الرئيس بوتفليقة يعزي عائلة الفنان الراحل طالب رابح:

الفقيد أوقف حياته على خدمة الأغنية الجزائرية

الفقيد أوقف حياته على خدمة الأغنية الجزائرية
  • 1624

 وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة تعازيه إلى كافة أسرة الفنان الفقيد، طالب رابح الذي وافته المنية أول أمس عن عمر يناهز 85 عاما، مشيرا إلى أن الوسط الفني والثقافي ودع نجم من رواد الطرب أوقف حياته منذ ريعان شبابه على خدمة الأغنية الجزائرية في مجمل الطبوع والألوان..

وأكد رئيس الجمهورية في برقية التعزية التي بعث بها إلى أسرة الفقيد أن خدمة الراحل طالب رابح للأغنية الجزائرية، أكسبته "احترام الجميع وتقديرهم، وإيجاد مكان في الأوساط الشبابية في مختلف ربوع الوطن، بالنظر إلى التزامه بأداء الأغنية الأصيلة في انتقائه الكلمات الصادقة والرقيقة والتفرد بالألحان والتميز بالأداء الرفيع والمؤثر". وأضاف الرئيس بوتفليقة "إن هذا الفنان الراحل سيظل بلا شك يذكر بمآثره الخالدة وإنجازاته الثمينة وما قدّمه للأغنية الجزائرية الأصيلة وبما عرف عنه في الإخلاص والوطنية التي تحلى بهما وحبه لبلاده التي ينافح عنها ويرافع من أجلها من خلال الكلمة الملتزمة واللحن الشجي وموسيقاه الهادفة التي تشد قلوب ومسامع الذائقة إلى البلد والحنين له والارتباط به، إذ انتمى إلى جيل العمالقة التي حفرت في ذاكرة الفن الجزائري على امتداد ستة عقود". 

وتابع الرئيس يقول "فقد تغنى الفقيد بالغربة ومتاعبها وتفاعل مع الثورة التحريرية المظفرة، ممجدا تضحيات شعبنا"، مشيرا إلى أن النضال الثوري للرجل يشهد له بمساهمته الكبيرة، "حيث كان عنصرا فاعلا في تلك المرحلة الحاسمة من تاريخ الجزائر. وإذ دعا رئيس الجمهورية الأجيال الصاعدة للاقتداء بهؤلاء في هذا المجال الحيوى الذي يرقي جمال الذوق الأصيل والهادف، اعتبر "رحيل هذا الفنان الأصيل .. رزءا ابتليت به الساحة الفنية الوطنية ولا نملك حيّال هذا الفقد إلا أن نعرب لعائلة الفقيد ولأهله البررة ولكل الأسرة الفنية عن تعازينا الحارة ودعواتنا الصادقة أن يتغمده برحمته ويسكنه مقاما يرتضيه له في جنات الخلد وينزل على قلوبهم جميعا الصبر والسلوان". وختم رئيس الجمهورية برقيته بالآية الكريمة "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".


 

الفنان الراحل طالب رابح يوارى الثرى

 ووري أمس، جثمان الفنان الراحل طالب رابح الثرى، الفقيد أحد أعمدة الأغنية القبائلية الذي توفي أول أمس عن عمر يناهز 85 سنة. وحضر جنازة الفنان التي أقيمت بمقبرة قرية ثيثزيت (مسقط رأسه) ببلدية ايليلتن (70 كم جنوب شرق تيزي وزو) بحضور وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي ووزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي وعدد كبير من الفنانين وأصدقاء الراحل.

وبالمناسبة، أشاد السيد ميهوبي بخصال الفنان طالب رابح وبمشواره الفني الكبير حيث قال إنه بأغانيه ساند الثورة التحريرية المجيدة. «يعتبر الدا رابح من أعظم الفنانين الوطنيين. وقد علمنا من خلال أغانيه الهادفة معاني الصبر والتضحية.. إنه يمثل إحدى إيقونات الفن الجزائري"، حسبما قال الوزير، مذكرا بأن طالب رابح "خصص الـ65 سنة من مشواره الفني لخدمة  الوطن بالموازاة مع مواضيع أخرى كالحب والهجرة". وألح ميهوبي على ضرورة الحفاظ على الإرث الفني للراحل وإعطاء اسمه لإحدى هياكل قطاع الثقافة ليبقى راسخا في ذاكرة الأجيال الصاعدة. 

ويعتبر طالب رابح من مواليد عام 1930 لقرية ثيثزيت ببلدية اليلتن، من أبرز الفنانين الذين تركوا بصماتهم في تاريخ الأغنية القبائلية وترك وراءه سجلا ثريا من عشرات الأغاني حول مواضيع مختلفة (الحب والصداقة والهجرة والثورة...) وخاصة أغنيته الشهيرة "ايقجون كتش ذاحبيبيو" (ياكلب أنت صديقي) التي تتناول موضوع الخيانة و "اذييلي ربي ذمي"، "كان الله في عون ابني" أين  يحكي معاناة العمال الجزائريين في الغربة والذين أهملوا أبناءهم مرغمين على ذلك.