لكحل ماء العينين لـ"المساء":
أجندات أجنبية أضعفت دور الاتحاد الإفريقي في القضية الصحراوية
- 82
أعرب الممثل الدائم للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى الاتحاد الافريقي في أديسا أبابا، لكحل ماء العينين، لـ"المساء"، عن أسفه الشديد إزاء تراجع دور الاتحاد الافريقي في قضية الصحراء الغربية، وقال إنّها منظمة كبيرة تضم 55 بلدا، لكنها منظمة مريضة، وأنّ دولا كثيرة في إفريقيا غير قادرة حتى على امتلاك قرارها السياسي، بسبب أجندات أجنبية كثيرة، أضعفت هذا الموقف الإفريقي، وأردف "رغم ذلك، الاتحاد الإفريقي منذ ستينات القرن الماضي يعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، والجمهورية الصحراوية هي عضو مؤسس له، مثلها مثل أي بلد آخر عضو".
أوضح المتحدّث، الأربعاء المنصرم، على هامش مشاركته في ندوة "الصحراء الغربية، آخر المستعمرات في افريقيا"، لحساب البرنامج الثقافي للصالون الدولي الـ27 للكتاب، في الجزائر العاصمة، أنّ مشكلة الاتحاد الافريقي تكمن في الأجندات الأجنبية، التي تقف حاجزا مانعا لأيّ وحدة حقيقية، ولا تسمح بنهضة افريقية حقيقية.
وأكّد "كصحراويين نقوم بواجبنا، الجزائر تقوم بواجبها كدولة تحترم الشرعية الدولية، دول كثيرة أخرى تدافع عن هذه الشرعية الدولية، داخل مجلس الأمن، وداخل الجمعية العامة"، وعلّق "المصيبة أنّ النظام العالمي في هذه الدول القوية هي التي ترفض السماح باحترام القوانين الدولية، وعلى رأسهم فرنسا، والاتحاد الأوروبي ككلّ، الذي يصرّ على محاولة استغلال ثروات الصحراء الغربية بصفة غير قانونية، وضدّ قانونه وليس فقط القانون الدولي. وأوضح أيضا أنّ المشكلة هي في تطبيق القانون واحترام القرارات، والأمور واضحة، لا يمكن لأحد في العالم، أن يمنح السيادة للصحراء الغربية، الشعب الصحراوي الوحيد مالك هذه السيادة، ويمكن منحها فقط عبر استفتاء تقرير المصير، ولا توجد طريقة أخرى.
وكشف لكحل ماء العينين عن أنّ المحتل المغربي لا يزال يمارس انتهاكاته الممنهجة، وجميع المنظمات الدولية تعترف بذلك، جرائم واضحة، اغتيالات غير مشروعة، تقريبا يعيش الصحراويون مهدّدين أمام خطر الإبادة، وشدّد المتحدّث على أنّ النظام المغربي لديه مشروعه الاستيطاني، مثله مثل الكيان الصهيوني، منذ السبعينات، لكن على خلاف فلسطين، المغاربة لديهم وطنهم، لديهم بلد معترف به دوليا وإقامتهم في الصحراء الغربية هي إقامة غير شرعية، وحركة البوليساريو، منذ البداية، قالت إنّ لا مشكلة لديها مع الشعب المغربي، وأضاف "مشكلتنا أنّ النظام المغربي العميل لجميع الأجندات الاستعمارية لفرنسا واسبانيا والصهيونية العالمية، وهذا هو عدوّنا الحقيقي وسوف نخرجه".
وخلال الندوة، قال لكحل ماء العينين إنّ حلّ النزاع المغربي الصحراوي لا يمكن أن يكون إلاّ بالذهاب إلى تطبيق القانون الدولي واحترام شرعيته، وأنّ الظروف التي يعيشها العالم اليوم تفرض الجنوح إلى السلم والتبادل الثقافي والاقتصادي، غير أنّ أطراف أجنبية تقف عقبة في ذلك لضمان مصالحها في المنطقة التي تعجّ بالخيرات. وأكّد المتحدّث أنه لا يمكن للقضية الصحراوية أن تبقى على حالها، تسير تحت وصاية قانون الغاب، ولا يُقبل العودة إلى الوراء، وقال "نحن نتوجّه إلى نهاية التاريخ، إنّهم يخرجون من قيم ومبادئ الإنسانية".
من جهته، شاطر المناضل ورئيس جمعية الصداقة الصحراوية -الجزائرية سعيد عياشي رأي لكحل ماء العينين، بضرورة احترام اللوائح الدولية والذهاب إلى استفتاء تقرير المصير، لكن المخزن يعرقل ذلك لأنّه يعرف جيّدا أنّ الصحراويين سيختارون الاستقلال، مشيرا إلى أنّ البوليساريو حركة أصيلة والجزائر تقف مع كلّ الحركات التحرّرية في العالم، ولا تكنّ أيّ عداوة مع الأشقاء المغاربة. وتابع أيضا، أنّ من أسباب التقاعس الدولي في القضية، هو التهافت الأجنبي ولاسيما الفرنسي والأوروبي على ثروات المنطقة، خاصة مادة الفوسفات، قائلا "هي مصالح اقتصادية بامتياز، حتى المغاربة أنفسهم لن يستفيدوا منها، وتم إدخالهم في صراع وهمي، مع جيرانهم الصحراويين".