جثمان زميلتنا "هدى نذير" يوارى الثرى بمقبرة العالية في العاصمة

رحيل مؤلم لصحفية قديرة هادئة وطيبة

رحيل مؤلم لصحفية قديرة هادئة وطيبة
  • 571

ووري جثمان زميلتنا الصحفية القديرة "هدى نذير" الثرى، أمس، بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة، في جو مهيب بحضور أفراد عائلتها وكل زملائها من "المساء"، وأقاربها وجيرانها الذين ودّعوها بحزن وألم كبيرين في بداية شهر رمضان الفضيل، وهم يتضرعون إلى الله عز وجل أن يتغمّدها برحمته الواسعة وأن يسكنها فسيح جنانه.

   نزل خبر انتقال "هدى" إلى الرفيق الأعلى عشية رمضان المبارك، كالصاعقة على زملائها وكل من عرفوها منذ التحاقها بالجريدة في 1997، وأنا واحدة منهم، إذ كان لي الحظ أن أكون ضمن المجموعة الجديدة التي انضمت إلى فريق "المساء" حينها، لنبدأ معا في جو أخوي أولى خطواتنا في عالم الصحافة بقسم المجتمع، حيث واكبنا الأحداث والتغيرات التي شهدتها بلادنا في ظرف مميز وعملنا على إثراء صفحة المجتمع بتحقيقات وروبورتاجات وحوارات تعكس الواقع، سعينا من خلالها إلى أداء مهمتنا الإعلامية بكل احترافية وموضوعية.

ولأنني كنت الأقرب إلى "هدى" بحكم علاقتنا التي تحوّلت إلى صداقة لم تغيرها الأيام حتى بعد افتراقنا مهنيا، فإن ما يمكنني الجزم به هو أن زميلتنا الراحلة كانت تقدر عملها الصحفي وكانت تؤديه بكل احترافية سواء في عملها ضمن قسم المجتمع في بداياتها أو بعد انتقالها إلى القسم المحلي والروبورتاج، حيث كان البحث عن المعلومة الدقيقة من مصادرها هاجسها الأكبر. 

فهدى التي كانت خريجة معهد "التاريخ" بالعاصمة، استطاعت بكل سهولة التكيف مع العمل الصحفي اليومي بجريدة عمومية كان أول درس تلقيناه فيها توخي المصداقية وعدم الانجرار وراء أسلوب الإثارة على حساب صدقية المعلومات، وبالخصوص الاستماع إلى كل الأطراف في أي عمل ننجزه.

الأكيد أن قدرتها على مواكبة العمل الصحفي، ليس وليد الصدفة وإنما هو نتاج تكوينها في مجال التاريخ الذي يعتمد على أسس المنهجية والتحري الدقيق في استقراء الماضي، إضافة إلى ثقافتها العالية ومتابعتها العميقة للأحداث وتحليلها المتأني النابع من شخصيتها الفريدة من نوعها، حيث يشهد  كل الزملاء في "المساء" وفي باقي الوسائل الإعلامية الذين عرفوها عن قرب، بهدوئها الكبير وبصمتها الحكيم وبصبرها اللامتناهي على الأذى، وتسامحها مع الجميع وإحساسها المرهف الذي جعلها بمثابة "الأم" التي تلجأ إليها الزميلات بالخصوص لافراغ جعبة همومهن، بينما يجمع الكل أنهم لم يسمعوا لها شكوى أو أنينا، حتى شقيقتها "أسماء" التي لازمتها طيلة فترة مرضها منذ عام، اعترفت وهي تبكي حرقة وداعها، أنها لم تشتك يوما من مرضها بل لم تتفوه أبدا بكلمة "آه"، وبقيت صابرة محتسبة آلامها ومعاناتها لله العلي القدير وحده العالم بمكنونات قلب هدى الطيب النقي.  

الأكيد أن وجه "هدى نذير" الهادئ الطفولي المبتسم سيبقى خالدا في أذهاننا، كما ستبقى كل الذكريات التي جمعتنا بإنسانة خلوقة وصادقة وبصحفية قديرة وذكية، ساكنة في وجداننا نعزي بها أنفسنا لفراقها المبكر ونترحّم عليها، ولسان حالنا يقول ما جاء في كتاب الله "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام".


المديرية العامة للجمارك تعزّي في وفاة الزميلة هدى

تقدّمت المديرية العامة للجمارك، بتعازيها إلى أسرة الزميلة هدى نذير، التي وافتها المنية في هذه الأيام المباركة. وجاء في نصّ التعزية "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تتقدم المديرية العامة للجمارك بأحر التعازي وأصدق المواساة. إلى أسرة الفقيدة هدى نذير، الإعلامية بصحيفة "المساء"، التي وافتها المنية في هذه الأيام المباركة". وأضافت "نسأل الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها وكل من عرفها جميل الصبر والسلوان".