برج الحواس (إيليزي)

إنجراف التربة وتلوث المياه يهددان سكان قرية إهرير

إنجراف التربة وتلوث المياه يهددان سكان قرية إهرير
  • 2178
استطلاع/ العربي طواهرية استطلاع/ العربي طواهرية
تعرف قرية أهرير السياحية التابعة لبلدية برج الحواس، بولاية إيليزي، عدة نقائص أملتها التضاريس، وأخرى تسبب فيها غياب حلول جدية كان السكان قد اشتكى منها مرارا وتكرارا، حيث تعتبر القرية فرعا بلديا، بها مناطق خلابة ومسطحات مائية إضافة إلى منابع للمياه طبيعية، وفوق كل ذلك فهي مصنفة عالميا ضمن المناطق الرطبة بموجب اتفاقية "رامسار"، إلا أنها عرفت خلال السنوات الأخيرة انحسارا كبيرا في تدفق المياه بسبب ظاهرة الجفاف، بينما الأمطار تفعل فعلتها عند تساقطها بالمنطقة.
وحسب السكان، فإن الأمطار تتسبب في جرف كميات كبيرة من التربة من المناطق المرتفعة نحو الجهة الشمالية الواقعة في منخفض هذا التجمع، وهو الأمر الذي يؤرق سكانها الذين يبدو أنهم يقدّرون المخاطر التي تتربص بهم، عند كل تساقط للأمطار، بينما المياه التي تتراجع طبقاتها بالقرية من سنة لأخرى، تصنف ضمن الاهتمامات التي تنتاب سكان أهرير.
ولا يزال الكثير من السكان يتزودون من منابع مفتوحة على الهواء الطلق، وأغلبها تحوّلت إلى مياه راكدة أو ثقيلة الحركة بسبب غياب عمليات تطهير للمنابع الطبيعية التي امتلأت بالتربة وحتى بالنفايات، ورغم ذلك لا تزال تلك المياه مصدر حياة للكثيرين من سكان القرية، حيث شكلت نوعية المياه وطعمها المتغير والذي يحمل روائح غير طبيعية انشغالا رفعه السكان الذين طالبوا بالتحقيق وتحليل المياه لمعرفة مدى صلاحيتها للاستهلاك، بل ودفعت هذه الوضعية ببعض السكان خلال الأشهر الأخيرة إلى استهلاك المياه المعدنية لمن استطاع إلى ذلك سبيلا.
ولم يقتصر التلوث على المنابع إذ يمتد من حين إلى آخر نحو المسطحات المائية، خصوصا عندما تتعطل عملية تفريغ المصب النهائي للمياه المستعملة والمتسرب من الخرسانة المسلحة، حيث يتم تفريغه بواسطة صهاريج خاصة يتم جلبها من طرف مصالح الديوان الوطني للتطهير بصورة دورية للقرية، حيث يؤدي تعطل عمليات التفريغ إلى سيلان المياه المستعملة نحو البرك المائية المجاورة.
ويكشف السكان المجاورون لهذا المصبّ عن تسجيل حالات غريبة لإصابات الأطفال بنوع من الحساسية في العيون، أرجعه السكان إلى الروائح المنبعثة من هذا الحوض خصوصا أثناء فترات الامتلاء. وتسجل القرية مطالب أخرى تتعلق بتوفير الكهرباء التي تنقطع عن السكان ابتداء من منتصف الليل إلى غاية التاسعة صباحا، حيث يعيش سكانها على أمل تجسيد المشروع الذي طرحته سلطات الولاية، والقاضي بجلب الطاقة الكهربائية انطلاقا من مدينة برج الحواس على مسافة 80 كيلومترا، لتجاوز المشاكل التي أرقت ولا تزال مسؤولي البلدية، بسبب الأعطاب التي تلازم مركز إنتاج الكهرباء بالقرية.
ورغم كل هذه المتاعب، إلا أن القرية المعروفة بحسن الضيافة، تنتظر التكفل بانشغالات سكانها، خصوصا ما تعلق بالمحافظة على الإرث الطبيعي المتمثل في إعادة الاعتبار للواحة والمصادر والمسطحات المائية والبرامج السكنية وتوفير المياه بواسطة آبار عميقة والعديد من المطالب الأخرى، بعد أن تم تعبيد الطريق إلى غاية القرية، حيث لا يزال تجسيد نتائج العديد من الدراسات الخاصة بحماية القرية من مخاطر السيول التي أعدتها مصالح الري، وأخرى يتم التحضير لها من طرف مصالح الغابات والتي تعد أهم مطالب السكان، خصوصا وأن أغلب الحظيرة السكنية للقرية، طينية لا قدرة لها على تحمل الأمطار والسيول.