"ريق الشيطان" للمخرج عبد القادر عزوز:
الوحدة التي تقلب حياة المرأة رأسا على عقب
- 900
من تونس: دليلة مالك
يسلط المخرج الجزائري عبد القادر عزوز، في مونودرام "ريق الشيطان"، الضوء على موضوع قهر المرأة في المجتمع العربي والجزائري على وجه التحديد، بنظرة فلسفية تأملية متناهية الدقة، وعبر أدوات سينوغرافية بسيطة وتركيزه على الكوريغرافيا للتعبير عن انشغالات وهموم هذه المرأة المنهكة بسبب سقوط كل آمالها وطموحها في الماء.
ختم العرض الجزائري "ريق الشيطان" المهرجان الثاني "مرا" للمسرح النسوي بتونس، حيث قدم المخرج عبد القادر عزوز، آخر أعماله على خشبة دار الثقافة ابن خلدون بتونس العاصمة، والمسرحية من نوع المونودرام تقوم فيه الممثلة الواعدة وهيبة باعلي، بدور البطولة، والتجربة ليست الأولى التي جمعت الاثنين، ولعل هذا الأمر جعل من العمل جيدا إلى حد الإتقان، وبرز أداء وهيبة، المحترف بشكل ملفت يستحق التنويه والتثمين معا.
وعلى مدار 50 دقيقة، صور المخرج قصة امرأة تعاني من الوحدة، ومن الاضطهاد في أسرتها بطله والدها، رغم أنها تكنّ له كل الحب والمودة إلا أنه لا يقابلها بالجفاء والخشونة، ثم تنتقل القصة إلى مشهد آخر، حيث تكون هذه الفتاة في حالة حالمة تناجي حبيبها الغائب الحاضر في مخيالها، تنتظره ليفك عليها حصار الوحدة ويعطيها من عطفه لتحيا عزيزة كريمة، لكن هيهات.
يطول الانتظار ويصل صبرها إلى حدود لا يمكن تجاوزها، احترق قلبها، تكبّدت جوارحها الآلام، بلغت مرحلة من اليأس، ثم انتفضت على الكل وصرخت عن بكرة أبيها "لا أريد أي كائن.. لا أريد أي كائن"، في إشارة لاستسلامها للوحدة والعيش في غربة نفسها، ولعل مشهد أخذها لشفرة حلاقة وحلق لحيتها يشير إلى رفضها وكرهها أن تكون أنثى في مجتمع يكرس سلطة الذكر على الكل، وهو مشهد مثير ومؤثر يعد من أقوى مشاهد العرض.
واستعان المخرج على السينوغرافيا بقدر كاف، وفي فترات أخرى بالغ فيها، جعلها البطل الثاني على الخشبة، ومن خلال أدوات الرمل وقطع من الآجر، وكذا بعض المفردات كآلة الإمزاد الموسيقية والبندير، والتعامل المفرط مع الشمعة وعلبة الثقاب فيها رمزية بالغة عن بحث وتقصي الأمل، فكلما تشعل الشمعة وترقبها للفرج فإنها لا تلبث حتى تنطفئ مع كل نهاية قصة.
ونهل المخرج من موسيقى مستوحاة من الجنوب الجزائري، ذلك مراعاة لخاصية العمل الذي أنتجته جمعية "صرخة الركح" من ولاية تمنراست، وهو ما يتناسب كذلك مع الآلات الموسيقية الموضوعة على الخشبة، وهي تقليدية تتميز بها المنطقة ولاسيما آلة الإمزاد التي تختص بها المرأة وحدها في العزف دون الرجل. بالنسبة للإضاءة، تعمّد المخرج أن تكون قاتمة توحي بالوحدة ومعاناة المرأة منها، تماشت مع حركات الممثلة على المسرح، فضلا عن الاستعانة بضوء الشمعة الذي كان له دور قوي في تمرير الرسائل التي يتضمنها العمل المسرحي المونودرامي.
ختم العرض الجزائري "ريق الشيطان" المهرجان الثاني "مرا" للمسرح النسوي بتونس، حيث قدم المخرج عبد القادر عزوز، آخر أعماله على خشبة دار الثقافة ابن خلدون بتونس العاصمة، والمسرحية من نوع المونودرام تقوم فيه الممثلة الواعدة وهيبة باعلي، بدور البطولة، والتجربة ليست الأولى التي جمعت الاثنين، ولعل هذا الأمر جعل من العمل جيدا إلى حد الإتقان، وبرز أداء وهيبة، المحترف بشكل ملفت يستحق التنويه والتثمين معا.
وعلى مدار 50 دقيقة، صور المخرج قصة امرأة تعاني من الوحدة، ومن الاضطهاد في أسرتها بطله والدها، رغم أنها تكنّ له كل الحب والمودة إلا أنه لا يقابلها بالجفاء والخشونة، ثم تنتقل القصة إلى مشهد آخر، حيث تكون هذه الفتاة في حالة حالمة تناجي حبيبها الغائب الحاضر في مخيالها، تنتظره ليفك عليها حصار الوحدة ويعطيها من عطفه لتحيا عزيزة كريمة، لكن هيهات.
يطول الانتظار ويصل صبرها إلى حدود لا يمكن تجاوزها، احترق قلبها، تكبّدت جوارحها الآلام، بلغت مرحلة من اليأس، ثم انتفضت على الكل وصرخت عن بكرة أبيها "لا أريد أي كائن.. لا أريد أي كائن"، في إشارة لاستسلامها للوحدة والعيش في غربة نفسها، ولعل مشهد أخذها لشفرة حلاقة وحلق لحيتها يشير إلى رفضها وكرهها أن تكون أنثى في مجتمع يكرس سلطة الذكر على الكل، وهو مشهد مثير ومؤثر يعد من أقوى مشاهد العرض.
واستعان المخرج على السينوغرافيا بقدر كاف، وفي فترات أخرى بالغ فيها، جعلها البطل الثاني على الخشبة، ومن خلال أدوات الرمل وقطع من الآجر، وكذا بعض المفردات كآلة الإمزاد الموسيقية والبندير، والتعامل المفرط مع الشمعة وعلبة الثقاب فيها رمزية بالغة عن بحث وتقصي الأمل، فكلما تشعل الشمعة وترقبها للفرج فإنها لا تلبث حتى تنطفئ مع كل نهاية قصة.
ونهل المخرج من موسيقى مستوحاة من الجنوب الجزائري، ذلك مراعاة لخاصية العمل الذي أنتجته جمعية "صرخة الركح" من ولاية تمنراست، وهو ما يتناسب كذلك مع الآلات الموسيقية الموضوعة على الخشبة، وهي تقليدية تتميز بها المنطقة ولاسيما آلة الإمزاد التي تختص بها المرأة وحدها في العزف دون الرجل. بالنسبة للإضاءة، تعمّد المخرج أن تكون قاتمة توحي بالوحدة ومعاناة المرأة منها، تماشت مع حركات الممثلة على المسرح، فضلا عن الاستعانة بضوء الشمعة الذي كان له دور قوي في تمرير الرسائل التي يتضمنها العمل المسرحي المونودرامي.