 2015-2019، الذي وضعته الشركة الوطنية للمحروقات، والمقدر بـ90 مليار دولار. وقال "اليوم، قررنا الإبقاء على مخطط استثماراتنا كما هو"، في إشارة إلى أن انخفاض أسعار النفط لن يؤثر على السياسة الاستثمارية للشركة، التي يرتقب أن تبلغ مداخيلها نهاية السنة 60 مليار دولار.
وكان المسؤول الأول عن سوناطراك، قد قدم أمس، خلال افتتاح قمة الغاز والبترول لمنطقة شمال إفريقيا بالجزائر العاصمة، عرضا تضمن تفاصيل عن المخطط الاستثماري للشركة خلال الخماسي المقبل، وهو ما أثار تساؤلات ملحة لدى الصحفيين، حول مدى قدرة سوناطراك على مواصلة هذا المخطط الطموح في ظل الظروف الراهنة التي يميزها انخفاض هام في أسعار النفط.
وجاء رد السيد سحنون، عل هامش الندوة، بالتأكيد على عدم التراجع عن المخطط، والإبقاء عليه دون أي تغيير، حتى ببرميل نفط يساوي 70 دولارا. ودعم قوله بالإشارة إلى أن مداخيل الشركة ستكون في حدود الـ60 مليار دولار نهاية 2014.
وعرض السيد سحنون، أهم محاور مخطط الاستثمار للشركة الوطنية، وإمكانيات الشراكة في مختلف المجالات التي تعمل بها سوناطراك. وشدد على أن العمل يتم في اتجاه مضاعفة الجهود من أجل رفع حجم الاحتياطات الجزائرية من الغاز والبترول من أجل ضمان تزويد السوق الجزائرية بالطاقة وكذا ضمان الموارد للبلاد.
ويتضمن المخطط تحقيق أربعة أهداف أساسية هي تعزيز الاحتياطات عبر مواصلة جهود الاستكشاف، وتنويع المنبع وتنويع نشاطات المصب، وتنويع الأسواق وكذا الاستثمار المكثف في الموارد البشرية الذي اعتبره سحنون، الهدف الأساسي من هذا البرنامج الخماسي.
ومن خلال الهدف الأول تسعى سوناطراك إلى رفع الاحتياطات بمضاعفة جهود الاستكشاف لاسيما في المناطق التي لم يتم استغلالها بعد، ومنها البحر حيث توجد 6 بالمائة من القدرات في مجال المحروقات، وكذا توسيع الاستكشافات في المناطق المستغلة حاليا. ولهذا سيتم إطلاق برنامج هام لتطوير الحقول الموجودة  بمبلغ 22 مليار دولار، وبرنامج حفر 125 بئرا سنويا، إضافة إلى مواصلة تقييم وتقدير إمكانياتنا في مجال المحروقات غير التقليدية التي تعد واعدة ـ حسب السيد سحنون ـ. وعبّر عن تفاؤله بمستقبل هذا النوع من المحروقات في الجزائر، ليس فقط بالنظر إلى قدراتها الكبيرة التي قد تصل إلى 30 مليار متر مكعب في آفاق 2025، وإطارها التشريعي الملائم، ولكن كذلك للتطور التكنولوجي والتقني الذي عرفته تقنيات الاستخراج والتي مكّنت من تخفيض التكاليف بـ20 بالمائة في الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهة أخرى كشف السيد سحنون، عن دخول حوالي 5 حقول حيز الخدمة في السنوات الخمس المقبلة، ويتعلق الأمر بكل من حقل تينهرت بإليزي، وحاسي بن حامو وحاسي مينا وتوات بأدرار، وحقل رڤان وحقل تيميمون.
وحسب الأرقام التي قدمها فإنه تم إحصاء 28 اكتشافا جديدا إلى غاية أكتوبر 2014، بحجم يقدر بـ386 مليون طن مقابل بترول، فيما تم تسجيل احتياطات في 2013 قدرها 440 مليون طن مقابل بترول. وبالنسبة للهدف الثاني فسيتم ـ حسب المتحدث ـ تخصيص 7.5 ملايير دولار لتطوير شبكة النقل، وحوالي 10 ملايير دولار لتطوير نشاط التكرير، و6 ملايير لتطوير الصناعة البيتروكيماوية في مرحلة أولى.
وبالنسبة للموارد البشرية، فإن مدير سوناطراك اعتبر أنها ستكون أولوية بالنسبة للشركة، وأكد توظيف 800 تقني ومهندس خلال 2014، وتحدث عن توظيف 8000 آخرين خلال الخماسي القادم 2015- 2019، كما أشار إلى برامج تكوينية هامة لاسيما في مجال المناجمنت، وفي مجال المحروقات غير التقليدية والبتروكيمياء.
وفي سياق تأكيد تفاؤله بشأن مستقبل قطاع المحروقات في الجزائر، دعا المدير العام لسوناطراك، الشركاء الذين يملكون التحكم في التكنولوجيا التي تحتاجها الجزائر، إلى الاستثمار ببلادنا في إطار علاقات ربح متبادل مستديم، وضمن أسس تتمثل في تحويل التكنولوجيا وتطوير القدرات المحلية، وتوفير اليد العاملة التي تملك الكفاءة.
على صعيد آخر أكد رئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات "النفط"، السيد سيد علي بيطاطا، في تصريحات صحفية على الهامش أن الندوة من خلال اللقاءات تدخل في إطار التحضير للمناقصة القادمة، وقال "سنتطرق مع شركائنا إلى ما يهمنا وما يهمهم لتحضير المناقصة القادمة"، وبالنسبة لتأثير تراجع أسعار النفط، فقلل من تداعياتها على الاستثمارات والاستكشافات، واعتبر أن هذا الوضع "ظرفي"، مشيرا إلى أن انخفاض الأسعار يخص ظرف راهن، فيما تتعلق المناقصة بظرف آخر.