مسرح باتنة

«مانسلكوش» يمتّع الجمهور

«مانسلكوش» يمتّع الجمهور
  • 855
ع. بزاعي ع. بزاعي

استمتع عشاق الخشبة بعرض»مانسلكوش.. ما نسلكوش» لمسرح عنابة الجهوي في إطار برنامج سهرات رمضان. واعتمد المخرج علي جبارة في هذا العرض، على الأطر الرمزية لتجسيد أفكار المسرحية، حيث أسقط مشكلة غلاء الأسعار بعدما تطرّق بإمعان للظروف الاجتماعية للمستهلك.

نص العرض اقتُبس من الكوميديا الإيطالية السوداء، ويلامس الكثير من الجوانب المشتركة؛ فهو تحيين لواقع مأزوم، وتحليل ماكر لما يختمر في النفس البشرية من شرور وفضائل حين تداهمها الصعاب، فتستبيح كل المحظورات والقيم لتحقيق مآربها.

تناولت المسرحية قصة مجموعة من النساء من بينهن جميلة، عبّرن عن استيائهن وغضبهن  الشديدين من ارتفاع أسعار المواد الغذائية؛ ما دفعهن إلى الإقدام على حركة احتجاجية واقتناء مجموعة من المواد الاستهلاكية من البائع بدون أن يدفعن أثمانها. وفي خضم هذه المعطيات يجد زوج جميلة السيد مرزوق، نفسه في مفترق الطرق، خاصة أنّه رجل يحترم القانون، غير متقبّل فكرة زوجته جميلة.

مع تقدم وقت العرض برز عنصر التشويق في المشاهد المتتالية، خاصة أنّ الشرطة قامت بحملة تفتيش واسعة لكلّ المنازل بما فيها شقة جميلة لكن بدون جدوى؛ فالسلعة غير موجودة في أيّ مكان، وهو ما يطرح عدّة احتمالات، تجعل المشاهد يتشوّق طيلة فترة العمل، لمعرفة مكان تواجد المسروقات، خاصة أنّ الأدلة المتوفرة لا تدين أيّ أحد.

تقمّص شخصيات جميلة ومرزوق وزهرة ورابح والدركي ومساعد الشرطي وغسال الموتى، كل من  شيماء مروة وجموعي عبد الرحمن وبن سلطان منى وبوقشابية رضوان وسلاطنية بشير وبوسعيد محمد رضا ومحمد السعيد فوزي. والنص لسمير الحكيم وتصميم العرض لعلي جبارة.

وحسب مدير المسرح الجهوي عنابة، فإنّ العرض تضمّن ما يكفي من المكونات الجمالية المغرية التي أبدعها خيال المخرج، الذي استطاع أن يجر المتلقي إلى المشاهد الطريفة التي تستثمر في الرؤية الضدية واقتناص فظاعة اللحظات المربكة التي تدفع إلى الضحك؛ ليس فقط على الممثلين وإسقاطاتها على المتلقي.

تجدر الإشارة إلى أنّ الجمهور سيكون سهرة الخميس، على موعد مع عرض «زواج مخبري» الذي يروي في طابع العمل الكوميدي الاجتماعي في ساعة من الزمن، ويتمحور حول ثلاثة شخصيات؛ أب وابنته والجار الذي طلب يد الشابة من أبيها، الذي لم يصارح ابنته بالخطبة، ويخبرها بأنّ الجار يرغب في شراء شيء ما منها. ويُعدّ هذا العمل المسرحي من الأعمال الجادة التي تعالج ظاهرة اجتماعية، أخرجه صالح بوبير واقتبسه علي جبارة عن نص أنطوان تشيخوف. وتقمص فيه الأدوار كل من الممثل صالح بوبير وعائشة مسعودي وعز الدين بن عمر. 

أما في سهرة الاختتام  يوم الجمعة المقبل، فتقترح جمعية الشباب للفن والموسيقى بباتنة، حفلا فنيا ساهرا للمالوف مع حميد عياشي.