مشعل الشهيد تكرّم صديق الثورة التحريرية
روني فوتيي مثال السينمائي الملتزم
- 1079
دليلة مالك
شكّل تكريم صديق الثورة التحريرية الفرنسي روني فوتيي، من قبل جمعية "مشعل الشهيد"، محور حديث مستفيض حول السينما والثورة، نشّطه عدد من السينمائيين الجزائريين أمس، بمقر جريدة "المجاهد"، وأجمع كلّهم على أنّ فوتيي، كانت له مساهمة كبيرة في تأسيس السينما الجزائرية إلى جانب أسماء جزائرية كجمال الدين شندرلي، وتكوين مصورين في الجبال نصرة للقضية الجزائرية التي عرفت نهجا آخر في المقاومة، وهي الدعاية التي اعترفت فرنسا المحتلّة بقوتها رغم كل ما فعلته لتضييقها.
شارك في منتدى "المجاهد" عدد من الشخصيات الوطنية والسينمائية لإثراء موضوع السينما والثورة، وبعد أن قرأ الفنان عبد الحميد رابية، السيرة الذاتية لروني فوتيي، الذي توفي قبل أيام، تناول الكاتب مراد أوزناجي، موضوع اللقاء من خلال تقديم كتابه "السينما الجزائرية من 1957-2012"، حيث قام بدراسة تحليلية توثيقية لـ56 فيلما روائيا جزائريا ثوريا، وأوضح أنّ علاقة السينما بالتاريخ تتمثّل في كلّ واحد يأخذ من الآخر، وأنّ المؤرّخ عليه توخي الحذر في نقل الوقائع والتحلّي بالحقيقة التاريخية، أما السينمائي فله هامش من الحرية والتي تسمى إبداعا.
وقال أوزناجي، إنّ روني فوتيي، كان وراء تأسيس مدرسة التكوين السينمائي، مضيفا أنّ هذه المدرسة لم تكن لو لا الشهيد عبان رمضان، الذي كان له الفضل الكبير في خلقها سنة 1957، وأسفر عمل الكاتب على عدّة نتائج، منها عودة السينما الثورية في 2008 بعد فترة، ولكن على شاكلة أخرى تتميز بتمجيد الشخصيات الثورية فكان فيلم أحمد راشدي "مصطفى بن بولعيد".
من جهته، قال الناقد السينمائي أحمد بجاوي، إنّ شخصية روني فوتيي، تجعله حيّا في الذاكرة التاريخية الجزائرية لأنّه من الأوائل الذين أقروا أنّ الجزائر ستستقل، وعرفوا كيف يواجهون العنف الفرنسي ضد الجزائريين والفرنسيين، مشيرا إلى أنّ كلّ الأفلام التي تتحدّث عن الحرب التحريرية بفرنسا حتى لو ذُكرت هامشيا كانت ممنوعة إلى غاية 1963.
وأفاد أن روني فوتيي، قرّر الانضمام إلى الثورة ودخل تونس لأنّ الرقابة الفرنسية حالت دون تعبير السينمائيين عن الأوضاع، فظهرت شجاعة فوتيي، من خلال مساهمته في إطلاق السينما الجزائرية وظهورها كذلك بعد الاستقلال، وكوّن المجاهدين في فن التصوير في جبهة التحرير الوطني، ثم بعد 1962 ساهم مع حركة السينما الشعبية التي كانت جميلة جدا، وساهم في التأسيس لأوّل مؤسسة سينمائية وهو المركز السمعي البصري، ثم بعد عودته إلى بلده كان دائما يقول إنه فرنسي ملتزم، له أفكار سياسية ويساند القضية الجزائرية.
وأضاف أنّه أخرج فيلم "بلوغ العشرين في الأوراس" الذي نال جائزة الصحافة في مهرجان "كان" في سنوات السبعينيات، وهو فيلم يهاجم فيه الاحتلال الفرنسي وصوّر الشباب المكافحين يواجهون الجيش الفرنسي المحتل، كما اهتم بقضية لوبان، وصوّره جلّادا في واحدة من أعماله.
أمّا المخرج أحمد راشدي، فكشف أنّ الفضل كونه سينمائيا يعود إلى روني فوتيي، وقال "أنا منذ 60 سنة أمارس السينما بفضل روني فوتيي، لولاه لم أكن استطيع ولوج هذا العالم خاصة في تلك الظروف الصعبة والمحفوفة بالمخاطر"، وأضاف "لم ألتق بشخص أكثر طيبة وشجاعة مثله ومهمته في الدفاع عن حقوق الإنسان والقضية الجزائرية، ورفض حمل السلاح، حيث يعتقد أنّ الكاميرا أقوى من أيّ سلاح، وهو من حمّلني الكاميرا أوّل مرة وقال لي إنّها أفتك من السلاح واستعمله كشاهد على ما رأيت وما أعلم من حقيقة، والحقيقة دون غش، وعلّمني كذلك ما يمكن فعله حتى أغذّي الذاكرة الوطنية".
