المسرح في الجنوب

طموح وبحث في الخصوصية

طموح وبحث في الخصوصية
  • 1118
تحقيق:  دليلة مالك تحقيق: دليلة مالك
يطالب عدد من الجمعيات المسرحية الموجودة في الجنوب، بضرورة تشييد مسرح جهوي يغطي المنطقة الشاسعة من الوطن، وأمام سعي الوصاية إلى بناء هذا الصرح الثقافي الهام ومواجهتها لمشكل العقار الذي أدى إلى تأجيل بناء مسرح تمنراست الجهوي عدة مرات، طفت تساؤلا كثيرة بخصوصه، ويرى عدد من الأساتذة والباحثين أنه من المهم معرفة مضمون المسرح في الجنوب، وأي شكل سيلبسه، تأتي هذه التساؤلات على ضوء بعض المسرحيات التي أنتجتها فرق من الصحراء تشبه بعضها، وغير مستعينة بموروثها الثقافي الأصيل وغريبة عن واقع جمهورها. من جهة ثانية، يعتقد بعض الممارسين للمسرح في الجنوب أن هناك إقصاء يستهدفهم، بحيث لم تشارك أية فرقة مسرحية من الجنوب في مهرجان المسرح المحترف في دوراته التسع الماضية، رغم أن مسرحياتها تفتك جوائز كبرى
على الصعيد الإقليمي والعربي.

حديث ذو شجون عن الإقصاء والفولكلور
بداية التحقيق كانت عينات من ممارسي المسرح في ولايتي أدرار وتمنراست، ويحدثنا الشيخ عقباوي، وهو مخرج مسرحي ورئيس جمعية "فرسان الركح" بولاية أدرار، عن أسباب عدم مشاركة أعمال مسرحية من الجنوب في مهرجان المسرح المحترف، فيقول بأن الجنوب غيب في الدورة التاسعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، بإقصاء تمنراست من قالمة في التصفيات الجهوية، حتى قبل نهاية المهرجان بحجة الوقت، كما تم إقصاء أدرار من لجنة المشاهدة، وتبقى الأسباب مجهولة كما أن الجهات مجهولة كذلك، بالرغم مما يقال بأن المسرح في الجنوب بدائي، ويعتقد أن مستوى عروضهم لا يرقى إلى المشاركة.
وتابع يقول؛ "شئنا أم أبينا، هناك جهوية ظاهرة إقصاء في الشأن الثقافي والفني، فمن سنوات كان سكان الصحراء متفرجين فقط، أما اليوم فهناك ما نقدمه محليا وعالميا، على غرار مسرحية "حب وحال" لفرسان الركح من ولاية أدرار التي زارت أربع عواصم عربية ونالت العديد من  الجوائز، وهناك مسرحية الجدار لنفس الجمعية، حصدت جوائز دولية، وهناك "بخور عصري" لتعاونية مسرح الأغواط حصدت جوائز هامة في الأردن، إلى جانب مونودرام "نوارة" لوهيبة باعلي من تمنراست، شرفت البلد في تونس".
وأضاف أنه عندما اكتفى الآخرون بما يقدمون مسرحيا، كان أبناء الجنوب يعملون بجد واختلطت دماؤهم بعرقهم وكسروا جدار الاحتكار بعلاقاتهم الشخصية وإراداتهم، فخرجوا إلى العالم دون دعم من أية جهة ثقافية.
واستدرك قائلا بأنه شهادة للتاريخ، كان المرحوم امحمد بن قطاف قد قدم الكثير للمسرح في الجنوب، أما المسارح الجهوية فلم تسأل عنا ولم تنفتح على إبداعاتنا، بل هي مسارح المدن أكثر منها مسارح جهوية، كيف تكون تصفيات للمحترف في الشرق؛ قالمة، والغرب؛ سيدي بلعباس؟ أما الجنوب فهو يشحذ للمشاركة.
