استقبل في العيون بمظاهرات سلمية قمعتها القوات المغربية
روس في السمارة للقاء نشطاء المجتمع المدني الصحراوي
- 1481
يصل كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية اليوم إلى مدينة السمارة، ثاني محطة له بالأراضي المحتلة بعد زيارته مدينة العيون.واستقبل روس لدى وصوله أول أمس إلى مدينة العيون قادما إليها من مخيمات اللاجئين الصحراويين، بمظاهرات سلمية نظمها عشرات المواطنين الصحراويين في مختلف شوارع المدينة، في مسعى لإسماع صوتهم للموفد الأممي.
وكعادتها، سارعت قوات الاحتلال إلى قمع المتظاهرين بالقوة، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بجروح متفاوتة الخطورة، في محاولة منها لإسكات صوتهم ومنعهم من التعبير بكل حرية عن مطالبهم وآرائهم للموفد الأممي.
وأبلغ روس في أول تصريح له بمدينة العيون المحتلة النشطاء الصحراويين الذين التقاهم بمقر البعثة الأممية إلى الصحراء الغربية "مينورسو"، أن الأمين العام للمنظمة الأممية بان كي مون يولي اهتماما متزايدا بوضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
كما أكد، أن مجلس الأمن الدولي وحتى وإن لم يوسع صلاحيات بعثة "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها، إلا أن أطرافا دولية ذات وزن دبلوماسي كبير تتابع الأوضاع عن كثب، وتسعى إلى تطبيق ذلك في الاجتماع القادم لمجلس الأمن الدولي.
وكانت الإشارة واضحة إلى الولايات المتحدة، التي سبق وتقدمت بمشروع لائحة بخصوص مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، خلال اجتماع المجلس في أفريل الماضي، لكنه مني بالفشل بسبب الفيتو الفرنسي المنحاز بشكل مفضوح للجانب المغربي على حساب حقوق الشعب الصحراوي المغتصبة.
ولدى تواجده بمدينة العيون، التقى روس بنشطاء صحراويين وممثلي الجمعيات الصحراوية المدافعة عن حقوق الإنسان وحق شعب الصحراء الغربية في ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره، على غرار لجنة دعم مخطط التسوية الأممي وحماية الثروات الطبيعية ولجنة عائلات المعتقلين السياسيين الصحراويين وتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، إلى جانب عقده لقاءات مع المسؤولين المغاربة المحليين من بينهم محافظ العيون خليل دخيل.
ويحاول روس جمع كل المواقف، بما فيها تلك التي تمثل المستوطنين المغاربة الرافضين لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، والداعمين لمخطط بلدهم في الحكم الذاتي لأرض مدرجة على قائمة الأمم المتحدة لآخر قضايا تصفية الاستعمار في العالم.
والمؤكد، أن جولة روس التي يواصلها اليوم بزيارة مدينة السمارة ستمكنه من التقرب أكثر من حقيقة واقع شعب محتل اغتصبت حقوقه عنوة من قبل المغرب، الذي لا يزال يحاول وبعد أكثر من ثلاثة عقود إيهام العالم أجمع بأطروحاته الكاذبة بـ«مغربية" الصحراء الغربية.
وقد أدرك روس كغيره من المبعوثين الأمميين الذين سبقوه حقيقة النزاع الصحراوي، الذي يتعلق بقضية تصفية استعمار، حلها لن يتم إلا بتنظيم استفتاء نزيه وحر لتقرير المصير يشمل كافة أراضي الصحراء الغربية، وفقا لمتطلبات الشرعية الدولية. وهو ما جعله يصرّ خلال جولته المغاربية الثالثة من نوعها بزيارة المدن المحتلة التي كانت سلطات الاحتلال المغربية قد وضعتها خطا أحمر لا يمكن لأي مسؤول أممي تجاوزه، مخافة كشف حقيقة واقع احتلال مرير يتخبط فيه الصحراويون.
للإشارة، فإن المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، سيقوم مباشرة بعد انتهائه من جولته المغاربية التي ستقوده أيضا بعد المدن المحتلة إلى الجزائر وموريتانيا، بصفتهما بلدين ملاحظين في القضية الصحراوية، بإعداد تقرير يعرض على مجلس الأمن الدولي في الثلاثين من الشهر الجاري.