في تسجيل مصوّر نشرته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
شهادة جديدة توثّق جرائم وانتهاكات المخزن بحقّ المهاجرين الأفارقة
- 521
قدّم مهاجر سوداني بالمغرب نجا من مجزرة 24 جوان 2022 على الحدود المغربية-الاسبانية (الناظور- مليلية) التي راح ضحيتها عشرات الأفارقة، شهادة جديدة صادمة توثّق جرائم المخزن بحق هؤلاء المهاجرين، لتضاف هذه الشهادة إلى تحقيقات سابقة أكدت تورّط النظام المغربي في هذه الجرائم رغم مساعيه طمر الحقيقة.
في تسجيل مصوّر نشرته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان- فرع الناظور-، على صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، روى مهاجر سوداني ما تعرض له على يد القوات الأمنية المخزنية في ذلك اليوم المشؤوم، وكيف توفي أخوه أمام عينيه بمعبر "باريو شينو" يوم 24 جوان 2022 عندما حاول قرابة 2000 مهاجر إفريقي، اجتياز السياج الفاصل، قبل أن تقوم القوات المغربية بقمعهم، ما خلف مقتل العشرات منهم.
وقال شاهد العيان، إن قوات الأمن المغربي قامت بضربهم بعنف شديد، ودون مبرر، وأن أخاه تعرض هو الآخر للضرب المبرح حتى الموت، بعد أن نزف كثيرا تحت الشمس دون أن يقوموا بإسعافه، مؤكدا أن الكثير من المهاجرين لقوا حتفهم في هذه المجزرة على يد الأمن المغربي. وأضاف المتحدث الذي تعرّض هو الآخر للتعنيف، وأصيب بكسور في أنحاء متفرقة من جسده، أنه نجا بأعجوبة من الموت المحقّق، بعد ترحيله عنوة رفقة العشرات من المهاجرين إلى مدينة الدار البيضاء وهو يعاني من كسور خاصة في الرجل اليمنى.
وفي وقت سابق، نشرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (فرع الناظور) معطيات تبرز بشاعة الجرائم المرتكبة بحق المهاجرين الأفارقة، حيث توفي المهاجر السوداني عبد الناصر محمد أحمد داخل حافلة الإبعاد من الحدود المغربية-الاسبانية وهو جريح يوم 24 جوان 2022، في ظل رفض السلطات المغربية نقله إلى المستشفى للعلاج.
وذكر فرع الجمعية بأن قوات الأمن المغربية أدخلت المهاجر الحافلة حوالي الساعة الثالثة والنصف زوالا من ذلك اليوم، وهو مصاب على مستوى أسفل الرأس وبقي هناك ساعة ونصف ساعة وهو يصيح بأعلى صوته لطلب المساعدة وطلب نقله للمستشفى لكن دون جدوى. وفي نفس الوقت، كان أصدقاؤه بالحافلة يطلبون نقله للمستشفى دون أي تجاوب من قبل عناصر الشرطة والقوات المساعدة التي كانت بالمكان، ليتوقف بعد ذلك المهاجر عن الكلام وقلبه عن الخفقان حوالي الساعة الخامسة زوالا أمام أنظار السلطات التي لم تستجب لنداءات إنقاذه. وأبرزت ذات الجمعية أن الجثة بقيت مع باقي المهاجرين بالحافلة المتوقفة حوالي ساعة وربع ساعة، قبل أن تأتي سيارة الوقاية المدنية وتنقله ميتا إلى مستودع الأموات بالناظور.
وحسب شهادات نقلتها وسائل إعلام محلية، فإن المهاجرين الأفارقة يعيشون في رعب ولم تعد تحميهم حتى أوراق اللجوء وطالبوا بترحيلهم إلى دول آمنة تحترم القانون.