تحتضنه جامعة الشلف يومي 26 و27 من الشهر الجاري
ملتقى دولي حول الـمجتمع والأزمات الـمعاصرة
- 1658
تنظم كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية؛ شعبة علم الاجتماع، بجامعة الشلف الملتقى الدولي الأول حول المجتمع والأزمات الاجتماعية الـمعاصرة يومي 26 و27 نوفمبر، ووفق الدعوة التي تلقتها “المساء” والبرنامج، ستشارك في الملتقى كوكبة من الدكاترة الجزائريين من مختلف جامعات الوطن، منهم محمد المهدي تقية، فاطمة مساني، الأستاذ سعيد تريعة، رئـيــس المـلـتـقى الـدكـتـور محمد الصالح بـوقـشـور عميد كلية العـلوم الإنسانية والاجـتماعـية، أما رئـيس اللجنة العلمـية للملتقى فهو الـدكـتـور ضامـر وليد عبد الرحمن، ومن المقرر أن يتم التطرق إلى الإشكاليات التالية: هل كان لتراجع أدوار مؤسسات الــتـنشـئـة والضبط الاجـتماعيين الـتـقليدية تأثير على تـنامي الأزمات الاجـتماعية المعاصرة؟ وما هو تأثير وسائل الاتصال الحديــثـة بما ترسخه من قيم جديدة على احتدام صراع الأجيال حول القيم، مع ما يـنــتج عنه من تـداعيات اجتماعية ونـفسية؟
رافقت ظاهرة التغـير الاجتماعي في أغلب المجتمعات العربية، إفرازات سلبية عديدة لم يكن المجتمع الجزائري بمنأى عنها، من بينها تصدع جزء من البناء الاجتماعي التقليدي المرتكز على مؤسسات التـنشئة والضبط الاجتماعيين التي تأثرت بعوامل مست بأدائها لوظائفها. فعلى مستوى الأسرة، العائلة، المدرسة والمسجد، نلاحظ انحسارا في أداء الوظائف التي تعزز البناء الاجتماعي مقابل تنامي تأثير فاعلين آخرين، مثل القنوات التلفزيونية الفضائية، شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية... التي لا تعرف حدود الزمانوالمكان، وتفتح الباب واسعا أمام العولمة، الوضع الذي عرّض جيلا كاملا من أفراد المجتمع لمؤسسات تـنشئة موازية، بل منافسة ومؤثرة، تطرح أنساقا قيمية بعيدة عن نسق قيم المجتمع العربي، مما أدى إلى بروز ظواهر اجتماعية لا تخلو من الخطورة، ولا يخلو منها أي مجتمع عربي، مثل انحراف الأحداث وجنوحهم، مع الإدمان على المخدرات والمؤثرات العقلية والممارسات الجنسية الشاذة، فضلا عن تنامي ظواهر إجرامية خطيرة مثل القتل والسرقة باستعمال العنف، الخطف، الخيانة الزوجية، الرشوة وبروز ظواهر إجرامية مستحدثة، مثل الجرائم المعلوماتية، الاعتداء الجنسي على الأطفال المصحوب أحيانا بالقتل، الهجرة غير الشرعية، التهريب بل والاستــرقـــاق، فضلا عن تنامي ظواهر اجتماعية أخرى تنذر بالخطر، مثل العنف الأسري، العنف المدرسي، مظاهر الموضة الغريـبة في اللباس، الحلاقـة وتصفيف الشعر. كما يشهد المجتمع العربي في ظل العولمة، صراعا بين الأجيال حول القيم الدينية والاجتماعية، يصل أحيانا إلى التـنكر للقيم الأصيلة للمجتمع المحلي وتبني قيم منـظومات اجتماعية وثقافية أخرى، رغم ما تحمله من مخاطر تــطال مكانة ووظائف مخــتلفة، وفي ظل هذا الـتغير الاجتماعي المـتسارع، بات الشباب العربي تائها يتخبط في مشاكل ضعف الـتحصيل الدراسي، التسرب المدرسي، البطالة، المخدرات، العنف، وتأثرت مكانة المرأة وأدوارها في المجتمع العربي، في ظل مد وجزر بين الـتيار الـتـقليدي المحافظ الذي يـــتبنى أفكارا وأطروحات أصيلة، وتـيار المعاصرة الذي يــتـبنى أفكارا وأطروحات وافدة.
وسيتم خلال الملتقى فــتح باب الحوار والمناقشة بين الأكاديميين والباحــثين المخــتصين والمهتمين، بـغـية الوصول إلى فهم أفضل للموضوع، والمساهمة في صياغة اقـــتــراحات بناءة تــخدم مصالح الـفرد والمـجـتمع، مع تسليط الضوء على الأزمات الاجـتماعية الكبرى التي تهدد المجـتمعات العربــية عامة والجزائري خاصة، مع الوقوف على منابع تـغذيـتـها قصد الحد من خطورتـها ومعالجة مـخـلفاتـها، إلى جانب تحديد وظائف وأدوار مؤسسات الــتــنشئـة والضبط الاجتماعيين، خاصة الـتـقليدية منها، في المحافظة على قيم المجتمع الأصيلة من زحف القيم الوافدة تحت غطاء العولمة، إضافة إلى طرح قضايا الشباب الراهنة، تحليلها وحصر المشاكل المستجدة بغرض بلورة تصورات فعّالة تسمح بفهم احتياجاتهم وتساعدهم في الوقوف على موقع المرأة في خضم تـفاقم المشكلات الاجتماعية، مع تحديد الأدوار التي يمكن أن تقوم بها باعتبارها جزءا أساسيا في المجتمع، ورصد الواقع الفعلي لعلم الاجـتماع، محاولة تحديد دوره في فهم وتشخيص الأزمات الاجتماعية المعاصرة، والـتــنبؤ بها وبـنــتائجها، إلى جانب سبل الحماية والوقاية منها والــتـعاطي الرصين مع مــخــلفاتها، بغية الخروج بحلول وآليات تـخـفـف من حدة الأزمات الاجــتماعية المعاصرة. أما فيما يخص المحاور التي سيتم التطرق إليها فهي: عوامل انـحسار دور الأسرة والمدرسة وغيرهما من المؤسسات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية وآثاره السلبــية على الــتــنشـئــة والضبط الاجتماعيين، الـعـولمة الــثـــقافــية ودورها في تــصدع الــقـيـم الاجــتماعــية وصـراع الأجيال. المحور الثالث: المرأة والمشكلات الاجـتماعية المعاصرة (الـتـعـليم، الـعـمل، المشاركـة السياسية، المكانـة في المجــتمع. المحور الرابع: أزمــة الشباب الـعــربـي المــعـــاصــر “أزمة الهــويــة و المــواطــنة”.