وعن بداية انضمام فوتيي، للقضية الإنسانية، بدأت لما أرسلته وزارة التربية الفرنسية ليصوّر "النور" الذي قدّمه الاحتلال للمستعمرات ولما وصل إلى مالي، تبين له أنّ الأوضاع عكس ما روّج لها ورأى أنه باستثناء أبناء المعمّرين والجيش من هم على ما يرام، وشاهد أثار خط السكة الحديدية (120 كلم)، التي تنقل ثروات البلاد التي شيّدت يدويا وحصدت ألف ضحية حتى يتم إنجازه، وكان أوّل فيلم يدين الاحتلال.
شارك في منتدى "المجاهد" عدد من الشخصيات الوطنية والسينمائية لإثراء موضوع السينما والثورة، وبعد أن قرأ الفنان عبد الحميد رابية، السيرة الذاتية لروني فوتيي، الذي توفي قبل أيام، تناول الكاتب مراد أوزناجي، موضوع اللقاء من خلال تقديم كتابه "السينما الجزائرية من 1957-2012"، حيث قام بدراسة تحليلية توثيقية لـ56 فيلما روائيا جزائريا ثوريا، وأوضح أنّ علاقة السينما بالتاريخ تتمثّل في كلّ واحد يأخذ من الآخر، وأنّ المؤرّخ عليه توخي الحذر في نقل الوقائع والتحلّي بالحقيقة التاريخية، أما السينمائي فله هامش من الحرية والتي تسمى إبداعا.
وقال أوزناجي، إنّ روني فوتيي، كان وراء تأسيس مدرسة التكوين السينمائي، مضيفا أنّ هذه المدرسة لم تكن لو لا الشهيد عبان رمضان، الذي كان له الفضل الكبير في خلقها سنة 1957، وأسفر عمل الكاتب على عدّة نتائج، منها عودة السينما الثورية في 2008 بعد فترة، ولكن على شاكلة أخرى تتميز بتمجيد الشخصيات الثورية فكان فيلم أحمد راشدي "مصطفى بن بولعيد".
من جهته، قال الناقد السينمائي أحمد بجاوي، إنّ شخصية روني فوتيي، تجعله حيّا في الذاكرة التاريخية الجزائرية لأنّه من الأوائل الذين أقروا أنّ الجزائر ستستقل، وعرفوا كيف يواجهون العنف الفرنسي ضد الجزائريين والفرنسيين، مشيرا إلى أنّ كلّ الأفلام التي تتحدّث عن الحرب التحريرية بفرنسا حتى لو ذُكرت هامشيا كانت ممنوعة إلى غاية 1963.
وأفاد أن روني فوتيي، قرّر الانضمام إلى الثورة ودخل تونس لأنّ الرقابة الفرنسية حالت دون تعبير السينمائيين عن الأوضاع، فظهرت شجاعة فوتيي، من خلال مساهمته في إطلاق السينما الجزائرية وظهورها كذلك بعد الاستقلال، وكوّن المجاهدين في فن التصوير في جبهة التحرير الوطني، ثم بعد 1962 ساهم مع حركة السينما الشعبية التي كانت جميلة جدا، وساهم في التأسيس لأوّل مؤسسة سينمائية وهو المركز السمعي البصري، ثم بعد عودته إلى بلده كان دائما يقول إنه فرنسي ملتزم، له أفكار سياسية ويساند القضية الجزائرية.
وأضاف أنّه أخرج فيلم "بلوغ العشرين في الأوراس" الذي نال جائزة الصحافة في مهرجان "كان" في سنوات السبعينيات، وهو فيلم يهاجم فيه الاحتلال الفرنسي وصوّر الشباب المكافحين يواجهون الجيش الفرنسي المحتل، كما اهتم بقضية لوبان، وصوّره جلّادا في واحدة من أعماله.
أمّا المخرج أحمد راشدي، فكشف أنّ الفضل كونه سينمائيا يعود إلى روني فوتيي، وقال "أنا منذ 60 سنة أمارس السينما بفضل روني فوتيي، لولاه لم أكن استطيع ولوج هذا العالم خاصة في تلك الظروف الصعبة والمحفوفة بالمخاطر"، وأضاف "لم ألتق بشخص أكثر طيبة وشجاعة مثله ومهمته في الدفاع عن حقوق الإنسان والقضية الجزائرية، ورفض حمل السلاح، حيث يعتقد أنّ الكاميرا أقوى من أيّ سلاح، وهو من حمّلني الكاميرا أوّل مرة وقال لي إنّها أفتك من السلاح واستعمله كشاهد على ما رأيت وما أعلم من حقيقة، والحقيقة دون غش، وعلّمني كذلك ما يمكن فعله حتى أغذّي الذاكرة الوطنية".
وعن بداية انضمام فوتيي، للقضية الإنسانية، بدأت لما أرسلته وزارة التربية الفرنسية ليصوّر "النور" الذي قدّمه الاحتلال للمستعمرات ولما وصل إلى مالي، تبين له أنّ الأوضاع عكس ما روّج لها ورأى أنه باستثناء أبناء المعمّرين والجيش من هم على ما يرام، وشاهد أثار خط السكة الحديدية (120 كلم)، التي تنقل ثروات البلاد التي شيّدت يدويا وحصدت ألف ضحية حتى يتم إنجازه، وكان أوّل فيلم يدين الاحتلال.