يتعلمون السياقة أملا في التحرر من التبعية
من يصلح مركبات المعاقين؟
- 1305
رشيدة بلال
تعرف مدارس تعليم السياقة الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة، رغم قلتها، إقبالا كبيرا من طرف هذه الفئة رغبة منها في الاعتماد على نفسها، بعد جملة المشاكل التي عاشتها مع مختلف مالكي وسائل النقل ممن يرفضون نقلهم، رغم أنهم وفقوا في الحصول على رخص السياقة والتزموا باحترام القانون، غير أن الإشكال الكبير الذي يواجههم هو الأعطاب التي تصيب علبة التحكم الأوتوماتيكية لسياراتهم التي لا يمكن إصلاحها بسبب عدم وجود مختصين في المجال، الأمر الذي يجعلهم يشعرون بعدم التحرر من الإعاقة مرغمين...
‘’أريد الحصول على رخصة السياقة حتى أتحرر"، يقول كمال الذي يعاني من إعاقة على مستوى الرجل جراء حادث تعرض له، التقيناه بمدرسة لتعليم السياقة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة في العاصمة وأردف: "لا يمكننا الاعتماد على غيرنا في كل مرة نرغب فيها التنقل من مكان لآخر، من أجل هذا، قررت تعلم القيادة لأحصل على حريتي واستقلاليتي، لكن لا أخفي عنكم بعد احتكاكي بمن يعانون أيضا من الإعاقة ويملكون رخصا أشعر بالقليل من الخوف من إمكانية قيادة السيارة، فبعد أن أتعود عليها وتتعرض للعطب، أشعر كأني أعود للإعاقة وتنتابني مشاعر الحزن من جديد لحاجتي إلى من يساعدني، فقد بلغني أنه يمكن اقتناء السيارة (بمبلغ كذا...)، وإن أصابها العطب لا مجال لإصلاحها’’، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه لدى شاب آخر جاء للاستفسار عما يجب أن يحويه الملف الخاص للراغبين في الحصول على رخصة السياقة فئة "واو"، وهي الموجهة للمعاقين، حيث كان هو الآخر مبتور الساق نتيجة تعرضه لحادث سير، وفي حديثه إلينا قال: "أصبحت أشعر أنني عالة على غيري، فكلما رغبت في الذهاب إلى مكان تحدث حالة من الفوضى في المنزل، ليعثروا لي على من يقلني إلى المكان الذي أود الذهاب إليه، ولا أخفي عنكم أنني أصبحت لا أطيق الجلوس على الكرسي المتحرك بسبب عزوف السائقين عن نقلي، لذا قررت أن أعتمد على نفسي وأتعلم السياقة، غير أنني لا أشعر بالارتياح بعد أن عرفت أن بعض الذين حصلوا على الرخصة واجهتهم الكثير من المشاكل بسبب غياب مختصين في مجال إصلاح السيارات الموجهة إلى الفئة المعاقة، لأنها لا تصنع في الجزائر".
وحول البرنامج التعليمي الموجه لشريحة ذوي الإعاقة، والمشاكل التي تواجههم، حدثنا سمير بن كوار مدرس قانون السياقة منذ سنوات التسعينيات قائلا: "لعل أول شيء يمكن أن نقوله، هو أن شريحة ذوي الإعاقة تملك إرادة كبيرة، ورغبة جامحة في التعلم للشعور بالاستقلالية، ولا أخفي عنكم أنه بقدر عزيمتهم يأتون أيضا محبطين بسبب الإعاقة التي لا يقبلها عدد كبير منهم، لذا أحاول أن أعدهم من الناحية النفسية بجعلهم يتقبلون إعاقتهم، خاصة أولئك الذين تعرضوا لحوادث جسيمة أفقدتهم بعض أطرافهم، بالتالي العمل على الجانب النفسي مهم جدا، ومنه أطلعهم على برنامج قانون المرور الذي لا يختلف عن ذلك الذي يخضع له الأشخاص الأصحاء، فقانون المرور والإشارات نفسه هو ما يجعلهم يشعرون بأنهم لا يختلفون عن غيرهم، الأمر الذي يرفع من معنوياتهم".
لا يقتصر التقدم لطلب الحصول على رخصة السياقة على الفئة المتعلمة، وإنما يقصدنا أيضا أشخاص لم يدرسوا مطلقا، بحكم أن هذه الفئة تواجهها بعض المشاكل التعليمية في طفولتها، الأمر الذي يدفع بذويها إلى حرمانها من التعلم، وأقصد هنا الأشخاص الذين يولدون معاقين، فهؤلاء يحتاجون للكثير من الصبر منا، فلا يمكننا حرمانهم من الحصول على الرخصة، وفي المقابل، نبذل جهدا مضاعفا لتمكينهم من قانون المرور، ولعل هذا واحد من الصعوبات التي تواجهنا، يقول محدثنا.
