انطلاق مهرجان الموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة

الصين تبدع بأوراق الشجر

الصين تبدع بأوراق الشجر
  • 821
دليلة مالك دليلة مالك
تدفق الجمهور العاصمي، سهرة أول أمس إلى قاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح، لحضور المهرجان الدولي التاسع للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة. ونشط السهرة الأولى من التظاهرة كل من المطربة الجزائرية، بهجة رحال والفرقة الإسبانية "خوان كارمونا كوارتت" والفرقة الصينية "أصوات الصين".
إلى جانب الجمهور الغفير، شهد حفل الافتتاح حضور وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي وسفير الصين بالجزائر. واستهل البرنامج الموسيقي بتقديم توشية زيدان للجوق الجهوي للجزائر العاصمة الذي قاده مقداد زروق، ثم التحقت المطربة الأنيقة بهيجة رحال لأداء وصلاتها الأندلسية بتقديم نوبة في طبع المجنبة، استمتع بها الحضور كثيرا. وافتتحت فنانة الحوزي نوبتها بتوشية زيدان قبل أن تدخل في قلب النوبة بمصدر "قم يا حبيبي" ومن بعده بطايحي بعنوان "قلبي حاصل" قبل تواصل عرضها بدرج "سألتك يا بديع الشباب"، وانصراف بعنوان "أدمعي" لتختتم بخلاص "يا ترى إن كان تعود أيامنا". وأحيت الجزء الثاني من السهرة، الفرقة الإسبانية "خوان كارمونا كوارتت"، المشكلّة من عازفين وموسيقيين يؤدون مختلف الأنواع الموسيقية التقليدية والعصرية، فبعد أن اعتلى قائد الفرقة الإسباني الأصل والفرنسية الجنسية خوان كارمونا الخشبة، راح يعزف على غيتارته بأنامل ذهبية، أعذب الألحان الغجرية التي أمتعت الحضور لبضع دقائق، قبل أن يلتحق به ثلاثي الفرقة، منهم عازف "الفليت" دومينغو باتريفيو الذي رافق طوال السهرة غيتارة خوان التي شكلّت محور الأداء الجماعي.
وتواصل الإمتاع على ثلاث مراحل بآلات موسيقية متعددة كالدف التقليدي المصنوع من الخشب و«الفليت" و«البيانو"، لتكون الباقة الموسيقية منوّعة وغاية في الروعة، ميّزتها أحيانا معزوفات هادئة ورومانسية وأخرى حماسية، صفق لها الجمهور مطولا، حيث مزجت المجموعة بين الفلامينكو وموسيقى العالم بأسلوب شخصي سلِس اتسم بعذوبة الألحان.
أما الجزء الأخير من الحفل، فكان مع الفرقة الصينية "أصوات الصين"، التي أدهشت الجمهور الجزائري بعزفها المتفرد على مجموعة من الآلات الموسيقية التقليدية التي تشكل جزءا من الموروث الفني الموسيقي لدولة الصين العريقة بحضارتها.
بحضور جمهور غفير ولاسيما للجالية الصينية المقيمة في الجزائر ويتقدمهم السفير الصيني بالجزائر، أدت فرقة "أصوات الصين" وصلات موسيقية عذبة، تمتد نسائمها من الزمن الغابر للحضارة الصينية ومرورا على مختلف الأساطير التي يرويها التراث الصيني الأصيل.. إنها أنغام أشبه بأصوات الطبيعة، انتشى الجمهور لدفئها في أول ليلة من فصل الشتاء.زادت دهشة الجمهور لما قام أحد العازفين الستة عند مقدمة المنصة، ورفع أوراق شجر، قائدا بقية الفرقة لتقديم مقطوعة موسيقية بديعة، أطربت المستمعين وحملتهم على أكف مريحة وصعدوا عبرها، سور الصين العظيم دون عناء.
جرعة الفرجة والمتعة في السهرة الأولى، من مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، ارتفعت بفضل الأداء الجماعي للفرقة، الذي تخلله عزف منفرد لكل واحد منهم، وذلك بهدف تقديم كل آلة وإسماع الصوت الذي تصدره، تلبية لفضول الجمهور الجزائري، الذي كان في كل لوحة موسيقية متفاعلا مع الأداء الصيني.
وقبل بدء البرنامج الموسيقي لفرقة "أصوات الصين"، عبرّت عازفة من الفرقة عن سعادة المجموعة لمشاركتها في المهرجان الذي يترجم مدى متانة العلاقات الدبلوماسية الجزائرية ـ الصينية.