الجزائر تحتل المرتبة الثالثة من حيث عدد الطلبة الأجانب بفرنسا
أكثر من 22 ألف طالب جزائري في الجامعات الفرنسية سنة 2013
- 1075
بلغ عدد الطلبة الجزائريين بفرنسا في 2013 أكثر من 22600؛ بتراجع طفيف مقارنة بالموسم الدراسي 2011-2012، الذي سُجل فيه تواجد أكثر من 23700 طالب جزائري بالجامعات الفرنسية. وتحتل الجزائر المرتبة الثالثة من حيث عدد الطلبة الأجانب بفرنسا بعد كل من المغرب والصين. وتُعد فرنسا الوجهة الأولى للطلبة الجزائريين رغم أن الكثير من الطلبات لا تتم الموافقة عليها لأسباب مختلفة، لعل أهمها عدم التحضير الجيد للمشروع المقدَّم من الطالب، فضلا عن صعوبة بعض التخصصات كالطب.
ذلك ما ركّز عليه أمس السيد أليكسيس أندري مستشار التعاون والعمل الثقافي بسفارة فرنسا بالجزائر ومدير المعهد الفرنسي بالجزائر، الذي رد على تساؤلات الطلبة بمناسبة تنظيم الطبعة الأولى لمنتدى التعليم العالي بالعاصمة، وهو منتدى خُصص لعرض الفرص التعليمية المتاحة للطلبة الجزائريين بفرنسا، وكذا شرح الإجراءات الواجب الالتزام بها للالتحاق بإحدى الجامعات أو المدارس العليا في هذا البلد.وحضر المنتدى عدد كبير من الطلبة، الذين استغلوا فرصة تواجد أكثر من ثلاثين مدرسة وجامعة جزائرية وفرنسية في المعرض المنظم بمقر المدرسة العليا للأعمال، من أجل الاستفسار عن كيفية الالتحاق بهذه المؤسسات وتكلفة الدراسة بها.
وحسب السيد يوان لوبونوم المسؤول عن قسم إفريقيا والمغرب العربي والشرق الأوسط بالوكالة الفرنسية لتطوير التعليم العالي الفرنسي بالخارج ”كومبوس فرنسا”، فإن هذه الأخيرة تعمل على تسهيل الإجراءات أمام الطلبة الجزائريين الراغبين في الانتقال للدراسة بفرنسا، وهي التي تدرس الملفات المقدَّمة بدل القنصلية، كما كان في السابق، لافتا إلى أن تكلفة الدراسة بفرنسا أقل مقارنة بدول أخرى؛ نظرا للدعم المقدَّم من طرف الدولة، والذي يصل إلى 10 آلاف أورو للطالب الأجنبي الواحد في السنة، ”تُدفع من ضرائب الفرنسيين”، كما أوضح.
وقدّم المسؤول توضيحات عن أهم المراحل والإجراءات والشروط التي على الطلبة استيفاؤها من أجل الحصول على الموافقة، وبالتالي التأشيرة، هذه الأخيرة قد يتم رفضها لعدة أسباب، منها عدم التحضير الجيد للملف، لذلك فإن مدير المعهد الفرنسي بالجزائر السيد أندري، دعا الطلبة إلى ضرورة التحضير الجيد والمسبق للملفات بالاقتراب من مصالح ”كومبوس فرنسا بالجزائر”.
للإشارة، فإن فرنسا تُعد رابع بلد من حيث استقبال الطلبة الأجانب بجامعاتها ومدارسها العليا، وتبلغ نسبتهم حوالي 12 بالمائة من مجموع الطلبة.
وتطمح الجامعة الجزائرية للانفتاح أكثر على المحيط الخارجي، كما أشار إليه السيد مصطفى حوشين مدير التكوين العالي لما بعد التدرج بوزارة التعليم العالي، الذي قال في كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال المنتدى، إن التعاون الجزائري الفرنسي في هذا القطاع أخذ مكانة هامة؛ حيث تعرف جامعات البلدين تعاونا مكثفا منذ سنوات، كما تستفيد الجزائر من الخبرات الفرنسية. وقال إن انعقاد مثل هذا المنتدى فرصة للتأكيد على أن التعاون بين البلدين يوجد في أحسن حالاته.
بالمقابل، اعتبر المسؤول الجزائري أن من الضروري ألا يبقى التعاون في اتجاه واحد، مؤكدا على ضرورة إرساء حركية متبادَلة بين البلدين، يتم من خلالها تبادل الطلبة بين جامعات الضفتين، وتشجيع التكوين قصير المدى، الذي يسمح للطلبة الجزائريين بتحسين مستواهم في تخصصات معيَّنة مع ضمان العودة إلى أرض الوطن.وفي السياق، ذكّر المتحدث بالإصلاحات التي عرفتها الجامعة الجزائرية، لاسيما بعد وضع نظام الـ ”أل أم دي”، وقال إن للجامعة الجزائرية اليوم رؤية جديدة تعتمد على التكوين الأكاديمي من جهة، والانفتاح على الخارج من جهة أخرى، سواء كان المحيط الخارجي يعبّر عن المجتمع والمؤسسات الاقتصادية داخل البلد أو الجامعات الأجنبية؛ لذا تحدّث عن ضرورة وضع ”ممارسات جديدة” داخل الجامعة، التي عليها أن تستجيب للمعايير الدولية، كما أضاف.
من جانب آخر، سجل السيد حوشين أن مسألة الدراسة تتعدى الجانب التكويني إلى الجانب الإنساني في العلاقات بين البلدين.