منتدى الشباب: فرصة لبناء القدرات وتبادل الخبرات

التنمية المستدامة نتاج تضافر الجهود

التنمية المستدامة نتاج تضافر الجهود
  • القراءات: 848
رشيدة بلال رشيدة بلال
يعكس منتدى الشباب، "مواطنون فاعلون.. من أجل تنمية مستدامة" حسب عبد الرحمان عرعار، رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الأطفال المنعقد مؤخرا بالعاصمة، والذي جمع ما يزيد عن 250 شاب من مختلف الدول العربية والأجنبية، مدى وعي الشباب الجزائري لعقد مثل هذه الملتقيات التي تستهدف تبادل الخبرات وتحفيز الحوار بين الشباب والسلطات العمومية حول دورهم كمجتمع مدني، لأن أي برنامج أو تنمية محلية لابد أن تقوم على معرفة كيفية ممارسة الحقوق والواجبات. يقول عبد الرحمان عرعار المشرف على تنظيم المنتدى: "بلوغ تنمية مستدامة دائمة لا يتحقق إلا بإعطاء الشباب الفرصة، وإدراجهم في كل المبادرات، وتمكينهم من صنع القرار، وهي عموما جملة الأهداف التي نتطلع إلى تحقيقها من خلال جملة الورشات التي تم تسطيرها بالمناسبة والتي تتوزع عبر محاور مختلفة، أهمها موضوع المواطنة الإلكترونية كشكل جديد لالتزام الشباب، وتنمية القدرات وتربية الشباب من أجل فهم أفضل لرهانات التنمية المستدامة، وكذا الاعتماد على التطوع كأداة للتنمية البشرية بالنظر إلى كون التطوع يعد اليوم واحدا من أشكال الالتزام والمشاركة المدنية التي تساهم في تطور المجتمعات، ونتمنى أن نتمكن من وراء هذا المنتدى من بناء القدرات، وتعميق الحوار حول مختلف الإشكاليات التي يتم طرحها بين الشباب في مواضيع تخص التنمية المستدامة، بيئية كانت أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية.

سمح منتدى الشباب، المنعقد مؤخرا بالعاصمة لعدد كبير من الشباب المؤطر والمنظم في المجتمع مدني ومنظمات غير حكومية من مختلف الدول العربية كتونس والمغرب والأردن، والأجنبية مثل فرنسا وإسبانيا  بالالتقاء وتبادل الأفكار والتجارب. وبالمناسبة، احتكت "المساء" بعدد من المشاركين وسجلت نظرتهم  لمجالات التنمية المستدامة وعدنا لكم بهذه الرؤى...
فكرة إنشاء منتدى الشباب تعود إلى اقتراح من طرف 12 جمعية جزائرية تنشط في ميادين مختلفة ثقافية، بيئية، وكذا الصحة والطفولة والمواطنة، من أجل هذا ارتأينا أولا تسليط الضوء على نظرة الشباب الجزائري الى آفاق التنمية المستدامة وكيفية المشاركة فيها، فكانت البداية مع محمد بن جبار، ممثل جمعية الشعلة الخضراء من ولاية قسنطينة الذي قال "إن الجمعية، انطلاقا من إيمانها  بضرورة الحفاظ على بيئة نظيفة باعتبارها  من بين التحديات التي يواجهها العالم اليوم، رغبنا كشباب في أن نشارك في التنمية من خلال تسخير جهودنا في مجال الاستثمار بكل ما له علاقة بالبيئة لنتمكن من تحقيق الوعي البيئي من جهة، والنهوض بالسياحة البيئية من جهة أخرى، حيث نعتمد على الإرادة القوية والرغبة الصادقة لأعضاء الجمعية من الفئة الشابة طبعا، ولعل من بين الأنشطة التي بادرت بها الجمعية في مجال المشاركة في التنمية، الإشراف على توزيع حاويات خضراء لرمي النفايات بشوارع قسنطينة، والعمل جار على تسطير مشاريع تتعلق بإعادة التأهيل  التي تعتبر من أهم التحديات التي نعتقد أن استغلالها من طرف الشباب يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني،  باعتبار  التخلص من النفايات  واحدا من المشاكل التي تؤرق العديد من الدول.
وحول رأيه بالمنتدى، أكد أن الشباب الجزائري بحاجة إلى مثل هذه المنتديات للاحتكاك بباقي الشباب والاطلاع على تجاربهم، ومعرفة السبل التي تمكنوا عن طريقها من تخطي الصعاب لتحقيق تنمية شاملة.
من جهته، محمد آيت عمراوي، عضو بجمعية صوت أبولي، يقول معرفا بالجمعية "هو شخص عاش بالقرن الأول بعد الميلاد، ويعد أول من كتب رواية في تاريخ البشرية وألف بعض كتب الفلسفة والمسرح.. اخترناه ليكون النموذج الذي تسير عليه جمعيتنا التي تتجه نظرتها في مجال التنمية المستدامة إلى الاهتمام بكل ما هو أدبي وفني، وقد تمكنا من تكوين أفواج شبابية تكتب في مجالات مختلفة، ونعتقد كأعضاء بالجمعية أن النشاط الأدبي يساهم بشكل أو بآخر في تنمية الوطن، لأن كل ما هو ثقافي يساهم في التنمية المستدامة عبر النشاطات التي  تستقطب الشباب الهاوي لتنمية الفكر والإبداع. كانت لي مشاركة في تونس بمنتدى مماثل للمنتدى الذي انعقد بالجزائر حول الشباب، واعتقد أن مثل هذه المنتديات تمكننا من التعريف بنشاطنا وتساعدنا على بناء علاقات لإعداد مشاريع مشتركة تخدم طبعا أهداف التنمية’’  يقول محمد.

