الفنانة التشكيلية جاس لـ"المساء":

أتبع حدسي دائما وكوّنت نفسي بنفسي

أتبع حدسي دائما وكوّنت نفسي بنفسي
الفنانة ياسمين مبتوش الملقبة بـ"جاس"
  • 475
لطيفة داريب لطيفة داريب

تعرض الفنانة ياسمين مبتوش الملقبة بـ"جاس" لوحاتها وأشعارها بالمركز الثقافي الجامعي، وهذا بعد أن شاركت سابقا في أكثر من معرض جماعي. وبهذه المناسبة، تحدّثت الفنانة لـ"المساء" عن معرضها الفردي الأوّل من نوعه وعن مواضيع أخرى فكان هذا الحوار.

❊ ممكن تقديم نفسك لقرّاء جريدة "المساء"؟

اسمي ياسمين مبتوش، لكن أصدقائي ينادونني "جاس"، عمري 29 عامًا، متحصّلة على شهادة الماستر في التخطيط الحضري من جامعة باب الزوار. أحب منذ طفولتي الرسم والكتابة والشعر، حقا هذا هو شغفي منذ طفولتي.

❊ حدثينا عن المعارض الجماعية التي شاركت فيها بلوحاتك؟

شاركت في العديد من المعارض الجماعية قبل أن أنظّم أوّل معرض فردي لي حاليا بالمركز الثقافي الجامعي. وفي هذا شاركت في معارض خلال دراستي بالثانوية، علاوة على مشاركتي في المسابقة الفنية للأطفال العرب في عام 2012. كما تحصّلت على ميدالية ذهبية وشهادة جامعية من جامعة حلوان بالقاهرة عام 2014.

أما عن معرضي الجماعي الثاني، فقد أقمته بجامعة باب الزوار عام 2018 بمناسبة الاحتفاء بيوم العلوم، إذ رافق تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية الأخرى المفتوحة للجمهور. في حين أقيم المعرض الجماعي الثالث الذي كنت من بين الفنانين العارضين به، العام الماضي بالمركز الثقافي الجامعي للعلوم الإنسانية تحت شعار "العيش معًا في سلام"، وهو موضوع أبهرني بشدّة وأنا ممتنة لتمكّني من المشاركة بمثل هذا الحدث.

❊ ماذا عن معرضك الفردي الذي تظهر فيه أغلب شخصيات لوحاتك غارقة في اليأس تنتظر ربما إتيان الفرج؟

بالنسبة لمعرضي المعنون بـ"في ظلّ الإنسان"، أقول إنّ اختياري لهذا الأسلوب تحديدا وحتى للألوان المستعملة في هذه اللوحات، جاء بشكل عفوي. أعتبر نفسي قلم الرصاص والفرشاة، أترك نفسي تأخذني إلى ذلك اللون أو تلك الرسمة، حسب لحظة إلهامي تلك.

وقد استلهمت مواضيع لوحاتي من أعمال خيالية مستوحاة أو تلك التي أخرجها إلى العلن أشخاص عاشوا أو لنَقُل نجوا من المآسي البشرية الكبرى، مثل إريك ماريا رومارك وإلام كليموف. علما أنني أعتبر النصف الأول من القرن الماضي، نقطة تحوّل في عملية تصنيع الحياة والموت.

كما أسعى في أعمالي إلى إبراز التأثير الإنساني والعاطفي، المؤلم في الكثير من الأحيان، الذي يصاحب العالم أثناء أو بعد الكوارث العظيمة، وكذا عن انسحاب الطيبة والإنسانية أمام الرعب الذي يحدثه الإنسان، بدون، بالضرورة، تقديم جرعات أمل أو توقع حياة أفضل. هدفي هو إظهار هذه الأشياء على ما هي عليه من خلال شخصيات خيالية غير شخصية ومجردة.

❊ وضعت قصائد مصاحبة للوحاتك، هل هي من توقيعك؟

نعم هذه قصائدي، لطالما أحببت رسم وكتابة قصص قصيرة أو قصائد لمرافقة بعض أعمالي. فكرة القصائد هنا اقترحها عليّ صديق من المركز الثقافي الجامعي للعلوم الإنسانية لتحقيق الاستمرارية بين لوحاتي. كلّ جملة أو فقرة كتبتها تشير إلى لوحة معينة، وتنقسم هذه الأخيرة إلى أربع مجموعات ترافقها قصائدي كقصة في أربع صفحات. أما القصيدة الخامسة التي كتبتها للمعرض فهي بمثابة وصف غير مباشر وتجريد لما يحدث على مستوى ظلّ الإنسان، ومن هنا جاء عنوان المعرض.

❊ لماذا اخترت أن تعرضي أشعارك بشكل منفصل عن لوحاتك؟

بدلا من الكتابة مباشرة على نفس أوراق لوحاتي بأسلوب قصة مصوّرة كما فعلت من قبل، فصلت اللوحة والقصائد لوضعها جنبًا إلى جنب. أعتقد أنّه من المثير للاهتمام دائمًا تغيير وسائل الإعلام ووسائل التعبير، لقد أحببت حقًا الجمع بين شغفي بالرسم والرسم الزيتي والكتابة في هذا المعرض.

❊ بما أنّك فنانة عصامية، هل استفدت من تكوين في هذا المجال؟

لا، لم أستفد من أيّ تكوين في مجال الفن، أنا فنانة عصامية بحتة. لقد تعلّمت نفسي. حقيقة عندما يتعلّق الأمر بالرسم أو الرسم الزيتي أو الكتابة أو الشعر، أحب أن أصف نفسي مثل الموسيقيين الذين يقدّمون عزفهم من دون تلقيهم لأيّ تكوين أو تعليم في هذا المجال أي بدون تعلّمهم لقراءة النوتات الموسيقية. لقد كوّنت نفسي بنفسي واتّبعت الهامي دائما وأبدا.