استبعد الخبير والمستشار الدولي، السيد مبارك مالك سراي، أن تكون الجزائر في أزمة بسبب تدني أسعار البترول، واستنكر رئيس مكتب الدراسات والمساعدات التقنية والاستشارات، ضيف ” منتدى المساء” حالة التهويل الفظيع الممارس من قبل بعض القوى السياسية حول مستقبل البلاد، مؤكدا أن الجزائر في وضع ”انتباه” فقط، وهو وضع ايجابي ومحسوب للجزائر وليس ضدها لأنه يدفعنا لمراجعة بعض حساباتنا وتوجيه استراتيجياتنا نحو قطاعات أخرى غير البترول الذي يتعرض لأزمات.
وأكد الخبير بالدليل العلمي والحجّة الدامغة أن الجزائر قوية وثرية، وهي محمية ”بقدرة قادر”، وستكون بعيدة عن الأزمات على الأقل خلال السنوات الخمس القادمة، بل وحتى العقود القادمة، مشيرا إلى أن 85 بالمائة من إمكانياتنا الطبيعية سواء باطنية أو سطحية لا تزال غير مستغلّة، معبّرا في السياق عن تضامنه القوي مع الحكومة التي تسعى إلى إيجاد مخارج للوضع بهدوء وعقلانية. الأمر الذي يتطلب منّا أن نكون جميعا متحدين ومتعاونين، وقال سراي، إن وطنيته ونضاله الطويل لا يسمحان له بـ«التصفيق ولا حتى التخويف”، وأنه يعمل على تقديم البدائل والحلول اللازمة دون تهويل ولا تجريح.
وتطرق السيد سراي، لدى نزوله ضيفا على منتدى الجريدة، إلى جملة من القضايا والملفات التي تشد الرأي العام الداخلي والخارجي، وقال إن تحقيق انتصارات دبلوماسية كبيرة سيدعم حظوظ بلادنا الاقتصادية، إلا أنها مطالبة في نفس الوقت بتصحيح اختلالاتها الداخلية من خلال العمل على تقليص البيروقراطية التي خنقت كل المبادرات الحسنة، وقتلت بوادر الثقة في نفوس الجزائريين إزاء حكومتهم.. ووجه الخبير رسالة أمل وتحد واتحاد لكل الجزائريين الذين طالبهم بإصلاح أنفسهم واكتساب ثقافة معيشية تليق بمستوى التحديات.. فقواعدنا صلبة ومهمتنا وطنية.