سبق لها أن نشرت رسوما مسيئة للرسول (ص)

مقتل 12 شخصا في هجوم بالأسلحة على مقر ”شارلي ايبدو”

مقتل 12 شخصا في هجوم بالأسلحة على مقر ”شارلي ايبدو”
  • القراءات: 1306
مليكة/خ مليكة/خ
 قتل 12 شخصا بينهم شرطيان وأصيب 11 آخرون بينهم أربعة في حالة خطيرة في هجوم بالأسلحة الرشاشة شنّه 3 أشخاص ملثمين، أمس، على مقر صحيفة ”شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة في العاصمة باريس، حسبما أعلنه وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، في حين تنقل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على عجالة إلى مسرح الحادث وندد بالهجوم الذي وصفه بـ”الإرهابي”، مضيفا أنه يندرج في إطار ”عمل على قدر استثنائي من الوحشية”.
 وذكرت مصادر قضائية، أن بين القتلى أيضا 4 من أبرز رسامي الكاريكاتير في الصحيفة الفرنسية، وهم كابي وشارب وتينيوس وفولانسكي، الذين صنعوا تاريخ الصحيفة، في حين أشارت مصادر في الشرطة الفرنسية إلى أن ”رجلين يحملان رشاشات كلاشنيكوف وقاذفة صواريخ اقتحما عند الساعة 11:30 صباحا، مقر الصحيفة وحصل تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن قبل أن يغادرا المكان ويهتفا ”انتقمنا للرسول”.
وتوعد هولاند، منفذي الهجوم بالقول إن فرنسا ستعيد النظر في كافة إجراءات الأمن في البلاد، بعد أن أعلنت حالة الإنذار القصوى في المنطقة الباريسية التي شهدت الهجوم. كما أشار إلى أن الهجوم ”يمس صميم مبادئ الجمهورية الفرنسية، الذي هو الحرية وحرية التعبير”. مضيفا أن هذا الهجوم ”ليس معزولا عن العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا من قبل”.
وقررت الحكومة الفرنسية، رفع التأهب الأمني إلى أقصى درجاته في العاصمة باريس ونواحيها، كما وضعت مقرات وسائل الإعلام والمجمعات التجارية تحت حراسة أمنية مشددة، حيث أكد  وزير الداخلية الفرنسي، أنه تتم حاليا ملاحقة هذه العناصر لاعتقالهم ومعاقبتهم. وذلك بتجنيد الحكومة كافة أجهزتها لمواجهة هذا الحدث الطارئ.وقد أدان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ”الهجوم الإرهابي ذا الطبيعة العنيفة الغريبة الذي استهدف المجلة، مؤكدا في بيان له أن ”هذا العمل الهمجي الخطير للغاية هو أيضا هجوم على الديمقراطية وحرية الصحافة”.وبدون أن يعرف ما إذا كان الأمر على ارتباط بالهجوم، عنونت شارلي ايبدو عددها الأخير الصادر يوم الأربعاء ”توقعات المنجم ويلبيك: في العام 2015 أفقد أسناني... وفي 2022 أصوم رمضان!” تزامنا مع صدور رواية الكاتب المثيرة للجدل ”سوميسيون” (الاستسلام) عن أسلمة المجتمع الفرنسي.
وقد تصادَف الاعتداء مع انعقاد الاجتماع الأسبوعي للصحيفة، قبل صدورها الأسبوعي كل يوم خميس بالمقر الجديد الذي افتتحته بعد احتراق مقرها السابق في اعتداء سابق.
وكان مقر الصحيفة تعرض عام 2011 إلى هجوم بالقنابل الحارقة عندما نشرت رسما مسيئا للإسلام. وظلت شهورا عديدة ضيفة على جريدة ”ليبراسيون”. لكن الاعتداء الأخير هو الأكثر دموية من نوعه في فرنسا منذ حوالي خمسين عاما. وكانت الصحيفة مثار جدل في فيفري  2006، حين أعادت نشر اثنين من الرسوم الدانماركية المسيئة للرسول الكريم، وهي رسوم كانت قد أدت بالفعل إلى أعمال شغب قاتلة قبل ذلك.وقدمت مجموعة من الجمعيات الإسلامية شكوى في المحكمة ضد صحيفة ”شارلي إيبدو” بسبب هذه القضية، حيث باعت الصحيفة على إثرها حوالي نصف مليون نسخة، وهو رقم أكثر بكثير من عدد نسخها المتداولة أسبوعيا والذي يتراوح بين 55 ألفا و75 ألف نسخة. ولكن إحدى المحاكم الفرنسية انحازت إلى جانب الصحيفة، معتبرة أن الرسوم الكاريكاتورية استهدفت بالأحرى ”الإرهابيين” وليس المسلمين.
 وتفتخر صحيفة ”شارلي إيبدو” الفرنسية الأسبوعية الساخرة باستفزاز الجميع. كما يضع رسامو الكاريكاتير والكتاب في الصحيفة نصب أعينهم الديانات الرئيسية في العالم والسياسيين والمشاهير، رافعين لواء حرية التعبير وساخرين مما يسمى باللياقة السياسية.
وأسست هذه الصحيفة الأسبوعية ذات التوجهات اليسارية عام 1970، لتخلف صحيفة ”هارا كيري” الأسبوعية التي تم حظرها بسبب محتواها الذي اعتبرته السلطات الفرنسية آنذاك عدائيا للغاية.