استياء المسافرين على الرحلات الداخلية للخطوط الجوية الجزائرية

عطلة نهاية السنة أخلطت برمجة الرحلات

عطلة نهاية السنة أخلطت برمجة الرحلات
  • القراءات: 643
حنان/ح حنان/ح
يشهد المطار الدولي هواري بومدين، منذ فترة اضطرابات في موعد الرحلات أثرت سلبا على حركة تنقل المسافرين الذين لم يجدوا إلا المقاهي وكراسي قاعات الانتظار لافتراشها إلى حين موعد الرحلات المؤجلة لموعد غير محدد، ورغم أن الخطوط الجوية الجزائرية مطالبة في مثل هذه الحالات بالتكفل بالمسافرين إلى غاية وصول الطائرة، إلا أن هذه الأخيرة تجاهلت انشغالات المواطنين وكلفت أعوان الوكالات التجارية بالرد على المسافرين بكلمة "اصبروا الأمر خارج عن نطاقنا".
وسمحت لنا الزيارة الاستطلاعية التي قادتنا أمس، إلى المطار عبر خطوطه الداخلية والخارجية بالوقوف على معاناة المسافرين بعد إلغاء  5 رحلات من أصل 10 مبرمجة لنهار أمس، دون تقديم تفسيرات مقنعة من طرف "الجزائرية" مما جعل المسافرين يعلّقون بأن "الشركة فقدت مصداقيتها".
وكانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، عندما دخلنا بهو نهائي الخطوط الداخلية للمطار الدولي هواري بومدين، لتقابلنا اللوحة الإشهارية التي تعلن عن مواعيد هبوط وإقلاع الطائرات، فمن أصل 21 رحلة مبرمجة ليوم أمس، 14 رحلة مؤجلة دون تقديم توضيحات أكثر، وهو ما جعل المسافرين يبحثون عن مكان شاغر بالمقاهي التي تتوسط القاعة، في حين دخل البعض في مناوشات مع المكلفين بالوكالة التجارية داخل المطار، والتي شهدت تشكل طابور طويل من المواطنين ينتظرون دورهم للاستعلام وتغيير مواعيد الرحلات إلى وجهات أخرى.
وبعين المكان كان لنا حديث جانبي مع أحد المسافرين  الذي بدا جد مرهق بسبب طول انتظاره، ليؤكد لنا أنه وصل إلى المطار منذ الساعات الأولى من الصباح غير أن رحلته إلى ولاية بجاية مؤجلة لموعد لاحق، وهو لا يعرف ما إذا كان مجبرا على العودة إلى منزله أو انتظار الطائرة.
ومن بين العائلات التي اتخذت لها طاولتين في إحدى المقاهي عائلة "عمي أحمد"، الذي كان رفقة زوجته وبناته الأربع والقادم من فرنسا باتجاه وهران، غير أن رحلته لم تكن مثلما كان مبرمجا لها من قبل، ليكشف لنا أنه مضطر إلى تأجير سيارة أجرة لبلوغ محطة المسافرين بالخروبة والسفر برا إلى وهران، على أن يطالب الشركة بتعويض تذاكر السفر.
حاولنا التقرّب من أحد أعوان الشركة الذي كان مارا بالقرب منّا للاستفسار عن موعد إحدى الرحلات المؤجلة، غير أن هذا الأخير رد علينا "لا أعلم شيئا" وأكمل طريقه.
انتقلنا من نهائي الخطوط الداخلية إلى الخطوط الدولية لنجد الأمر أكثر تعقيدا، خاصة وأن الفترة تتزامن مع العطلة الشتوية التي تتسم بتنقل عدد كبير من الجزائريين إلى الدول الأوروبية لقضاء احتفالات نهاية السنة، فقد كانت كل مصالح التسجيلات مكتظة عن آخرها بالمسافرين، في الوقت الذي أعلنت فيه اللوحات الإشهارية عن تأخر 5 رحلات من أصل 10 رحلات تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، غير أن هذه المرة تم تحديد توقيت جديد لهذه الرحلات المؤجلة، في حين تم الإعلان عن الشروع في الركوب عبر 3 رحلات  ووصول 4 طائرات في وقتها المحدد. 
اقتربنا من بعض المسافرين المتوجهين إلى مطار ليون بفرنسا، للاستعلام عن ظروف الاستقبال ليجمعوا لنا أنهم تعودوا على إشكالية تأخر الرحلات عبر "الجزائرية"، ففي كل مرة يقع نفس الإشكال منذ عدة سنوات رغم كل الوعود التي تقدمت بها الشركة، في حين أكد لنا شاب يشتغل لحساب إحدى الشركات الأجنبية الناشطة بالسوق الجزائرية، أن مديره المباشر يرفض اقتناء تذاكر لدى شركة الخطوط الجوية الجزائرية بسبب تأخر جل رحلاتها، لذلك يتم التعامل في كل مرة مع باقي شركات الطيران الأجنبية التي تتميز بالمصداقية أكثر وحسن الاستقبال، ـ كما قال ـ
وفي حديث جانبي جمعنا مع أحد عمال مؤسسة تسيير المطارات، أكد لنا أن إشكال تأخر الطائرات يرجع إلى سوء برمجة الرحلات وعدم الأخذ بعين الحسبان الوقت المستغرق لصيانة وتنظيف الطائرة عند وصولها، بالإضافة إلى طول فترة الركوب ونقل الحقائب إلى غاية الطائرة، مشيرا إلى أن الإشكال يتفاقم مع كل فترة يزداد فيها الطلب على الرحلات في فترات نهاية السنة وموسم الاصطياف!.

"الجزائرية" لا ترد على الصحافة
اتصلنا بالمكلفة بالإعلام على مستوى الخطوط الجوية الجزائرية، إلا أن هاتف هذه الأخيرة لا يرد، ولدى اتصالنا بمصادرنا الخاصة لدى المؤسسة كشفت لنا أن سبب اضطراب الرحلات الداخلية يعود بالدرجة الأولى إلى قرار تحويل بعض الرحلات الداخلية لتلبية الطلب المتزايد على الرحلات الخارجية!.