ناشرون بالصالون الدولي الثامن عشر للكتاب: ‏

إشادة بالتنظيم وتأسف لفرض الديكور

إشادة بالتنظيم وتأسف لفرض الديكور
  • 1655
 ابن تريعة ابن تريعة

أُسدل الستار على الصالون الدولي الثامن عشر للكتاب أول أمس، والذي عرف إقبالا جماهيريا كبيرا باعتراف دور نشر جزائرية وأجنبية. كما تميّز هذا الصالون بتنظيم صارم، مما جعل المشاركين فيه يعترفون للمشرفين عليه بهذا التنظيم الدقيق. وفي آخر يوم للصالون ارتأت جريدة ”المساء” الاقتراب من بعض الناشرين الجزائريين والعرب، لتسجيل انطباعاتهم حول عرس ”خير أنيس في الأنام كتاب”.

وخلال تجوالنا بين دور النشر في عدة أجنحة لاحظنا الإقبال الكبير للجمهور على الكتاب، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على شغف وتعلّق القارئ بالكتاب وولعه بالمطالعة، مما يفنّد بعض الآراء التي تدّعي قلة المقروئية.

الكتاب بأنواعه كان وليمة شهية للجمهور، الذي جاء من كل فج عميق لأداء فريضة القراءة، التي كانت مفتاحنا الأول عن حقيقة الأشياء في أمره سبحانه وتعالى لرسولنا الكريم في أول كلمة نزلت من السماء ”اقرأ”، ومن تلك القطرة التي سقت الكون بنور المعرفة أصبحت القراءة فرض عين.

جلنا في المعرض وحاولنا الاقتراب من بعض ممثلي دور النشر، إلا أن الكثير منهم رفضوا الإدلاء بتصريح؛ بحجة أنهم مشغولون. وكان أول لقاء سجلناه مع ممثل الدار المصرية اللبنانية السيد جمال عبد الناصر، فسألناه عن مشاركة الدار، فأكد أنها تشارك في الصالون الدولي للكتاب منذ سنة 2000، والذي هو في تطور كبير؛ حيث تميّز بالتنظيم الجيّد، والكتب كلها موجودة والجمهور، وأن الدار المصرية عرضت العديد من العناوين الجديدة منها ”الجيش والإخوان”، وكتب في الإعلام والاتصال وعلم المكتبات والروايات، ومن الروايات الأكثر مبيعا رواية ”اثنين ضباط” للروائي عصام يوسف. كما لاحظ جمال عبد الناصر أنه لم يُتخذ أي إجراء بالنسبة لسعر المتر المربع، وأنه لم يسجل أي نقائص، والقارئ الجزائري قارئ ممتاز. وأكد السيد عبد الناصر أن الدار أجرت تخفيضات من 20  إلى 30 بالمائة، وما أعابه عن المعرض التأخر في شحن الكتب، لكنه قال: ”ليس من الجانب الجزائري وإنما من الجانب المصري”.

اقتربنا من ممثل دار العربية للعلوم ناشرون السيد ميشال رزق الله من لبنان، فقال في انطباعه عن المعرض، بأنه لأول مرة يزور الجزائر، وأن القارئ الجزائري جيّد وأقبل بكثرة، وأن الشيء الذي لاحظه أن المدينة تتوقف عن النشاط في الساعة التاسعة، وأن أسعار الكتب مرتفعة، وأن القارئ يريد أن يقرأ. أما عن نوعية العناوين المعروضة من قبل دار العربية للعلوم ناشرون، فهي في الفلسفة والسياسة والكيمياء وعلم النفس. وإن الدار خفّضت أسعار الكتب إلى أكثر من 50 بالمائة. وإن أعلى سعر لكتاب مترجم عنوانه ”تابع الجحيم” بـ 2000دج، وتم تخفيضه إلى 1100دج، وأخفض سعر لكتب الطبخ بـ 20دج.

 من جانبه، سجل الأستاذ حسن بهلول من جناح المجلس الأعلى للغة العربية، انطباعه عن المعرض بأن الصالون الـ18 للكتاب أحسن من الصالونات السابقة من حيث التنظيم والجمهور ونوعية الكتب المقترحة على القارئ، غير أن الأسعار، يضيف المتحدث، مرتفعة ومتفاوتة، وسبب ذلك تكاليف الطبع والورق والشحن بالنسبة للأجانب. كما أن صالون هذه السنة تميّز بالألعاب والنشاط الثقافي والكتّاب الذين يبيعون بالتوقيع، ”ولأول مرة نضع في جناح المجلس ديكورا وروبرتاجا”.

أما الأستاذ عامر جعيجع ممثل دار الخلدونية للنشر التي تشارك في المعرض منذ تأسيسها؛ أي منذ 12 سنة، فقد أكد أن الدار تشارك بعناوين جديدة منها ”سباق مع القدر” مع مذكرات المجاهد أحمد مهساس، وكتاب ”السياسة الثقافية الفرنسية في الجزائر من (1837ـ 1937)” للدكتور فريد حاجي، ”الردة عن الحرية” أحمد الراشد. أما بخصوص الأسعار فإن الكتاب مدروس وفي متناول القراء. وبالنسبة للكتاب الأجنبي فإنه يتماشى والأزمة الاقتصادية العالمية فيما يخص الأشقاء من سورية، مصر، الأردن ولبنان.

 أما من ناحية النوعية، فقد أكد الأستاذ جعيجع أن الدار متخصصة في الكتاب الجامعي، وأن أغلى كتاب هو ”الكامل في قانون الاستثمار الجزائري” بـ 1300دج، وهو من 800 صفحة، وأخفض سعر هو بمائة دينار ويخص كتاب الطفل، وأن ما ميّز هذا الصالون هو فرض الديكور على دور النشر، وهذا إجراء مكلف جدا؛ مما ترك التوزيع غير عادل للأجنحة. أما الميزة الإيجابية للصالون فإنه تزامن مع العطلة ورأس السنة الهجرية، مما جعل الإقبال كبيرا إلا أن الزائر لا يعرف أن هناك ثلاثة أجنحة للعرض. ومما سهّل تدفّق الجمهور توفّر المواصلات من حيث كراء المتر المربع، فإنه لم يتغير وبقي بـ 4000دج. وقد طلبت الدار مساحة 40 مترا فتحصلت على ثلاثين مترا، ولكن ما وجدناه هو 24 مترا فقط، وهذا ما لم يسع لـ700 عنوان، ”فعرضنا 200 فقط نظرا للمساحة الممنوحة لنا، ولهذا أطلب من الشركاء في صناعة الكتاب والجهات الوصية وضع معايير واضحة؛ سواء في المشاركة في المعارض الدولية أو دعم الكتاب من الجهة الوصية، خصوصا ونحن على أبواب قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. وفيما يخص العيوب فشعار المعرض غير مناسب؛ حيث مثل صورة لشاب وشابة يرميان بالكتاب والأوراق؛ في حركة راقصة تعطي انطباعا بأننا في غير حاجة للكتاب!”.

كما سجلنا رأي أحمد أبو عبور ممثل دار الكلمة مصر، الذي أكد أنه انقطع عن معرض الجزائر منذ عشر سنوات، وأن الذي لاحظه في هذا المعرض التطور المسجل من ناحية التنظيم وتحسن الخدمات وتنوع الناشرين والإقبال الكبير من جانب الجمهور. أما عن الكتب المقترحة من دار الكلمة مصر فهي الثقافية والفكرية وكتب الفقه المالكي، وما سجله هو جمركة الكتاب، وهذا ما يدفع، حسبه، إلى ارتفاع سعر الكتاب.