شعار علم بلادي في كل مكان بجوهرة ملاعب القارة
الجزائريون يحتفون برجال المونديال قبل الالتحاق ببلاد "الأمريكان"

- 217

❊ 58 ولاية بصوت واحد في تيزي وزو وولاء وعهد لا ينكسران مع الوطن
❊ احتفالات استثنائية وأجواء تاريخية تمسح أحزان سنوات الغياب عن المونديال
احتفل الجزائريون، أمس، بتأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم 2026 في أجواء استثنائية وتاريخية بملعب "المجاهد الراحل حسين أيت أحمد" جوهرة ملاعب قارة إفريقيا، وبمدينة تيزي وزو التي جمعت جميع أطياف الشعب الجزائري من 58 ولاية، بمناسبة مواجهة أوغندا في ختام التصفيات المونديالية، والتي فاز فيها "الخضر" بهدفين لهدف.
ارتقت الاحتفالات المتميزة التي شهدها ملعب "حسين أيت احمد" في احتفالية تأهل محاربي الصحراء إلى مونديال "الولايات المتحدة والمكسيك وكندا 2026" إلى مستوى الإنجاز الكبير الذي حققه "الخضر" بالعودة للمشاركة في الحدث العالمي الكبير بعد غياب استمر 12عاما، حيث كانت الجماهير الجزائرية على صوت وقلب واحدين لمسح أحزان وخيبات السنوات الماضية وسط احتفالات بدأت من الساعات الأولى لصباح أمس، واستمرت لما بعد المباراة بساعات خارج وداخل الملعب تحت عنوان ولاء وعهد لا ينكسران مع الوطن.
وعرف الشوط الأول من مباراة أوغندا 4 تغييرات في خيارات بيتكوفيتش الأساسية، وانطلاقة مفاجئة وغير متوقعة بدأت بخطأ على اللاعب هشام بودواي استفاد منه المهاجم الأوغندي ستيفن موكوالا لافتتاح باب التسجيل في الدقيقة السادسة من المباراة، وفي أول تجربة للحارس الجديد لوكا زيدان.. هذا الهدف بقدر ما كان مفاجئا لزملاء حجام بقدر ما أخلط أوراق فلاديمير بيتكوفيتش، الذي كان يبحث عن بداية أفضل بدل الجري وراء تعديل النتيجة، وهو ما كان عليه الحال طوال الشوط الأول بواسطة الرباعي عمورة وغويري ومازة ومحرز، حيث سيطر المنتخب الوطني على جميع أطوار الشوط وكان قريبا من تعديل النتيجة في عديد المناسبات، أخطرها على الإطلاق كانت في الدقيقة 17 عن طريق عمورة على الطائر لكن الحارس الأغندي جمال سليم كان بالمرصاد، ونفس الشيء قام به في المحاولات الخطيرة التي أهدرها محرز وحجام وغويري، لينتهي الشوط الأول بتأخر "محاربي الصحراء" بهدف دون رد.
ولم تتغير المعطيات بشكل كبير في الشوط الثاني من المواجهة الذي عرف تفنن لاعبي المنتخب الأوغندي في تضييع الوقت وزادتها الأخطاء التحكيمية للحكم الموريسي امتياز أحمد تعقيدا، حيث أهدر زملاء عمورة الكثيرة من الكرات السهلة، قبل أن يجري بيتكوفيتش تغييراته المعتادة التي قلبت المباراة.
ففي الدقيقة 65 أشرك كل من حاج موسى وسمير شرقي ومهدي دروفال مكان الثلاثي رياض محرز ورفيق بلغالي وجوان حجام، لينتعش أداء "الخضر" رغم تواصل الأداء السلبي للأوغنديين، وفي الدقيقة 80 تحصل المنتخب الوطني على ضربة جزاء إثر عرقلة بن سبعيني داخل منطقة الجزاء، نفذها وسجلها محمد عمورة، قبل أن يحصل أشبال بيتكوفيتش على ضربة جزاء أخرى في الدقيقة 85 بعد تدخل قوي من الحارس على غويري الذي خرج مصابا على مستوى الكتف، ليعود مرة أخرى عمورة لتنفيذها بعد فترة توقف طويلة مسجلا الهدف الثاني للمنتخب الوطني والعاشر له في التصفيات كهداف أول وأفضل من النجم المصري محمد صلاح، لتنتهي المباراة بفوز جديد لـ«المحاربين" وينهوا التصفيات بسيناريو مثالي وبمشاركتهم لجماهير "ملعب حسين أيت أحمد" أجواء الاحتفالات بصور صنعت لتخلد في تاريخ كرة القدم الجزائرية.
وفي سياق الاحتفاء بتأهل "الخضر" إلى المونديال أعدت السلطات المحلية بولاية تيزي وزو برنامجا احتفاليا ثريا انطلق قبل المباراة واستمر لما بعد نهايتها تخلله إطلاق أغنية المنتخب الوطني الرسمية في المونديال، والتي سترافق زملاء رياض محرز خلال مشاركتهم الخامسة في الموعد العالمي الكبير في بلاد "الأمريكان" وكندا والمكسيك بحسب ما ستسفر عنه قرعة كأس العالم يوم 5 ديسمبر المقبل في واشنطن.
وهي الأغنية التي أدتها الفنانة ياسمين عماري مع كل من فرقة "تيكوباوين"، والمغني "فيانسو"، وسط حضور قوي للعائلات الجزائرية وتنشيط مبهر من صنع أبناء الجزائر. كما عرف الحفل إعادة الأغاني الشهيرة للمنتخب الوطني والتي تجاوب معها لاعبو المنتخب والجمهور الحاضر في الملعب الذي تزين بالأضواء الملونة التي زادت المشهد جمالا ورونقا.