وطالب المتحدث أن يعامل الجنوب ثقافيا وفنيا الند للند مع باقي الجهات، وأن ترفع عنهم الوصاية والأبوية، يقول عقباوي؛ "لدينا من الإمكانات ما يجعلنا نحسن التصرف في شأننا الثقافي والمسرحي، يعني رفع الوصاية في تكوين مسرح الجنوب، نعم لأن المكونين بحاجة إلى تكوين، نريد أن تكون لدينا مسارح جهوية يديرها أبناء الجنوب، ونريد أن يكون لنا فرع عن معهد برج الكيفان والمعاهد الأخرى، نريد أن يكون لنا ممثلين في التظاهرات الثقافية الكبرى كعواصم الثقافة وغيرها، نريد أن تتبنى المسارح نصوصنا وممثلينا وممثلاتنا، وهذه مطالب شرعية وعادية.. الجنوب ليس مجرد فلكلور وثقافة سياحية،...لدينا وجهة نظرنا ورؤيتنا للأمور.
ما يسوق له على أنه الجنوب الجزائري، لدينا عليه تحفظات، كأن يعبث بالحضارة التارقية في ‘فيديو كليبات’ غبية برقص ولباس وأشخاص لا يعرفون دلالات الرمز واللون، وختم قوله؛ "على كل تحمل مسؤولياته التاريخية والحضارية والوطنية.. اتركوا الخبز للخباز".
من جهتها، تخوض الممثلة المسرحية وهيبة باعلي من تمنراست الموضوع، وتعتقد أن المشكل ليس في تدني المستوى، عندما تشارك فرق الجنوب في مهرجانات وطنية أخرى تكون في المراتب الأولى، والأمر نفسه خارج الوطن، يبقى السؤال؛ أين تكمن الاحترافية؟ أو ما هو معيار التصنيف رغم أن مستوى عروض بعض المسارح الجهوية لا يقل شأنا عن عروض جمعيات موجودة في الجنوب؟.
وتواصل حديثها؛ "هي كلمة واحدة أقولها؛ ريح التغيير في المسرح الوطني ستهب من الجنوب وخير مثال على ذلك ما يقوم به المخرج هارون الكيلاني وعزوز عبد القادر وآخرون، لقد تشبعنا من المواضيع المستهلكة في صحرائي ورملي مواضيع تطرح عادات وتقاليد، هناك طاقات شبابية لم تر نور الإمكانيات، يحتاجون إلى فرص تتاح لهم، فقط".
واسترسلت المتحدثة في هذا الموضوع المتشعب، وأكدت أنه ليس هناك مسرح شمال ومسرح جنوب، توجد التجربة الإنسانية فقط، تجمعنا الحكاية وفقط، وكل واحد يحكيها بطريقة ما، "نتمنى أن يفهمونا؛ الجنوب ليس لباسا أو عرسا أو الأسكرام".
وثمنت دور شيخ المسرحيين في الجزائر، الراحل امحمد ابن قطاف في تنشيط الفعل المسرحي بالجنوب، وقالت؛ "إنه أول من آمن فعلا بمسرحنا كشكل مختلف تميز التجربة الإنسانية وتفرض نفسها".
وعن مسألة عدم إدراج مسرحيات من الجنوب في مهرجان المسرح المحترف، أجابت وهيبة؛ "لو كان المشكل في إدراج مسرحيات تمثل الصحراء لكان أهون، إنهم يتحججون بأسباب واهية، كأن يقول لك؛ راجع نفسك وفي العام المقبل ستشارك بصورة أحسن، لم يحن وقتكم بعد، ولا تقلقوا، وغيرها من الأعذار".
وتعتقد أن الحل يتمثل في مواصلة المشوار، فالفن يبقى فنا والمسرح سفينة ونحن شراعها ويبقى المسرح الفضاء الوحيد الذي يسعنا أن نمده بما نشاء.

توظيف الموروث المحلي مسرحيا
يؤكد الأستاذ أحمد شنيقي من جامعة عنابة، أن مسألة مسرح الجنوب أو المسرح في الجنوب أو المسرح في الصحراء أو مسرح الصحراء، هي في الحقيقة مسألة سياسية أكثر منها ثقافية، ورغم أنه في عام 2006 كنت من الذين اقترحوا في المهرجان الأول للمسرح المحترف مع المرحوم امحمد بن قطاف، وقلت له بأنه يجب إدراج مسرحيات تمثل الجنوب وكذا المغتربين في التظاهرة.
