من المنتظر أن تحتضن وهران قريبا فعاليات الطبعة الأولى للمهرجان المتوسطي لفن المسرح حسبما كشفه الكاتب المسرحي مراد سنوسي، الذي أضاف أنّ عاصمة الغرب الجزائري ستحتفي في سابقة هي الأولى من نوعها بمهرجان مسرحي يعتبر مكسبا حقيقيا ستتدعم به المدينة وعشّاق الخشبة، وفكرة لطالما خالجت عشّاق الركح وساورتهم منذ أمد بعيد، وها هو الحلم يتحقّق بعد طول انتظار.
في هذا الإطار، أكّد سنوسي بأنّ الطبعة الأولى لن تكتسي طابع المهرجان بل ستكون أياما مسرحية متوسطية لأنّ الإجراءات المعمول بها لترسيم مثل هذه الفعاليات وإعطائها الصبغة الرسمية تقتضي ذلك، والأمر لا يعدو كونه إجراءات إدارية لا غير، وأضاف بأنه يوجد ببلادنا حوالي 30 مهرجانا مسرحيا منتشرا عبر العديد من ولايات القطر في حين تخلّفت وهران عن الركب. وقال "فوهران التي أنجبت علولة وسيراط بومدين مؤهلة لأن يكون لها مهرجان في مثل هذا الحجم والأهمية، وقادرة على استقبال فعالية من هذا الطراز، فهي تحتكم على أحد أهم  المسارح الجهوية، ولديها طاقات مسرحية هائلة بحجم الفرق المسرحية والتعاونيات المتواجدة بها، إضافة إلى كونها مدينة متوسطية مما يجعلها مؤهلة لاحتضان هذا المهرجان على أرضها".
أما فيما يخصّ تاريخ انطلاق الطبعة الأولى من هذا المهرجان، أشار المؤلف المسرحي إلى أنّه لم يتم الإعلان عن تاريخ انطلاقه بعد، ولكن من المؤكّد أنّها ستكون خلال السنة الجارية، وستحضره ثماني دول متوسطية، يتم خلالها برمجة عرض مسرحي لكلّ دولة مشاركة، بمعدل ثمانية عروض خلال ثمانية أيام. ومن ميزات هذا المهرجان المتوسطي للمسرح، أكّد مراد سنوسي أنّه يراهن على الكيف لا الكم في انتقاء وتقديم العروض، وبالمقابل سيتمّ على هامش المهرجان تقديم محاضرات وندوات حول المسرح بالتنسيق مع مركز البحث في الأنثربولوجيا الثقافية والاجتماعية "الكراسك" والمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" بوهران.
وبهذا المولود الثقافي الجديد، تكون وهران قد شقت لنفسها طريقا لأن تصير عاصمة للإبداع، ومما لا شك فيه أنّ مهرجانا من هذا الطراز سيكون حدثا يخدم المسرح والمسرحيين في هذه المدينة.