أشغال الجمعية العامة الأولى للمركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل المنعقدة بالجزائر

تبّون يشدد على ضرورة إيجاد آلية عربية مشتركة للتصدي للكوارث الطبيعية

تبّون يشدد على ضرورة إيجاد آلية عربية مشتركة للتصدي للكوارث الطبيعية
  • 699
ق/و ق/و
شدّد وزير السكن والعمران والمدينة، عبد المجيد تبون على أهمية دور المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى في إيجاد آلية عربية مشتركة تعمل على التصدي لهذه الكوارث ومواجهة آثارها، مؤكدا أن من شأن هذه الهيئة التي وافقت جامعة الدول العربية على إنشائها سنة 2004 أن تشكل الأداة الناجعة للتصدي للأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية وستفسح المجال للتفكير في آليات مشتركة واستصدار قوانين موحدة والعمل على تطبيقها، كما سيشجع هذا المركز - يقول الوزير - التعاون العلمي والتقني بين الدول الأعضاء، وسيعزز قدراتها في مجال إدارة الكوارث الطبيعية والتخفيف من آثارها، إلى جانب دعم عمل المراكز الأخرى التي تنشط في نفس المجال بالجزائر.
وأشار تبون، في كلمة له، أمس، لدى افتتاح أشغال الجمعية العامة الأولى للمركز المنعقدة بالجزائر إلى كل من المركز الجزائري للبحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء وكذا المركز الوطني لهندسة مقاومة الزلازل والمخبر التابع له الذي يعتبر من أكبر المخابر على المستوى الإفريقي، منوها في ذات السياق بالدور الهام الذي ينتظر أن يلعبه المركز العربي، الذي يتخذ من الجزائر مقرا له - في تطوير نوعية البناء وجودته في الجزائر خاصة في إطار البرنامج الخماسي المقبل للاستثمارات العمومية 2015-2019 والذي يتضمن مشروع إنجاز مليوني وحدة سكنية جديدة.
وعلى صعيد آخر، ذكر الوزير بخطورة الكوارث الطبيعية التي تتهدد المنطقة العربية والتي تتعرض كغيرها من مناطق العالم الأخرى للعديد من هذه الكوارث مثل الزلازل وانزلاقات التربة والفيضانات وموجات الحر والعواصف الرملية.
وفي هذا الإطار، تم إحصاء نحو 400 كارثة طبيعية ضربت الدول العربية خلال الفترة ما بين 1980 و2013 نتج عنها مقتل أكثر من 160 ألف شخص وتأثر حوالي 60 مليون آخرين. وعلى هذا الأساس، صنفت المنطقة العربية من بين أكثر المناطق تعرضا للخطر لعدة أسباب منها سرعة وتيرة التغير المناخي مقارنة بباقي أنحاء العالم نظرا للتزايد السكاني وزيادة ضغوط البيئة، حيث بلغ مجموع سكان المنطقة العربية سنة 2012 حوالي 361 مليون نسمة، منهم نسبة 90 بالمائة تعيش على 4 بالمائة فقط من المساحة الكلية للمنطقة والمقدرة بـ4 ،1 مليار هكتار يقول الوزير.
أما فيما يتعلق بالجزائر، فقد تم في ظرف 15 سنة (1994-2009) إحصاء عشر كوارث بين زلازل وفيضانات، أدت إلى مقتل 3.457 شخص وخلفت خسائر مادية معتبرة خاصة بولاية بومرداس. ويبقى زلزال الشلف سنة 1980، أعنف كارثة شهدتها الجزائر منذ الاستقلال، حيث بلغت شدته 7,3 درجات على سلم رشتر وخلف 2.633 ضحية و20.000 سكن منهار يضيف تبون.
من جهته، أشار جمال جاب الله، ممثل جامعة الدول العربية خلال الاجتماع إلى المهام التي تنتظر هذا المركز الذي صار اليوم مطالبا بأخذ زمام المبادرة لتنفيذ هذه المهام في ظل ارتفاع معدلات وقوع الزلازل والكوارث الطبيعية، إلى جانب ضرورة تعبئة موارد مالية معتبرة لإعادة إعمار المناطق المتضررة أن المجهودات التي تبذلها الجزائر في هذا المجال تعتبر نموذجا حيا لنجاعة آليات التصدي للكوارث الطبيعية على المستوى العربي.
للإشارة، تواصلت أشغال الجمعية العامة الأولى للمركز في جلسة مغلقة خصصت أساسا لانتخاب رئيس لهذه الهيئة العربية، حيث وقع الاختيار على الجزائري عمر الحاج عيسى وهو مدير سابق للبناء ووسائل الإنجاز بوزارة السكن والعمران والمدينة، في حين تم انتخاب مندوب من مصر في منصب نائب الرئيس. وجرى الاجتماع بحضور ممثلين عن سبع دول عربية وهي إضافة إلى الجزائر، تونس والمغرب وفلسطين ومصر والأردن والعراق.