توارى الثرى اليوم عشية أول نوفمبر

وفاة المجاهدة كلودين شولي عن عمر ناهز 84 سنة

وفاة المجاهدة كلودين شولي عن عمر ناهز 84 سنة
  • 1127

توفيت المجاهدة والكاتبة وأستاذة علم الإجتماع، كلودين شولي ليلة أول أمس بالجزائر العاصمة عن عمر ناهز 84 سنة، حسبما علم لدى عائلتها. ويوارى جثمان الفقيدة الثرى اليوم بمقبرة المدنية بالجزائر العاصمة بالقرب من زوجها الطبيب والمناضل والمناهض للاستعمار والمجاهد، بيار شولي الذي وافته المنية منذ ثلاث سنوات. وكانت المجاهدة والمناضلة من أجل القضية الجزائرية عنصرا فاعلا شاهدة على كفاح الجزائريين خلال حرب التحرير الوطنية. ووصلت الفقيدة التي ولدت سنة 1931 بمدينة لونجو أوت - مارن بفرنسا إلى الجزائر سنة 1942 رفقة والديها. وتابعت الدراسة وهي طالبة عند أندري ماندوز، الرجل المتميز الذي قدم إلى الجزائر في سنة 1946 لتحضير أطروحة حول القديس أوغستين لكنه تجند إلى جانب المناضلين من أجل استقلال الجزائر. 

والتقت لأول مرة بالطبيب بيار شولي يوم 21 ديسمبر 1954 عند أندريه ماندوز بحيدرة بأعالي العاصمة، حيث كانت تود مناقشة مضمون العدد الأخير من مجلة "كونسيونس ماغربين". وقد سردت هذا المصير في كتاب "اختيار الجزائر صوتان وذاكرة" تقول فيه إنها عند نهاية إقامتها يوم 6 جانفي 1955، طلب منها بيار شولي إذا كنت موافقة على البقاء إلى جانبه فقلت نعم. فكان بعد ذلك الزواج حيث التحقا بالثورة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية لتمتد بعد ذلك إلى الكفاح من أجل الاستقلال. 

كما أردفت تقول إنها كانت نقابية وتحاول الدفاع عن مصالح الطلبة. كما أدركت أن الفاتح نوفمبر كان حدثا استثنائيا، أعطى معنى للنضال... لهذا وقفت إلى جانب بيار.  وقد التزم الزوج بالثورة من خلال القيام بعدة أعمال لصالح جبهة التحرير الوطني مثل نقل المنشورات وإجلاء المناضلين المبحوث عنهم على غرار عبان رمضان الذي نقلته على متن سيارتها إلى البليدة في الوقت الذي كانت فيه العاصمة محاطة بالمضليين الفرنسيين. كما قامت بإيواء المجاهدين والقادة التاريخيين للثورة وزيارة المرضى والجرحى، إضافة إلى تحرير مقالات صحفية. 

وفي هذا الكتاب، تطرقت الفقيدة إلى أرضية الصومام التي نقلتها في قماط صغيرها نحو البليدة في نفس اليوم الذي أوقف فيه بيار من طرف شرطيين تابعين لمصالح الاستخبارات الفرنسية. وبعدها تم نفيها لتواصل النضال من تونس حيث استمر هذا الالتزام بعد الاستقلال من أجل تحقيق العدالة. وغداة الاستقلال، التحقت كلودين شولي بالمعهد الوطني للأبحاث الزراعية لتعمل بعد ذلك كأستاذة بمعهد علم الاجتماع وباحثة في مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي. وعقب الإعلان عن وفاتها، أشادت العديد من الشخصيات والمثقفين والمؤرخين بنضال هذه المجاهدة وبالتزامها من أجل تنمية الجزائر بعد الاستقلال.