فيما خصصت الولاية ميزانية لإعادة الاعتبار لها

حدائق العاصمة تحتضر

حدائق العاصمة تحتضر
  • القراءات: 1272
نسيمة زيداني نسيمة زيداني
يطالب سكان العاصمة بتدخل السلطات المعنية لإعادة تهيئة الحدائق، فبالرغم من أنها تتمركز في أماكن خلابة محاطة بالأشجار والنباتات التزيينية، إلا أن بعض المتطفلين عليها أفقدوها بريقها وعكروا صفوها، لتتحول إلى وكر للمنحرفين والمدمنين أمام مرأى الجميع، وفي هذا الصدد خصص المجلس الشعبي لولاية الجزائر مبلغ 135 مليار سنتيم لإنجاز العديد من المشاريع المحلية، أهمها إعادة الاعتبار لحدائق العاصمة بالتنسيق مع مؤسسة تسيير المساحات الخضراء بولاية الجزائر "أوديفال" وجعلها شبيهة بحديقة التجارب للحامة التي تبهر عشاق الطبيعة، حسبما أكده رئيس المجلس، السيد عبد الكريم بنور.
وأكد السيد بنور في تقرير تسلمت "المساء" نسخة منه، أن إعادة تهيئة الحدائق العمومية بالعاصمة من ضمن المشاريع التي أعطى لها المجلس الولائي أهمية كبيرة وهذا لمنح الفرصة للعاصميين للاستمتاع بجمال المناظر الخلابة التي تعرفها بلادنا وقضاء أوقات مريحة بها، خصوصا أيام العطل ونهاية الأسبوع، حيث تم تخصيص مبلغ مالي معتبر لإعادة الاعتبار لحدائق العاصمة - يقول السيد بنور.
ويأتي هذا الاهتمام بالمحيط في وقت ينتقد فيه سكان العاصمة تدهور وضعية الحدائق العمومية، منها حديقة صوفيا، الحرية، تيفاريتي وغيرها التي صارت بالنسبة للمواطنين غير آمنة، إذ سجلت حالات سرقة واعتداءات متكررة طالت المارة والتلاميذ. وأكد لنا شهود عيان أن الحدائق أصبحت مأوى  للمنحرفين، حيث صرح لنا أحدهم أن أغلبية الشباب المنحرف يقصد الحديقة من خارج الحي ومن الأحياء الشعبية المحيطة، يحدث هذا في ظل غياب عناصر أعوان الحراسة والأمن الذين يسهرن على حماية المواطنين من الاعتداءات، مما يتعين على السلطات المعنية أخذ هذا مطلب السكان بعين الاعتبار.
وأكد بعض سكان الجزائر الوسطى أن حديقة الحرية الموجودة بقلب العاصمة تشهد حالة تدهور، مما جعلها خطرا على مرتاديها جراء انعدام الأمن، بالإضافة إلى الممارسات اللاأخلاقية من طرف بعض الزوار، فبالرغم من كون الحديقة معلما تاريخيا للعاصمة باحتوائها متحفين وطنيين، وهما المتحف الوطني للآثار القديمة والمتحف الوطني للفنون الإسلامية، وكذا بعض المقابر العثمانية ونصب تذكاري يعود للحقبة الاستعمارية، إلا أن المنتزه يعج بالمنحرفين الذين اتخذوا منه مكانا لترويض الكلاب الشرسة وتعاطي الممنوعات، يترصدون كل من يمر بالحديقة، إذ سجلت عدة اعتداءات على المواطنين بالكلاب الشرسة وكذلك حدوث شجارات جماعية عنيفة بين مجموعات الشبان المدمنين.
كما تعرف حديقة الوئام ببن عكنون حالة غير مريحة بعد سنوات طويلة من الإهمال الكلي، ولا مبالاة السلطات لنداءات الاستغاثة من قبل العمال والزوار، مما جعل هذا الكنز البيئي والترفيهي يحتضر ويعيش واقعا مغايرا لماضيه، والذي جعل منه أضخم وأحدث حدائق التسلية في ثمانينيات القرن الماضي، متربعا على مساحة 304 هكتار، أي ما يعادل مساحة 300 ملعب كرة القدم، منها 200 هكتار مساحات غابية والباقي مقسم بين حديقة الحيوانات وحديقة التسلية، بالإضافة إلى فندقي الأروية الذهبية، حيث يطالب زوار هذه التحفة الطبيعية إلتفاتة السلطات المعنية لإعادة الاعتبار للحديقة واستغلالها لفائدة المواطن.