العائق الكبير الذي يحبط عزيمة الحاصلين على رخصة السياقة، بعد أن يجتازوا مختلف الامتحانات، يقول المعلم سمير: "هي الحصول على سيارة مكيفة، فمثلا من لا يملك رجلين لا يمكنه القيادة إلا بالاعتماد على يديه، بالتالي يتطلب الأمر أن تستجيب السيارة لإعاقته، وفيما مضى، كانت السيارات التي يتم الحصول عليها غير مهيأة، أي يتم الحصول على علبة التحكم الأوتوماتيكية، ومنه يتم الاتصال ببعض الخواص لتركيبها على سيارات عادية، أما اليوم ومع تغيّر الإجراءات، لم تعد هناك إمكانية الحصول على علب التحكم الأوتوماتيكية، بل أصبحت السيارات تأتي مكيفة أي أن السيارات مجهزة بالعلب الأوتوماتيكية، وهو الأمر الذي لم يرض المعاقين بسبب ارتفاع تكلفتها، ورفض المتعاملين في السيارات جلب مثلها، الأمر الذي جعلهم يشعرون بأن طموحاتهم تتحطم، وهو ما زاد من معاناتهم، إذ يملكون رخص القيادة ولا يملكون سيارات، من ناحية، ومن ناحية ثانية يضيف؛ "يتمثل العائق الثاني في العطب الذي يصيب السيارة، فعلبة التحكم الأوتوماتيكية إن حدث وتعطلت ليس هناك من يصلحها لعدم وجود مختصين في إصلاح علبة التحكم في هذه الحالة، وكأن المعاق يتعرض لإعاقة ثانية، فبعد أن يتعود على التنقل بالاعتماد على نفسه، يجد نفسه يعود ليعيش شبح البحث عمن ينقله، ولعل خير دليل على ذلك، أن بعض الذين حصلوا على رخص سياقة من مدرستنا عادوا إلينا لطرح هذا الإشكال بعد أن تعرضت سياراتهم للعطب بحثا عن مساعدة، من أجل هذا، نناشد الجهات المعنية فتح المجال لإدخال العلب الأوتوماتيكية قصد تركيبها على السيارات، عوض استلام سيارة معدة ليتسنى لهذه الفئة التنقل بسهولة، والتمتع بالقليل من الحرية ويشعر المعاقون أنهم نافعون.
‘’أريد الحصول على رخصة السياقة حتى أتحرر"، يقول كمال الذي يعاني من إعاقة على مستوى الرجل جراء حادث تعرض له، التقيناه بمدرسة لتعليم السياقة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة في العاصمة وأردف: "لا يمكننا الاعتماد على غيرنا في كل مرة نرغب فيها التنقل من مكان لآخر، من أجل هذا، قررت تعلم القيادة لأحصل على حريتي واستقلاليتي، لكن لا أخفي عنكم بعد احتكاكي بمن يعانون أيضا من الإعاقة ويملكون رخصا أشعر بالقليل من الخوف من إمكانية قيادة السيارة، فبعد أن أتعود عليها وتتعرض للعطب، أشعر كأني أعود للإعاقة وتنتابني مشاعر الحزن من جديد لحاجتي إلى من يساعدني، فقد بلغني أنه يمكن اقتناء السيارة (بمبلغ كذا...)، وإن أصابها العطب لا مجال لإصلاحها’’، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه لدى شاب آخر جاء للاستفسار عما يجب أن يحويه الملف الخاص للراغبين في الحصول على رخصة السياقة فئة "واو"، وهي الموجهة للمعاقين، حيث كان هو الآخر مبتور الساق نتيجة تعرضه لحادث سير، وفي حديثه إلينا قال: "أصبحت أشعر أنني عالة على غيري، فكلما رغبت في الذهاب إلى مكان تحدث حالة من الفوضى في المنزل، ليعثروا لي على من يقلني إلى المكان الذي أود الذهاب إليه، ولا أخفي عنكم أنني أصبحت لا أطيق الجلوس على الكرسي المتحرك بسبب عزوف السائقين عن نقلي، لذا قررت أن أعتمد على نفسي وأتعلم السياقة، غير أنني لا أشعر بالارتياح بعد أن عرفت أن بعض الذين حصلوا على الرخصة واجهتهم الكثير من المشاكل بسبب غياب مختصين في مجال إصلاح السيارات الموجهة إلى الفئة المعاقة، لأنها لا تصنع في الجزائر".
