قال إن له جرحا مازال يحتفظ به، إيدير لـ "المساء":
«لا يمكن أن تتصوروا مدى حرقتي لأني لم أغن في بلدي"

- 806

خلال مشاركته في الصالون الوطني للإبداع، جاء الفنان القدير إيدير من فرنسا بقرار التوقف، وأن ألبومه "من هنا وهناك" هو الأخير بالنسبة لمشواره، وهو القرار الذي انزعج منه جمهوره ومحبوه، خاصة أنه رفض إقامة حفل في الجزائر، وفي هذا اللقاء الذي جمعنا معه بمقر الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية، يبرر صاحب "اسندو" قراراته، ويجيب على أسئلة "المساء" في هذا الحوار.
❊ كيف جاءت فكرة الألبوم "من هنا وهناك" مع فنانين فرنسيين معروفين؟
— هناك شخص اسمه جون رشيد هو صهر شارل أزنافور، وكانت لي أغنية عنوانها "رسالة إلى ابنتي"، وهي أغنية أثارت إعجاب أزنافور وقال لهم يجب أن أتعرف على إيدير، ثم قام جون رشيد بتنظيم لقاء يجمعني مع صهره والفنان العالمي شارل ازنافور، فكان ذلك، وخلال الحديث نطق أزنافور وقال؛ أريد عملا مشتركا معك، وهو أمر لم أجرأ حتى أن أحلم به، وأجبته دون تردد؛ نعم بكل سرور، ومن هنا جاءتني فكرة الاتصال بالنجوم الآخرين، ثم الواحد يأتي بالآخر، وأول اتصال كان مع فرانسيس كابريل الذي أعرفه بحكم أننا كنا في دار إنتاج واحدة.
❊ بالنسبة للغة الأمازيغية، هل كانت سهلة في الحفظ والأداء؟
— نعم، فقط كان المشكل على مستوى اللكنة، لكن شارل أزنافور مثال للتحدي الذي لم يقبل بأي تغيير مقترح، ولا يعترف إلا بالأصل وغنى كأنه منحدر من منطقة القبائل، والألبوم حاليا الأكثر مبيعا في فرنسا.
❊ ماذا عن اليوم العالمي لحقوق المؤلف والملكية الفكرية؟
— يوم استثنائي، لأنهم فكروا بالفنانين الأقل حظا من الآخرين، لأول مرة أشاهد مبادرة موجهة حقا للفنانين، فالفنان في البداية خدعوه بمفهوم آخر للفنان على أنه موظف يأخذ راتبا شهريا، وهذا خطأ، وأن الفنان حرّ يؤدي ما يختلج في قلبه بعاطفة صادقة.
❊ قررت أن يكون هذا الألبوم "من هناك" خاتمة لمسارك، لماذا؟
— توقفت لأنني أشعر بعض الشيء بالقرف، ألا ترون أن هناك نوع من الفاشية قادمة، والعنصرية من طرف متطرفين وأنا شخصيا شتموني، فهل هذا جيد، هل نطور بلدنا بالشتم؟ هل أتكل عليهم؟، وهل ألتحق بهؤلاء لأنهم سبوني؟ هذا غير مقبول وغير معقول.
❊ في حالة ما إذا نظم الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حفلا تكريميا لك، هل ستغني في حفلك؟
— يجب أن أحافظ على حريتي واستقلاليتي، صحيح أنني كرمت كثيرا وقد منحني الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك وساما، لكن التكريم الأهم بالنسبة لي هو الجمهور، هو الأحسن في العالم. لا يمكن أن تتصوروا مدى حرقتي وحماسي للغناء بين أهلي وإخوتي في الجزائر، غير أنه لما تعرف أنك غير مقبول كما أنت، يقولون لك نعم أنت جزائري، لكن لست مثلنا، لغتك ليست رسمية حقا ولم يتبناها الواقع، لماذا الأمازيغية تأتي بعد العربية، ما هو لنا يجب فهو لنا، مثله مثل غيره، فكيف لي أن أشعر بالارتياح وسط كل هذا، ربما ما أحس به درامي وكأنني أخون جدي أو جدتي، وذلك الجرح أحتفظ به، وليس الشعب الذي أكره، بل على العكس تماما.
❊ ماذا عن ابنتك ثانينا، هل أنت موافق في ولوجها عالم الفن والغناء؟
— فلتتدبر أمرها، أبدا لم أجبر أحدا، وقد أدركت أنها تعيش موهبتها مع الموسيقى والأغاني القديمة، والشيء الجيد أنها لا تحدثك عن الفنانين الغربيين أمثال بيونسي وريحانا.