في إطار "قراءة في احتفال"

تيزي وزو تكرّم الكوميدي الكبير قريقش

تيزي وزو تكرّم الكوميدي الكبير قريقش
  • 5004
س. زميحي س. زميحي
 كرّمت مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو أوّل أمس، الفنان الكوميدي القدير أحمد قادري المعروف في الساحة الفنية باسم «قريقش». التظاهرة التي احتضنتها قاعة العروض بدار الثقافة «مولود معمري» والتي تندرج ضمن برنامج المهرجان الثقافي المحلي «قراءة في احتفال»، عرفت حضورا كبيرا وقويا للجمهور الكبير والصغير إلى جانب العديد من الوجوه الفنية من رفقاء درب الفنان، منهم عبد الحميد رابية، سيد علي بن سالم وغيرهما.
وشهدت هذه الوقفة التكريمية لأحد رموز الثقافة الجزائرية، تنظيم معرض حول المشوار الفني الكبير والثري للكوميدي قريقش، متبوع بعرض شريط فيديو حول مسيرة الفنان. واكتظت القاعة بالجمهور، وأغلبيته من الأطفال الذين حضروا بقّوة، لاسيما أنّ هذه الوقفة التكريمية نُظّمت في إطار المهرجان الثقافي المحلي «قراءة في احتفال».
وفي كلمته، أكّد مدير الثقافة لتيزي وزو السيد الهادي ولد علي، أنّ الفنان قريقش يستحق هذه الوقفة؛ كونه فنانا قدّم الكثير للثقافة الجزائرية، حيث أمتعت أعماله المختلفة وأفرحت الجماهير لسنوات؛ سواء عبر أمواج الإذاعة أو التلفزيون الجزائري، ليليه بعد ذلك تقديم بعض الفنانين من رفقاء الدرب وأصدقاء الفنان، شهاداتهم، حيث أتيح لهم التعرّف على قريقش إمّا بالعمل معه في أعمال فنية أو كصديق، حيث تناولوا الحياة الاجتماعية والفنية لقريقش.
وفي هذا السياق، أكّد الفنان عبد الحميد رابية أنّ الفنان قريقش فنان كامل؛ حيث مثّل بالمسرح، السينما، الإذاعة والتلفزيون، وقدّم عدّة أعمال فنية متنوّعة، إلى جانب أنّه كتب عدّة سكاتشات فكاهية للأطفال، فيما دعا الفنان جمال بوناب السلطات والقائمين على قطاع الثقافة، إلى تكريم الفنان في حياته، مشيرا إلى أنّ قريقش قدّم الكثير للفن طيلة أربعة عقود من العطاء الفني، مضيفا أنّ قريقش شخص بسيط ومحترم من طرف الجميع، وهو فنان كامل، كوّن شخصيته الفنية بنفسه.
وبدوره، وثمن الفنان قريقش هذه المبادرة والوقفة التكريمية، حيث عبّر عن سعادته بهذا التكريم والحضور القويّ للجمهور، خاصة الأطفال الصغار؛ ما يؤكّد حبّهم لشخصية الفنان وأعماله.
واستمر برنامج التكريم بتقديم نشاطات ثقافية متنوّعة، حيث استمتع الوافدون على قاعة العروض بعرض غنائي أندلسي مع جمعية «العمراوية» الأندلسية للبويرة، متبوع بمسرحية «نور بارق» للمسرح الجهوي «كاتب ياسين» لتيزي وزو.
للتذكير، الفنان أحمد قادري المدعو «قريقش» من مواليد 18 ديسمبر 1934 بالقصبة (الجزائر العاصمة)، زاول عدّة أشغال منها بائع، ثم إسكافي، وبعدها عمل في مقهى، ثم كان ممرضا، كما شغل منصب ممثل وعون إداري بولاية الجزائر بمصلحة إصدار الجوازات.
تتلمذ الفنان على أيدي كبار الفن الجزائري الأصيل، منهم الفنان القدير محيي الدين بشطارزي، جلول باش جراح، علال الموهوب، محمد توري وغيرهم، وكان مدير فرقة «نجمة الصباح» سنة 1959، وشرع بعدها في كتابة السكاتشات، العروض المسرحية والسيناريو.
كما أمتع الفنان قريقش جمهور الشاشة عبر أفلامه المتنوّعة والعديدة المسجّلة من طرف التلفزيون الجزائري، منها «دكتور روماد» الذي صوّره في 1960، «قريقش ديكوردي» في سنة 1966، «قريقش الزواج» في 1967، «قريقش الصامت»، «قريقش والمافيا»، «قريقش في حالة غضب» وغيرها من الأعمال التي ستظل خالدة.
كما سجّل قريقش بالإذاعة عروضا، منها «المال الذي يفرّق الإخوة» في سنة 1976، «انعل شيطان يا قريقش» في 1979، «قريقش والسكن» في سنة 1990، إضافة إلى سكاتشات عديدة، منها «قريقش والسارقين»، «قريقش عنده الحق»، «قريقش عند القاضي»، «قريقش في رمضان» وغيرها. وتضاف إلى هذه الأعمال والإنتاجات سكاتشات مكتوبة غير مسجّلة، منها «قريقش في العيادة»، «العاصمة»، «قريقش والضيف المفروض»، «قريقش مولا خير»، «قريقش وكلام الناس» وغيرها.
وكتب كذلك الفنان قريقش مسرحيات موجّهة للأطفال، منها «قريقش والامتحان»، «قريقش بالمدرسة» و»قريقش والأمانة»، إضافة إلى مسلسل يضمّ 25 حلقة بعنوان «مغامرات عائلة قريقش» في سنة 1980، كما شارك في أداء عدّة أدوار في أفلام، منها «حسن طيرو»، «سنعود»، «هروب حسن طيرو» و»الشبكة».
سجلُّ الفنان حافل بالإنجازات الفنية والثقافية الثرية، حيث كتب أغاني منها «رخصة السياقة»، «القيل والقال»، «كونت مزوّج»، «قريقش في دار القاضي»، «علاش علاش» وغيرها، وكتب قريقش 7 كتب تضمّ 100 نكتة، منها 2 باللغة العربية، وذلك في سنة 2001 بالتنسيق مع حكيم أخال.