وقال بأن هناك مشكل عندما نتحدث عن الثقافة أو المسرح في الجنوب، هو اعتبار الجنوب فضاء هامشي لا أهمية له وهذا يجعل الأمر خطيرا، وناس الجنوب يستنتجون أن الدولة لا ترعى مصالحهم ولا تهتم لأمرهم كما يجب، الفرق المسرحية موجودة لكن المسرح غير موجود، وسبب عدم وجود مسارح في الجنوب يعود إلى عدم التفكير في بناء مسرح، سوى قاعات للسينما، والأمر نفسه بالنسبة للجامعة، فالأساتذة ينقصهم التأطير وحتى المعدات.
حقيقة، كان هناك مهرجان في أدرار ومهرجانات أخرى، لكنها هامشية وجدت لتقول؛ نحن هنا فقط.
وبخصوص التكوين، طرح سؤال؛ من يكون من؟ لأنه لا يوجد إلى حد الآن إنجاز كبير، الثروة الأساسية في البلاد موجودة في الجنوب من البترول، والفرق الموجودة ليست ذات أهمية قصوى وهي فرق صغيرة.
ويرى أن الجنوب يحتاج للمسرح بحكم أنه عمل في الجنوب، وذهب عدة مرات في إطار البحث العلمي عن الأشكال الفنية والظواهر الفنية الموجودة هناك، ووجد عدة أشكال قريبة من المسرح، لكن لا نستطيع أن نسميه مسرحا، والمسرحيون يستطيعون الاشتغال على هذه المادة أو هذه الأشكال ويعطونها طابعا مسرحيا، وتابع يقول؛ "هناك أشكال حوارية، هناك شكل القاص (غريو)، هو شكل قريب من تراث إفريقيا السوداء لأن الجنوب قريب من مالي والنيجر، ونجد "غريو" بتسميات أخرى كـ"الكتيبا" وتسميات أخرى بالتارقية، هناك بعض الألعاب فيها شخصيتان أو ثلاث، وتلعب كأنها مسرحية، فيها حوار ورقص واستعمال الآلات الإيقاعية، ورأيت، مثلا، في بعض الألعاب وجود حركات بصفة منتظمة داخل محيط غالبا شكله دائري يشبه الحلقة، لأن ليس هناك بنيات لذلك".
ودعا إلى الاشتغال على التراث الموجود في الجنوب حتى يؤثر في الناس، لأن هّم المسرحي أو السينمائي أو أي فنان كان، هو جلب نظر الجمهور، ويذكر تاريخ الجزائر التجربة الأولى التي كانت قطيعة مع التجارب الماضية مع مسرحية علالو الذي فهم سنة 1926 أنه يمكن استخدام الأشكال الشعبية ويتم توظيفها مسرحيا، وهذا ما قام به علالو مع جحا الذي يعد شخصية شعبية وأسطورية، ومعها أشياء أخرى أحبها الجمهور في ذلك الوقت، كالغناء والضحك والبنية المعمارية لـ"موليير"، وكان يؤثر على الجمهور الجزائري وقتئذ، فرغم أنه كان أميا إلا أن قاعة المسرح تمتلئ عن آخرها.
وهو الأمر الذي لا نقوم به اليوم، فالجمهور يجب أن يعرف الشيء الذي تقدمه له، والأمر عينه بالنسبة للجنوب، كتوظيف الأشكال الموجودة مسرحيا، حتى يجد الجمهور نفسه في هويته وشخصيته، ويجد أنه لا توجد قطيعة كبيرة مع شكله الأصلي.

