خبراء يطمئنون:

التصوير بالرنين المغناطيسي خال من المخاطر

التصوير بالرنين المغناطيسي خال من المخاطر�
  • 637
نور الهدى بوطيبة� نور الهدى بوطيبة

تشاع وسط المجتمع أحيانا بعض الأقاويل التي تجعل الفرد يتخوف من إجراء بعض الفحوصات الروتينية، ويرى فيها نوعا من الخطورة على صحته، مما يدفعه إلى العزوف عن إجرائها بحجة تفادي تعقيدات أخرى، وهو حال الفحص بالماسح الضوئي، التصوير بالأشعة أو التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يعد آخر ما توصلت إليه تكنولوجيات الطب في مجال التصوير منذ أكثر من 15 سنة، فما هو مبدأ استعمال التصوير بالرنين المغناطيسي؟ وهل حقيقة له مضاعفات على صحة الإنسان؟

للاستفسار حول هذا الموضوع، كان لـ"المساء" حديث مع السيد مهدي سفيان، مهندس في معدات المستشفيات الذي أوضح لنا بداية أن التصوير بالرنين الضوئي أفضل ما ابتكره خبراء الطب في مجال التصوير الطبي، لأنه خال من التعقيدات الجانبية التي قد يسجلها التصوير بالأشعة أو الماسح الضوئي. وكما يشير إليه اسمه، يقول المتحدث، بأن التصوير بالرنين المغناطيسي يعمل بمبدأ المغناطيس وليس بالأشعة السينية التي قد تكون خطيرة، إذ يمكنها في بعض الحالات تحويل البنية الطبيعية لخلايا الجسم أو تدميرها، ما يؤدي في بعض الحالات إلى تعقيدات تصل إلى ظهور بعض أنواع السرطان.

ويضيف الخبير: "يسمح التصوير بالرنين المغناطيسي بتصوير التركيب التشريحي للجسم وإعطاء صورة أكثر دقة وتفصيلا عن غيره من الأشعة الأخرى، كما يعتمد على مغنطة ذرات الهيدروجين من الماء والدهون، وباعتبار جسم الإنسان مكونا من نسبة 70 بالمائة من الماء فهذا التصوير يكون فعالا عليه". 

وتعمل حقول المغناطيس وموجات الراديو على تصوير الأنسجة الداخلية للجسم بصورة مفصلة، وأثناء هذا الفحص تترتب جزيئات الماء في الجسم على محور واحد لفترة معينة وتقوم موجات الراديو بتحفيز هذه الجزيئات لإنتاج موجات طاقة معينة، تستخدم بواسطة الجهاز لإنتاج الصور المقطعية المفصلة للأنسجة.

وأوضح المتحدث أن هذا التصوير يمكن أن يجرى على "الأنسجة الناعمة" مثل؛ الدماغ والعضلات والأوتار، النخاع الشوكي أو حتى على الأعضاء مثل الكبد، الطحال والكلى..

واختيار نوع التصوير الذي يستوجب إجراؤه، يتم تحديده من طرف الطبيب الذي يراه الأفضل في تشخيص حالة المريض، فقد يصف الطبيب لمريضه تصويرا بالأشعة بدلا من التصوير بالرنين المغناطيسي  في الحالات الطارئة أو خلال الإنعاش أو في التصوير العلاجي..

من ناحية أخرى، يقول المختص بأن التصوير بالرنين المغناطيسي يعتمد على خاصية بعض الأنوية الذرية التي تنبعث منها إشارات يمكن اكتشافها عندما يتم وضعها في مجال مغناطيسي وتعرضها لترددات راديو معين قادر على بعث صدى يؤخذ على شكل صور لتحديد العلّة.

ورغم خلوه من المخاطر على صحة الإنسان، يوضح الدكتور أن المريض الذي يقبل على إجراء هذا التصوير يمر بمجموعة من الفحوصات الروتينية التي توضح للمشرفين على هذا التصوير أن المريض قادر على تحمله، كما يحظر الفحص للأشخاص الذين يحملون جهاز تنظيم ضربات القلب أو أجسام أجنبية داخل العين أو أجسام من مادة الحديد داخل الجسم أو خارجه، مثل المجوهرات الهواتف النقالة، الحزام، النظارات دبابيس الشعر، الشعر المستعار، أسنان صناعية وغيرها... 

ويعد التصوير بالرنين المغناطيسي فعالا في دراسة نشاط مختلف الأنسجة في الجسم، كما أنه جيد في تشخيص ـ بصفة دقيقة ـ بعض الأمراض، مثل العديد من السرطانات وغيرها، فضلا عن أنه قادر على تحليل البنية الكيماوية للورم بشكل دقيق يسهل على الأطباء إجراء العلاج المناسب والفعال على المريض.

ومن أهم ما يجب أخذه بعين الاعتبار، ابتعاد المرأة الحامل عن هذا الفحص إلا في حالة الضرورة، كما أنه أثناء عمل الآلة ستصدر بعض الأصوات والضوضاء جراء تحرك أجزاء الجهاز، بالتالي لابد من استعمال سدادات الأذن لتفادى الضوضاء خصوصا بالنسبة للأطفال الصغار، نظرا لحساسية الأذن وإمكانية التأثير على سلامتها بسبب ذلك الضوضاء.

وإذا كان عند المريض أي شك في وجود جسم معدني مزروع في أي مكان من جسمه، فعليه أن يخبر المشرفين على هذه الأشعة، حتى يستطيعوا إجراء فحص بالأشعة السينية للمنطقة التي يعتقد أن الجسم المعدني مزروع فيها، للتأكد من وجوده قبل إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي.