"مفدي زكريا" يحتضن الثقافة الفلسطينية

الصمود والإصرار عنوان الحرية

الصمود والإصرار عنوان الحرية
  • 774
نوال جاوت  نوال جاوت

انطلقت أمس بقصر الثقافة، الأيام الثقافية الفلسطينية بالجزائر، رافعة شعار "يوم الشهيد وهبة الأقصى". وكان مناسبة للتذكير بمواقف الجزائر الثابتة تجاه القضية الأم والحديث عن الصمود والتشبث بالأرض رغم الآلة الصهيونية، فاستقبل موطن الشهادة أشقاء من شعب مقاوم مؤمن بالانتصار. قصر الثقافة، "مفدي زكريا" اكتسى وشاحا فلسطينيا نُسج بالإصرار والصبر، واستضاف في زواياه التاريخ المعبق بالشهادة والتضحية. وفي هذا الإطار، أكّد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي وهو يفتتح التظاهرة على أنّنا "نستعيد اللحظة لنستعيد ما بيننا من صلات هي كثيرة لا تحصى" وذكر تضحيات الجزائريين ومن بينهم سيدي بومدين شعيب الغوث المؤمن بواجب الدفاع عن الأقصى كفرض، ومنه استحضر الكثير من أبناء الجزائر في جبهات القتال في حروب العرب ضدّ إسرائيل.وأضاف ميهوبي أنّ الأشقاء الفلسطينيين يزورون إخوانهم في بلد يعرف معنى الشهادة والمعاناة، مشيرا إلى أنّ الثقافة قوة ناعمة قادرة على ترتيب شؤون الإنسان في الأزمنة الصعبة.

من جهته، أكّد الأستاذ محمد علي صالح تايه، وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية أنّ الجزائر كانت ولا تزال أولى من ساعد في تضميد الجرح الفلسطيني على كافة الأصعدة، وقال "لا أبالغ لو قلت إنّ بصمات الجزائر لا تزال واضحة في الجسد الفلسطيني ومشروعه الوطني واستعادة حقوقه المسلوبة، مذكّرا بالمواقف الجزائرية تجاه فلسطين، مجدّدا العهد والقسم بالوفاء لمواقف الجزائر تجاه مسيرة التحرر الفلسطينية، وشدّد على أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية. سفير فلسطين بالجزائر، الأستاذ لؤي عيسى، اعتبر من جانبه أنّ الأيام الثقافية هذه مناسبة لاستحضار المحطات السابقة ووضع معالم المحطات اللاحقة والتذكير بأنّ الهدف واحد في الأفراح والأقراح، موضّحا بأنّ الجزائر قدّمت فكرها للقضية الفلسطينية.

انطلاق هذه التظاهرة الثقافية، كانت للكلِم الجميل، عبر وصلات شعرية تغنت بالوطن الجريح وبشهداء القضية، فصدح صوت الشاعر المتميّز أمان اللّه إبراهيم عايش قائلا "إلى الأحرار قد مدّت جسوري، وحطت في جزائركم نسوري، وعند لقائكم أبنت شعري"، ليليه شاعر آخر هو فارس عزام محمد حمدان، ناجى الخليلة الأبدية في "تراب"، وكان المتألق دوما إبراهيم صديقي، سفير الجزائر عندما صدح "ما القول، ما المكتوب، ما المنطوق، ما العشق حينما يخونك المعشوق"، المرفوع لروح الشهيد محمد الدرّة. قصر الثقافة، تزيّن بصور تعبّر عن العلاقة المميّزة بين الشعبين الجزائري والفلسطيني، وأخرى تترجم الحياة اليومية في فلسطين، إلى جانب لوحات فنية للخط العربي ومجسمات ومنحوتات للفنان السالمي، كما عرضت مجموعة من إصدارات وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية الفلسطينية.