وحول البرنامج التعليمي الموجه لشريحة ذوي الإعاقة، والمشاكل التي تواجههم، حدثنا سمير بن كوار مدرس قانون السياقة منذ سنوات التسعينيات قائلا: "لعل أول شيء يمكن أن نقوله، هو أن شريحة ذوي الإعاقة تملك إرادة كبيرة، ورغبة جامحة في التعلم للشعور بالاستقلالية، ولا أخفي عنكم أنه بقدر عزيمتهم يأتون أيضا محبطين بسبب الإعاقة التي لا يقبلها عدد كبير منهم، لذا أحاول أن أعدهم من الناحية النفسية بجعلهم يتقبلون إعاقتهم، خاصة أولئك الذين تعرضوا لحوادث جسيمة أفقدتهم بعض أطرافهم، بالتالي العمل على الجانب النفسي مهم جدا، ومنه أطلعهم على برنامج قانون المرور الذي لا يختلف عن ذلك الذي يخضع له الأشخاص الأصحاء، فقانون المرور والإشارات نفسه هو ما يجعلهم يشعرون بأنهم لا يختلفون عن غيرهم، الأمر الذي يرفع من معنوياتهم".
لا يقتصر التقدم لطلب الحصول على رخصة السياقة على الفئة المتعلمة، وإنما يقصدنا أيضا أشخاص لم يدرسوا مطلقا، بحكم أن هذه الفئة تواجهها بعض المشاكل التعليمية في طفولتها، الأمر الذي يدفع بذويها إلى حرمانها من التعلم، وأقصد هنا الأشخاص الذين يولدون معاقين، فهؤلاء يحتاجون للكثير من الصبر منا، فلا يمكننا حرمانهم من الحصول على الرخصة، وفي المقابل، نبذل جهدا مضاعفا لتمكينهم من قانون المرور، ولعل هذا واحد من الصعوبات التي تواجهنا، يقول محدثنا.
العائق الكبير الذي يحبط عزيمة الحاصلين على رخصة السياقة، بعد أن يجتازوا مختلف الامتحانات، يقول المعلم سمير: "هي الحصول على سيارة مكيفة، فمثلا من لا يملك رجلين لا يمكنه القيادة إلا بالاعتماد على يديه، بالتالي يتطلب الأمر أن تستجيب السيارة لإعاقته، وفيما مضى، كانت السيارات التي يتم الحصول عليها غير مهيأة، أي يتم الحصول على علبة التحكم الأوتوماتيكية، ومنه يتم الاتصال ببعض الخواص لتركيبها على سيارات عادية، أما اليوم ومع تغيّر الإجراءات، لم تعد هناك إمكانية الحصول على علب التحكم الأوتوماتيكية، بل أصبحت السيارات تأتي مكيفة أي أن السيارات مجهزة بالعلب الأوتوماتيكية، وهو الأمر الذي لم يرض المعاقين بسبب ارتفاع تكلفتها، ورفض المتعاملين في السيارات جلب مثلها، الأمر الذي جعلهم يشعرون بأن طموحاتهم تتحطم، وهو ما زاد من معاناتهم، إذ يملكون رخص القيادة ولا يملكون سيارات، من ناحية، ومن ناحية ثانية يضيف؛ "يتمثل العائق الثاني في العطب الذي يصيب السيارة، فعلبة التحكم الأوتوماتيكية إن حدث وتعطلت ليس هناك من يصلحها لعدم وجود مختصين في إصلاح علبة التحكم في هذه الحالة، وكأن المعاق يتعرض لإعاقة ثانية، فبعد أن يتعود على التنقل بالاعتماد على نفسه، يجد نفسه يعود ليعيش شبح البحث عمن ينقله، ولعل خير دليل على ذلك، أن بعض الذين حصلوا على رخص سياقة من مدرستنا عادوا إلينا لطرح هذا الإشكال بعد أن تعرضت سياراتهم للعطب بحثا عن مساعدة، من أجل هذا، نناشد الجهات المعنية فتح المجال لإدخال العلب الأوتوماتيكية قصد تركيبها على السيارات، عوض استلام سيارة معدة ليتسنى لهذه الفئة التنقل بسهولة، والتمتع بالقليل من الحرية ويشعر المعاقون أنهم نافعون.