الخصوصية المسرحية للجنوب
ويشاطره الأستاذ لخضر منصوري من جامعة وهران الطرح، وقال؛ "في البداية لابد من الانطلاق من فكرة مفادها أن المسرح في الجزائر والمسرح الجزائري، وأحبذ فكرة المسرح بالجزائر، أحسن من فكرة المسرح الجزائري، لأننا لا نملك مسرحا وليست لدينا خصوصية مسرحية وبصمة جزائرية، بل نملك ممارسة مسرحية في الجزائر، ثانيا أغنية مسرح الجنوب تبدو لي مفتعلة ومؤدلجة (إيديولوجيا)، ومُسيسة من جانب آخر".
واسترسل في القول؛ "أين ظهرت فكرة مسرح الجنوب؟ ولو أن كلمة جنوب تخيف فهذا يحيل إلى الشمال، وهو ما يعني أن هناك فصل بين الشمال والجنوب، وفي المفهوم الغربي الجنوب مرادف للفقر، دول الجنوب دول تعيش في الهامش، وفقيرة، يعني أن جنوب الجزائر أقل شأنا من الشمال بالحكم السياسي، لكن بالحكم الاقتصادي، الجنوب هو الأغنى ويمول الشمال لأن البترول والغاز موجدان فيه، والمطالب التي برزت مؤخرا هي صرخة شباب يريدون التعبير عن ذاتهم وكل ذلك تم تسييسه، وعندما وصل إلى المسرح أصبح الإشكال أكبر، أنا ضد فكرة مسرح الجنوب، هناك ممارسة مسرحية في كل الجزائر دون تفرقة أو تمييز بين الشمال أو الجنوب".
وعلل موقفه بالعوامل التاريخية التي جعلت الممارسة المسرحية في الشمال غير حديثة بالمقارنة مع الممارسة المسرحية في الجنوب، لأسباب منها أن المدن الكبرى الموجودة في الشمال تحوي على مسارح، أما المدن الصحراوية فلا توجد بها مسارح، يعني رغبة الشاب الموجود في الجنوب الذي يقول؛ لا أملك مسرحا، من حقه كمواطن أن يكون له مسرحا ودار ثقافة وقاعة سينما ومكتبة وغيرها من المرافق.
ويتساءل منصوري؛ لماذا لم نفكر في هذه المسألة منذ الاستقلال، لماذا لم نبن مسارح؟ تم بناء دور ثقافة فقط في أدرار وتيندوف وتمنراست ووادي سوف، وتم تشييدها في سنوات التسعينيات من القرن الماضي، قبل ذلك لم تكن هناك منشآت ثقافية باستثناء مراكز ثقافية ودور الشباب التي تسيرها مديرية الشباب، الآن أصبح مطلبا ملحا بتأسيس مسرح في الجنوب، لكن ما هو مضمون مسرح الجنوب، ومضمونه الفكري والإيديولوجي ماذا سيقدم للمسرح الوطني؟
وأوضح "أنا ضد تسييس هذه المسائل، لأن الطموحات الموجودة في الجنوب هي نفسها الموجودة في الشمال، لأن التكنولوجيا كسرت الحدود والحواجز"، موضحا أنه اشتغل كثيرا على المسرح الموجود في الصحراء الجزائرية وعرف الكثير من الفرق، وهم أصدقاؤه، عندهم نفس الطموحات والأفكار والهموم، إلا أن البيئة الجغرافية تختلف ولها علاقة بتطور الإنسان، يعني البيئة الصحراوية تختلف عن بيئة المدن والمدن الكبرى.
"نحن متريثون في الصحراء وسريعون في الشمال" والإشكال هنا يتمثل في أننا أصبحنا نفرق بين المنطقتين وفي الأصل ليس هناك فرق بينهما، فالجنوب يضم ممثلين رائعين على غرار الممثل زريبيع ابن مدينة تيندوف، وهو الآن يمثل الجزائر في أعمال عالمية، بالتالي فالأمر يستدعي إلى طرح قضية الفرص والتخطيط، صحيح حبذا لو يوجد في كل مدينة مسرح وكل مدينة تكون لها خصوصيتها في المسرح، لكن أن نضع مسرحا واحدا في الجنوب، فهذا خطأ وأن نضع شكلا واحدا في مسرح الجنوب خطأ كذلك.