... وحمزة اختار الاستثمار في التنمية البشرية
بينما وجهت جمعية الشاي الأخضر ضد السيدا والمخدرات من ولاية تمنراست نظرتها للتنمية المستدامة عن طريق الاهتمام بمعالجة كل الآفات الاجتماعية التي تهدد الصحة العامة وتحديدا ما يتعلق بالسيدا، وهو ما حدثنا به حمزة بن أموت عضو بالجمعية الذي قال: "الجمعية سطرت العديد من البرامج للرفع من الوعي الصحي عن طريق دورات تكوينية وحملات تشخيص بالنظر إلى أن ولاية تمنراست ولاية حدودية يتوافد عليها الأفارقة، وبالتالي مهددة بانتشار بعض الأمراض، من أجل هذا اخترنا المشاركة في التنمية الصحية، لأن التنمية موضوع عام يشمل التنمية البشرية، وهو المجال الذي اخترنا التخصص فيه، وفي اعتقادي  يعتبر من أنجح مجالات الاستثمار التي يستفيد منها المواطن مباشرة’’.

ماذا عن رأي شباب الدول الشقيقة في مجالات التنمية؟
من بين الدول العربية المشاركة في أشغال منتدى الشباب، فاطمة مغنامي من المغرب، عضو في المركز المتوسطي للبيئة والتنمية، وهو مركز يهتم بالبيئة وبكل ما يخص ثقافة المخاطر الطبيعية وكيفية مواجهتها ـ تقول المتحدثة: "نركز في عملنا على التوعية، وهو عنوان التنمية الحقيقية في نظرنا، إذ نعمل مع المواطنين ومع المنتخبين، ونباشر تحقيقات ميدانية لنتمكن من وضع صورة واضحة لما يحدث في مجتمعنا في مجال الكوارث الطبيعية التي تعتبر من المشاكل التي تواجه المواطنين... وفي رأيي، فإن إشراك الشباب في مثل هذه الأعمال يعكس وطنيتهم، واندفاعهم للمساهمة في التنمية من خلال تقديم خدمات تطوعية".

الوعي السياسي وجه آخر للتنمية المستدامة
من جهته يرى عمر النوايسي، من الأردن، عضو بمركز الحياة لتنمية المجتمع المدني في مجال مراقبة الحكومة والبرلمان والانتخابات، أن الاستثمار الحقيقي في الشباب لا يتحقق إلا بالتركيز على توعيته في المجال السياسي وإكسابه ثقافة سياسية، ‘’ونعتقد أن التنمية تشمل النساء أيضا من أجل هذا نهتم بتنمية المرأة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا، حيث عملنا كمركز على تثقيف 10 آلاف امرأة بالأردن سياسيا ومكناهن من الترشح بمجلس النواب الأردني، حيث قدرت مشاركة المرأة بـ 12 بالمائة، وهو إنجاز نفخر به’’. ويواصل محدثنا قائلا: "ننظر إلى التنمية على أنها تشمل كل الوطن، ولنتمكن من توسيع نشاطنا، لابد من الاعتماد على وسائل تكنولوجية حديثة لتقديم خدمة نوعية، وعن طريق هذه المنتديات، نتطلع إلى الخروج بتوصيات ترسي أحكام  تفعيل التنمية المستدامة بين شباب دول البحر الأبيض المتوسط".