افتتاح الملتقى العربي للأدب الشعبي بالحامة
عزف على وتر اللحمة الوطنية وتغزل بالجزائر
- 782
أشار السيد توفيق ومان، رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي في كلمته الترحيبية إلى أن المناسبة هي لقاء أدبي وعلمي، يتناول موضوع السخرية في بعدها النقدي والاجتماعي باعتبارها محل اهتمام الشعوب خاصة في شكلها الافتزازي، كما أكد أن السخرية سلاح استخدمه المبدعون مما أضفى على أعمالهم صفة الرواج والشعبية والسخرية، صفة إبداعية التزم بها الأوائل كالجاحظ والمعري وصولا إلى أحمد مطر وبيرم التونسي وفؤاد نجم. لقد تجلت في الحرف العفوي الصافي كمطية للوصول إلى مقصد المعاني. وبالنسبة للحال الجزائري، فقد اتسمت بالشجاعة والمتانة المرتبطة بالشأن العام وبقيت كالزئبق لا يسهل قياسه. بدوره، أكد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي أن هذا الملتقى تحضره أصوات وأسماء مهمة من العالم العربي، لكنه عبر عن تحفظه من مصطلح "شعبي" باعتبار أن كل الفنون والآداب شعبية، فالشعر الشعبي كغيره له تفعيلة الأدب الفصيح وله بنية بحرية وبالتالي لا حاجز بين الفصيح والشعبي، فهذا الأخير لغته من قلب الفصحى.
وأشار السيد الوزير إلى أن الشعراء والباحثين يعبرون عن هم ووجع وأمل واحد في فترة عصيبة يتوقف عليها مصير أمتنا وحتى تكون الثقافة رافدا للوحدة والتماسك، وهنا ذكر المتحدث بأهمية القصيدة التي بفضلها نقرأ اليوم التاريخ، فهي تعرض ماذا حدث، كما أن السخرية ظلت لحظة مرارة أو حالة رفض بعيدا عن التجريح والإساءة. ثم قرأ الوزير أبياتا في هذا الصنف الشعري من قصيدة كتبها منذ عقود شاعر من تونس، ليعلن بعدها الافتتاح الرسمي. وكرمت بالمناسبة العديد من الأسماء الجزائرية والعربية الحاضرة، والبداية كانت بتكريم الشاعر عز الدين ميهوبي ثم الشاعر والباحث عمر بوجردة الذي قرأ قصيدة فخر بالتراث الجزائري، ثم كرم الباحث والشاعر المغربي الدكتور مراد القادري، الذي أهدى التكريم لكل الطاقات والكفاءات التي صانت ورعت الأدب الشعبي وعززت حضوره أكاديميا.
كما كرم الشاعر بلقاسم عبد اللطيف من تونس وأيضا شاعر الحب الليبي، صالح رياني وله كسابقه أربعة دواوين وبحوث، كما أنه شاعر غنائي زار الجزائر مرارا وأهدى لها في هذا اللقاء قصيدة جميلة، ثم كرم الشاعر الكبير طارق أبو النجا من مصر وهو أيضا روائي وفنان تشكيلي ومسرحي وفيلسوف، وقد قرأ قصيدة اهتزت لها القاعة ولم تكف فيها النساء عن الزغاريد، سرد فيها تاريخ الجزائر منذ مجازر 8 ماي وحتى الاستقلال، فاضحا فيها سياسة ديغول وفرنسا. توالت بعدها القراءات التي أداها مسعود طيبي من الجزائر وطيب الهمامي من تونس الذي قرأ "اسأل عليها فرنسا وديغولها". كما كان الشاعر المغربي المرح بوعزة صنعاوي، نجم اللقاء وذلك بأدائه المسرحي حين القراءة وكذا بقصائده الساخرة التي جعلت الجمهور يرفض أن يعود إلى مكانه. ومن مصر، قرأت رانيا النشار "صهيل الروح" ومن الإمارات ماجد المنهالي الذي حيا بلده بمناسبة عيدها الوطني ثم بشير حذيفة من الجزائر ثم معاوية السويعي الذي قرأ شيئا عن أوجاع وطنه ليبيا، وكذا قصيدة مدح للجزائر بعنوان "عاشق تراب جبالك". ما يميز الإفتتاح هو الحضور النوعي والمكثف بداية من التمثيل الدبلوماسي (سفراء ودبلوماسيون) إلى الشعراء والباحثين ووجوه فنية بارزة وعلى رأسهم المخرج أحمد راشدي.