وقال؛ "أنا ضد أن يكون شكل مسرحي واحد موجود في الجنوب، المسرح ليس مدرسة واحدة، وليس رؤية إخراجية واحدة، وليس شكلا مسرحيا واحدا، هو متعدد والشباب في الجنوب متعددين، ليس هناك شاب واحد يمرر كل خطاباته عبر فرق متعددة، كل ما نشاهد مسرحية من الجنوب كلها ناطقة بالفصحى ويشتغلون على الجسد والرمل، لابد من تجارب أخرى، هناك أراء داعية للعمل على التراث والمسرحيات العالمية، وهناك تجارب ليست جديدة تم تقديمها.
وأوضح "لا أريد تسييس هذه القضية لأنها تسيست كثيرا، أنا مع المسرح في الجزائر بتنوعه الذي يشبه التنوع المسرحي في العالم، نريد تجارب أخرى، تجارب جمالية وكتبات أخرى مغايرة، حداثية أو ما بعد حداثية".
وألح لخضر منصوري على شيء آخر يتمثل في الانضباط المسرحي، وقال بأنه لم يعد هناك انضباط كما كان في الماضي، أصبح كل من هبّ ودبّ يصعد إلى الخشبة ويقول بأنه مخرج وممثل، وهذا أمر مؤسف نلاحظه في مسارح الشمال، عكس الجنوب الذي يتميز مسرحيوه بالتواضع والحياء والتربية، ويتمتعون بثقافة الإنصات وحب التعلم والتكوين.
ودعا المتحدث إلى تنظيم أيام المسرح الجنوب في الجنوب وأهل الشمال يأتون إلى الصحراء ويتم تبادل الخبرات، متسائلا؛ لماذا لا ينظم مهرجان دولي للمسرح في تمنراست أو تندوف أو أدرار وتكون له موارد مالية؟ لأنه لابد من الاستغناء عن دعم الدولة، كونه يسيء للمسرح.          

المسرح الجهوي لتمنراست
يبحث عن أرضية
كشف كريم عريب مدير الثقافة لولاية تمنراست، أن مشروع المسرح الجهوي لتمنراست تم تسجيله سنة 2010، وكان مسيرا من قبل مديرية البناء والتعمير من عام 2010 إلى نوفمبر من سنة 2011، وكان المشروع في يد مديرية البناء والتعمير، وفي نوفمبر 2013 وفي زيارة تفقدية للوزير الأول مع وزيرة الثقافة، طلبت إلحاق أشغال المشروع بمديرية الثقافة، فتم الإعلان عن مسابقة لإنجاز المشروع عام 2010 مع اختيار مكتب الدراسات بالولاية، ثم ظهر مشكل الوعاء العقاري الذي سيجسد عليه المشروع.
بناء مسرح يشترط بالضرورة أن يكون في المدينة، وليس لزاما في قلبها، ففي عام 2011 كان يريد الوالي السابق مزيان سعيد أن يكون مبنى المسرح في قلب المدينة، وكانت أرضية المقر السابق للدائرة تحت تصرف البلدية التي منحتها للخواص، وبذلك من الصعب تحويل الأرضية لصالح المسرح، مما فرض على مديرية البناء تغيير العقار والبحث عن موقع آخر، فوجدت بالمكان المحاذي للمتحف، بدأت في الإنجاز، ثم ألغته وأساءت تقدير المشروع، ثم طالبنا باقتراح أرضية تناسب المشروع ووجدنا مكانا خلف مقر الحظيرة الوطنية للأهقار، وتم الاتفاق مع الولاية ومديرية الشباب والرياضة بخصوصه في انتظار الرد النهائي لوزارة الثقافة، لكن هناك تحفظ بخصوص الموقع، لأن ملعبا يجاوره وهو ما يمكن أن يشكل خطورة.
ننتظر المرسوم الرسمي والنهائي لمباشرة المشروع والإعلان عن المناقصة من قبل الوصاية، وإذا كان الرد سلبيا فسنضطر إلى مواصلة رحلة البحث من جديد عن أرضية، وهو أمر صعب لأن مدينة تمنراست أضحت مشبعة.