بحضور كبار المسؤولين في الدولة وجمع غفير من المواطنين
جثمان المجاهد الطاهر زبيري يوارى الثرى بمقبرة العالية
- 512
ووري الثرى بعد ظهر الخميس، بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة، جثمان المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق الذي وافته المنيّة الأربعاء، عن عمر ناهز 95 عاما.
وحضر مراسم تشيع الجنازة رئيس مجلس الأمة السيّد صالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني السيّد إبراهيم بوغالي، وكذا رئيس المحكمة الدستورية السيّد عمر بلحاج، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، وضباط سامون من وزارة الدفاع الوطني وأعضاء من الحكومة. كما حضر إلى جانب عائلة الفقيد رفقاءه في الكفاح ورؤساء أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني وجمع غفير من المواطنين.
وفي كلمة تأبينية ذكّر وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيّد العيد ربيقة، بالمسار "الطويل الحافل بالنضال والجهاد والقيادة الرصينة" للفقيد الذي يعد "رمزا من رموز الثورة التحريرية المجيدة وقائد من قادتها الأفذاذ".
وتابع الوزير، قائلا إن "المجاهد الراحل الذي نفقده عشيّة الاحتفالات المخلّدة للذكرى الـ70 للثورة التحريرية المباركة، يذكّرنا بروح ووهج نوفمبر 1954، وقد قدّم أعظم التضحيات رغم بشاعة المستعمر".
كما أبرز الوزير، أن الفقيد "استكمل بعد الاستقلال واجبه الوطني في نطاق تشيد صرح الجزائر المستقلّة"، ورحل "وقد ترك الجزائر كما حلم بها إخوانه الشهداء والمجاهدون شامخة ومقدّسة ومحفوظة".
يذكر أن رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، كان قد تقدم أمس، بأخلص تعازيه وعظيم مواساته إلى عائلة المجاهد العقيد الطاهر زبيري.
الفقيد وهو من مواليد 1929 بسدراتة (ولاية سوق أهراس)، كان من الطلائع الأولى للثورة التحريرية المجيدة، حيث اعتقل وحكم عليه بالإعدام قبل أن يفر من السجن رفقة القائد التاريخي مصطفى بن بولعيد سنة 1955، ليتم تعيينه بعدها قائدا للفيلق الثالث بالقاعدة الشرقية، ثم قائدا للولاية التاريخية الأولى سنة 1960، وبعد الاستقلال تولى الراحل عدة مناصب كان آخرها عضو مجلس الأمة.
وترك الفقيد عدة مساهمات في كتابة تاريخ الثورة التحريرية من بينها مذكّراته التي حملت عنوان "مذكّرات آخر قادة الأوراس التاريخيين 1929-1962" التي جمع فيها بين السيرة الذاتية والوقائع التاريخية.
رئيس المحكمة الدستورية يعزّي في وفاة المجاهد الطاهر زبيري
تقدم رئيس المحكمة الدستورية، السيّد عمر بلحاج، أول أمس، بتعازيه الخالصة إلى عائلة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق الذي وافته المنيّة الأربعاء، عن عمر ناهز 95 عاما.
وجاء في نص التعزية: "بقلب خاشع مؤمن بقضاء الله وقدره، تلقيت نبأ وفاة أحد أبناء الجزائر البررة، المغفور له بإذن الله المجاهد الفذّ والمحب الوفي لوطنه، المشمول بعفو الله تعالى وكرمه الطاهر زبيري، عضو مجلس الأمة الأسبق، وأحد أبناء الرعيل الأول للثورة التحريرية المظفّرة والمتفاني طيلة حياته في خدمة بلاده وأمته".
وأمام هذا المصاب الجلل، تقدم السيّد بلحاج، باسمه وباسم أعضاء المحكمة الدستورية وإطاراتها وموظفيها، إلى عائلة الفقيد وإلى كافة أعضاء الأسرة الثورية الجزائرية بأخلص عبارات التعازي، المشفوعة بالتضرّع إلى الله أن ينعم على الفقيد بجزيل رضوانه، وأن يرزقه الجنّة وأن يمنّ على أهله وذويه بجميل الصبر والسلوان.