نتائج واعدة للحوار الاستراتيجي الجزائري -الأمريكي

التزام بتعميق العلاقات الاقتصادية والتعاون السياسي والأمني

التزام بتعميق العلاقات الاقتصادية والتعاون السياسي والأمني �
  • 671
محمد / ب  � محمد / ب

اعتبر وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، نتائج الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة ايجابية وواعدة، مؤكدا بأن النتائج ستعطي ديناميكية حقيقية للشراكة بين البلدين اللذين التزما بتعميق علاقاتهما الاقتصادية والعمل سويا على مكافحة الإرهاب.

وأوضح السيد لعمامرة، أمام الصحافة الدولية في ختام أشغال الدورة الثالثة للحوار الاستراتجي بين البلدين، والتي ترأسها مع كاتب الدولة الأمريكية جون كيري، بأن نتائج الاجتماع كانت ايجابية وواعدة، وأشار إلى أن البلدين تجمعهما شراكة قوية ومفيدة، معربا عن ارتياح الجزائر لتطور هذا الحوار بعد ثلاث سنوات من إطلاقه.

وإذ لاحظ تقاسم البلدين لنفس الإلتزامات بهدف الاستجابة لمصالحهما المشتركة، أشار السيد لعمامرة، إلى أن الجزائر وواشنطن عملتا على تطوير شراكات استراتيجية تخص العديد من الملفات، مجددا التزام الجزائر بتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني مع الولايات المتحدة. 

وذكر في هذا الخصوص بأنه "بفضل الإحترام المتبادل الذي يميز العلاقات بين البلدين تمكنت الجزائر والولايات المتحدة من الحفاظ على حوار سياسي متواصل ومشاورات وثيقة بشأن الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، مؤكدا بأن البلدين يلعبان دورا رياديا في مجال مكافحة الإرهاب ولا سيما في إطار المنتدى العالمي لمكافحة هذه الآفة العابرة للأوطان.

وعلى الصعيد الاقتصادي اعتبر السيد لعمامرة، أن التعاون بين البلدين بلغ مستوى غير مسبوق، مستشهدا بالمنتديات واللقاءات الأخيرة ذات الطابع الإقتصادي والتجاري بين البلدين. 

وفي حين أشار إلى أن الجزائر توفر مناخا ملائما ومناسبا للتجارة والاستثمار، مذكّرا بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتحسين مناخ الاستثمار أكثر وتنويع الاقتصاد الوطني، أشار السيد لعمامرة، إلى أن الجزائر طلبت في هذا الإطار الدعم من شركائها الدوليين ومن بينهم الولايات المتحدة. 

وقد اتفقت الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية في إطار أشغال الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي، بالعمل معا من أجل ترقية الأمن الاقليمي ومكافحة الإرهاب، وتكثيف تبادل المعلومات وتنسيق البرامج الموجهة لتعزيز قدرات الشركاء الإقليميين. 

وجاء في البيان المشترك الذي توج الدورة بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعرب بهذا الخصوص عن عرفانها للجزائر من أجل الدور الذي تضطلع به في ترقية الحلول السلمية للنزاعات الاقليمية بما في ذلك وساطتها التي أفضت إلى اتفاق بين الحكومة المالية والجماعات المسلحة في شمال مالي، وكذا من أجل الدعم الذي تقدمه للجهود التي يبذلها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل ليبيا برنادينو ليون. فيما جددت الجزائر بهذا الصدد التزامها بتنظيم قمة حول مكافحة التطرف لضمان متابعة اللقاء الوزاري لقمة التطرف العنيف التي انعقدت بالبيت الأبيض في 19 فيفري الماضي. 

كما التزم البلدان بمواصلة العمل معا، ولاسيما ضمن المنتدى الشامل لمحاربة الإرهاب من أجل تنفيذ برنامج العمل المتفق عليه خلال اللقاءات الوزارية التي نظمت شهر سبتمبر الماضي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة تحضيرا لقمة قادة الدول حول التطرف.

كما التزمت الجزائر والولايات المتحدة بتعميق علاقاتهما الاقتصادية والتجارية، ورفع تعاونهما في المجالين السياسي والأمني. وأكدت الولايات المتحدة في هذا السياق دعمها للجهود التي تبذلها الجزائر لتنويع اقتصادها وتطوير قطاعها الطاقوي، بما في ذلك التكنولوجيات المتعلقة بالطاقات المتجددة والمحروقات غير التقليدية، وكذا دعمها لجهود الجزائر لانضمامها لمنظمة التجارة العالمية". 

وأعرب الطرفان من جهة أخرى عن دعمهما لتواصل الحوار بين مجموعات الأعمال للبلدين وتبادل الخبرات، واتفقا على دراسة السبل والوسائل الكفيلة برفع التبادلات التربوية وتشجيع الطلبة الجزائريين على متابعة دروسهم في الولايات المتحدة، لاسيما من خلال منح فرص تعلّم اللغة الإنجليزية للشباب الجزائري، والاعتراف بالشهادات الجامعية الأمريكية. 

وفي سياق متصل جدد الطرفان التزامهما بفتح مدرسة أمريكية دولية بالجزائر العاصمة، خلال شهر سبتمبر 2016، فيما اتفقا على الالتقاء السنة المقبلة بالجزائر لعقد الدورة الرابعة لحوارهما الاستراتيجي. 

وخلال تواجده بالولايات المتحدة الامريكية، أجرى وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، بالبيت الأبيض بواشنطن، محادثات مع المستشارة المساعدة للرئيس الأمريكي باراك أوباما السيدة أفريل هاينس، تناولت المسائل الأمنية والنزاعات السائدة في إفريقيا والعالم، كما حل ضيفا على صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وتحادث مع الرئيس المدير العام للصحيفة فريديريك جي ريان، حول عدد من المواضيع المتعلقة بالوضع في الجزائر وقضايا الساعة على الصعيدين الإقليمي والدولي. 

وكان لرئيس الدبلوماسية الجزائرية جلسة مع قسم التحرير الدولي للصحيفة، تمت خلالها تبادلات غير رسمية حول الوضع في المغرب العربي والجزائر والعالم العربي.