اعتبر 19 مارس 1962 محطة هامة في تاريخ الجزائريين

رئيس الجمهورية يؤكد أن النصر تم افتكاكه بقوة السلاح

رئيس الجمهورية يؤكد أن النصر تم افتكاكه بقوة السلاح
  • القراءات: 611
محمد / ب محمد / ب
أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، أن 19 مارس 1962 يُعتبر  محطة هامة في تاريخ الشعب الجزائري، مشيرا إلى أن إعلان وقف القتال بين الجزائر وفرنسا في هذا التاريخ، تم افتكاكه بقوة السلاح وإصرار الشعب الجزائري على الصمود ورفضه البقاء تحت السيطرة الاستعمارية.
وأوضح الرئيس بوتفليقة في رسالته إلى المشاركين في احتفالات عيد النصر بغرداية، قرأها نيابة عنه محمد بن عمر زرهوني المستشار لدى رئيس الجمهورية، أن هذه المحطة التاريخية الهامة التي يمثلها 19 مارس 1962، أثبتت عبقرية أبناء الجزائر وجدارتهم بالسيادة وبالعيش في كنف الحرية، مشيرا إلى أنه باقتران يوم نصر الجزائر بذكرى الشهداء وتحرر المغرب العربي، رمز عميق الدلالة والمغزى بالنسبة لحاضر الأمة ومستقبلها.
وأضاف رئيس الدولة في هذا الصدد أن الشعب الجزائري "كان هو البطل، وكانت الهبة الوطنية الكبرى في ربوع وطننا المفدّى واحدة موحدة، انبعث منها الانتصار، وانبجس منها الخلاص"، معتبرا "يوم النصر هذا هو يوم الحق، الذي تسلّح به الشهداء والمجاهدون، وأكسبهم القوة ليجابهوا عدوا طغى وتغطرس ودمر أسباب الحياة البشرية الكريمة في الجزائر كلها، واستعمل أبشع وأخطر أنواع التقتيل والتعذيب والبطش والتنكيل..".
وتوقف الرئيس بوتفليقة في كلمته عند التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري. وأبرز أننا في مثل هذا اليوم نتذكر كل الذين ضحوا من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، مؤكدا أن إعلان وقف القتال بين الجزائر وفرنسا تم افتكاكه بقوة السلاح وإصرار جماهير الشعب على الصمود ورفضها البقاء تحت السيطرة الاستعمارية.
كما ذكّر بأنه في هذا اليوم "انتهى المستعمر إلى الإقرار بأنه ليس له من مخرج سوى توقيع "اتفاقيات إيفيان" بعد أن باء بالفشل كل ما استعمله من أساليب جهنمية لكسر صمود ثورتنا التحريرية"، ليخلص الرئيس بوتفليقة إلى أن هذا النصر جاء بعد أن قدّم الشعب الجزائري ثمنا غاليا، قوامه قوافل من الشهداء والآلاف من الأرامل والأيتام ومئات الآلاف من السجناء والمعتقلين والمعطوبين، فضلا عن تدمير الآلاف من القرى والمداشر، وتخريب ممتلكات أبناء الشعب الجزائري ونهبها".

الجزائر عازمة على مواصلة رسالة الشهداء
وبالمناسبة، أكد رئيس الجمهورية عزم الجزائر وتصميمها على مواصلة رسالة الشهداء، مشيرا إلى أنها تتذكر اليوم المواقف البطولية لأبنائها أثناء ثورة التحرير في ظرف تمضي فيه قدما في سائر المجالات، سواء في الوعي الوطني الرصين وترسيخ المواطنة، أو في تكريس السلم والمصالحة الوطنية وتثبيت الثقة وتجسيد طموحات الشعب من خلال البرامج الإنمائية.
وإذ شدد في هذا السياق على أنه لا مناص عن مواصلة هذه الرسالة، شدد الرئيس بوتفليقة على أن كتابة التاريخ، تُعتبر فرض عين، ومهمة حيوية للغاية، وأن رواية وقائعه من قبل الذين صنعوه أو عايشوه لا تحتمل التأجيل أو التسويف، موضحا في هذا الإطار أن كل ما سيدوَّن، سيفيد المؤرخين الأكاديميين بالمعطيات النزيهة الدقيقة حول الأحداث وأبطالها، ويمكّن من تعريف الأجيال بأسلافها من القادة المنظرين والقادة المؤطرين لصفوف المناضلين والمجاهدين والمسبلين.
وخلص رئيس الجمهورية إلى القول إن "الثورة الجزائرية، التي تندرج في دينامية كفاح الحركة الوطنية وتستمد منطلقاتها من بيان أول نوفمبر 1954 التاريخي، فرضت نفسها كأسوة للعديد من الثورات عبر العالم، وساهمت بقوة في حصول بلدان شتى على استقلالها، وذلك بفضل إنجازاتها وتضحياتها المبنية على قيم ومثل عليا، جعلت منها مرجعا عالميا لسائر الشعوب المستعمرة، التواقة إلى الحرية والكرامة والسيادة.
من جهته، دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني الذي أشرف على الاحتفالات الرسمية بالذكرى الـ53 لعيد النصر بغرداية، جل الجزائريين إلى إثبات تشبثهم بعهد أول نوفمبر وبالوحدة الوطنية، مشيرا إلى أن اتفاقيات إيفيان الموقّعة في 19 مارس 1962 بين الجزائر وفرنسا ووضعت حدا لاحتلال دام 132 سنة، كانت ثمرة كفاح بالسلاح وبالدم، شارك فيه كل الشعب الجزائري من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.