رئيس جنوب إفريقيا في زيارة دولة للجزائر

توطيد علاقات الصداقة و التضامن

 توطيد علاقات الصداقة و التضامن
  • 946
مليكة.خ مليكة.خ
 يشرع رئيس جنوب إفريقيا السيد جاكوب زوما ابتداء من اليوم في زيارة دولة تدوم ثلاثة أيام إلى الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وينتظر أن تشكل هذه الزيارة "مرحلة جديدة في توطيد علاقات الصداقة والتضامن العريقة التي تجمع الشعبين الجزائري والجنوب إفريقي منذ عهد مكافحة نظام التمييز العنصري "الأبرتايد".
وحسبما أفاد به، أمس، بيان لرئاسة الجمهورية، فإن المحادثات التي ينتظر أن تجمع الرئيس بوتفليقة بنظيره الجنوب الإفريقي، ستسمح "بتعميق التشاور بين البلدين حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ومن بينها مسألة السلام والأمن في إفريقيا وكذا تقدم النيباد والاندماج الاقتصادي الإفريقي".
كما سيتم خلال زيارة الرئيس زوما إلى الجزائر "تنظيم اجتماع الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة للتعاون الجزائري - الجنوب إفريقي، التي ستعطي دفعا جديدا للتعاون المتعدد القطاعات وكذا للمبادلات بين البلدين".
وكان وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة قد قام بزيارة إلى جنوب إفريقيا خلال الشهر الجاري وسلم رسالة إلى رئيس جمهورية جنوب إفريقيا. وسمح اللقاء بتبادل وجهات النظر حول آفاق تطوير الشراكة الاستراتيجية الجزائرية ـ الجنوب إفريقية على ضوء القرارات المنتظرة من الدورة السادسة للجنة العليا الثنائية للتعاون.
وكان السيد لعمامرة ونظيرته الجنوب إفريقية السيدة مايتي نكووانا ماشابان قد عقدا جلسة عمل، تم خلالها تقييم مدى تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين البلدين في مختلف القطاعات، إلى جانب اقتراح مجالات وصيغ جديدة للشراكة ليتم إدراجها في جدول أعمال الدورة الـ6 للجنة العليا الثنائية للتعاون.
كما ستتيح زيارة زوما للجزائر الفرصة لرئيسي البلدين للشروع في تقييم مفصل للتعاون في جميع المجالات بين البلدين على ضوء القرارات المتخذة خلال الدورة الـ5 للجنة الثنائية العليا المنعقدة بالجزائر العاصمة يومي 25 و26 ماي من سنة 2010، إلى جانب التطرق للقضايا السياسية الدولية والقارية ذات الاهتمام المشترك.
وفي ظل العلاقات السياسية المتميزة للبلدين، تعكف الجزائر وجنوب إفريقيا منذ سنوات على إضفاء البعد الاستراتيجي لتعاونهما الاقتصادي وترقيته ليبلغ مستوى العلاقات السياسية التي تجمعهما بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة المتوفرة.
ولأجل إعطاء دفع لهذا التعاون، تأسست اللجنة العليا المشتركة بين البلدين سنة 2000، ومنذ ذلك التاريخ عقدت اللجنة 4 دورات، انبثق عنها 24 اتفاقية تعاون، وآخر دورة للجنة تعود إلى سنة 2010 بالجزائر.
وتوجت الدورة الخامسة بالتوقيع بالأحرف الأولى على ست اتفاقات وبرامج ومذكرات تفاهم تخص مجالات تعاون تشمل الاستعمال السلمي للطاقة النووية وبرنامج عمل في مجال الرياضة للفترة 2010-2012 ومذكرة تفاهم بين شركة سوناطراك و "بترليوم ساوث أفريكا". كما تضمنت الاتفاقات التوقيع أيضا على مذكرة تفاهم في مجال العمل والضمان الاجتماعي وأخرى في قطاع السياحة للفترة 2010-2012.
وتعكس الاتفاقات الموقعة في إطار اللجنة، لاسيما في مجال الطاقة بمختلف أشكالها حرص الجزائر وجنوب إفريقيا على مرافقة وتشجيع كل المبادرات الموجهة لاستغلال الفرص المتاحة. وفضلا عن هذه الميادين، اتفق البلدان على تخصيص مليوني دولار (مليون لكل طرف) في إطار التعاون العلمي والتكنولوجي الثنائي، إلى جانب تحديد مجالات ذات الاهتمام المشترك وإطلاق عروض لإقامة مشاريع مشتركة وتشجيع تنقل الباحثين وتبادل البرامج العلمية بين البلدين.
وفي مجال التعاون السياسي، يمكن تسجيل الدور الفاعل للبلدين في ترقية السلم والاستقرار وحسن الجوار في إفريقيا وفي العالم، إلى جانب تقاسمهما وجهات النظر حول العديد من القضايا، من بينها الصحراء الغربية التي يعتبرانها مسألة تصفية استعمار وأن حلها يرتكز على حق تقرير المصير وتنظيم استفتاء حر ونزيه. أما فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، فإن الطرفين يدعمان التوصل إلى حل عادل و دائم للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني الذي سيمنح الشعب الفلسطيني الحق في إقامة دولته وعاصمتها القدس.
من جهة أخرى، تظهر مختلف اللقاءات في المحافل القارية والدولية التزام البلدين بمكافحة الإرهاب الدولي و دعمهما لتعزيز الجهود الإفريقية في مجال التعاون مع المجتمع الدولي في هذا الخصوص.
وتعود العلاقات التاريخية بين الجزائر وجنوب إفريقيا إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما كانت تربط حزب جبهة التحرير الوطني علاقات مع حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي أسسه الرئيس الأسبق نيلسون منديلا، إضافة إلى مواقف الجزائر الصارمة، من نظام الميز العنصري "الأبارتايد".