"رؤى تشكيلية... ذبذبات متقاطعة" بقصر "رياس البحر"

أجيال وتيارات تلتقي في الإبداع وقضايا إنسانية أخرى

أجيال وتيارات تلتقي في الإبداع وقضايا إنسانية أخرى
  • 158
مريم. ن مريم. ن

ينظم مركز الفنون والثقافة بقصر "رياس البحر"، بالتنسيق مع الجمعية الثقافية للفن والتقاليد، إلى غاية الفاتح جويلية الداخل، معرضا جماعيا بعنوان "رؤى تشكيلية... ذبذبات متقاطعة"، بمشاركة 38 فنانا من أجيال وتيارات فنية مختلفة، تعكس تجارب متنوعة وتطرح قضايا إنسانية شتى، بعضها مرتبط بالتراث والهوية، في بعد جمالي خلاب، وضمن حوار بصري مفتوح مباشرة مع الجمهور. واجتمع المشاركون في بهو القصر (السقيفة)، حيث توزعت اللوحات عبر الغرف، تحمل كل واحدة بصمة صاحبها.

التقت "المساء" بالفنانة رقية مرغيش، رئيسة جمعية "فنون وتقاليد"، التي أسهبت في الحديث عن هذه الفعالية قائلة، إنها امتداد لذلك المعرض الجماعي الذي أقيم سنة 2015، للشباب المبدع، تحت شعار "باب الفن"، وها هي الطبعة الثانية تتحقق في هذا المعرض الذي اجتمع فيه الفنانون من أجيال مختلفة، مضيفة "استطعنا جمع الكثير من الفنانين، منهم شباب الطبعة الأولى الذين أصبحوا اليوم محترفين، إضافة إلى فنانين آخرين مخضرمين، وآخرين ممن لهم مشوار فني طويل وزاخر، وشعارنا "ذبذبات متقاطعة"، علما أن الذبذبات تعني الحركة والحياة التي تدب في كامل اللوحات، التي تبرز معالم جزائرية متعددة، منها الطبيعة والتراث والعادات والتقاليد ومواضيع أخرى ذات صلة، والتقاطع يعني التلاقي في وجهات النظر، وفي فرصة الاحتكاك بين الفنانين".

الإبداع من جيل لجيل

أشارت الفنانة رقية، إلى أنها تشارك في المعرض بلوحتين، إحداهما يغلب عليها اللون الأزرق، تصور البحر في حالة هيجان، وفوقه أسراب الطيور، تتسابق للحصول على السمك الذي يطفو على السطح، وخصصت اللوحة الثانية "الطقطقة"، للحرائق التي عرفتها منطقة القبائل صيفا، وكيف التهمت النيران الأخضر واليابس، وكان كل شيء وكأنه يفرقع من شدة حرارة ألسنة اللهب، فالأرض تشققت بالخطوط العميقة البارزة في أسفل اللوحة، وتموجات في الأعلى، قالت إنها تدل على الناس الذين يطلبون النجدة، مؤكدة أنها فضلت استعمال الألوان الساخنة.

أوضحت محدثة "المساء"، أن لكل فنان مشارك لوحتان، باستثناء الفنان شقران الذي شارك بخمس لوحات، تكريما لمشواره الفني، معبرة عن سعادتها بهذا اللقاء بين أهل الفن التشكيلي.

بدوره، تحدث الفنان سمير جامة لـ"المساء"، عن مشاركته بلوحات خاصة بتقنية التصوير الفوتوغرافي على القماش، قدم فيها بعضا من القطع التقليدية، كالفخار والقصبة والحلي، تارة بالألوان، وأخرى بالأبيض والأسود، مع الاشتغال على الظلال.

أما الفنان الدكتور منصف قيطة (أستاذ البيولوجيا بكلية الطب)، فاختار لوحتين لمشاركته الأولى "الفراشة الزرقاء: مورفو" والثانية "تيفيناغ"، معتمدا في الأخيرة مجموعة من الرموز والحروف، وقال إن ذلك صفحة منيرة من تاريخنا الوطني، مبينا أنه استعمل في اللوحة الثانية التراب الأحمر قرب منزله بمنطقة بوشاوي، مثمنا بالمناسبة، هذا اللقاء الذي يجمع الأجيال، منهم الشباب، الذين يراهم واعدين في أعماله.

الحكاية ترافق الريشة

تقدمت بعدها الشاعرة والحكواتية مينة، لقراءة قصيدة "شحال نحبك يا جزاير"، ثم اختارت تقديم حكاية "النية والحيلة" وسط الدار، بأداء رائع شد المشاركين إليها بوسط الدار. 

انتقل المشاركون إلى ساحة "حصن الرياس"، حيث ألقى المجاهد عرباجي كلمة، نوه فيها برجال الثورة، خاصة بالعاصمة، وبأسماء ثورية عرفها بالسجن، جاءت من مناطق مختلفة من الوطن، بعضها أعدم بالمقصلة في سركاجي، ليستحضر أيضا أسماء من الفنانين الذين ساهموا في توعية الشعب، وحثه على الثورة، ذكر بعضهم كالتوري وحسن الحسني وكويرات واعمر أوحدة، وغيرهم كثيرون، شاهد الجمهور أعمالهم وتأثر بها، كما ترحم على الشهداء، الذين بفضلهم، دخل الجزائريون إلى هذا الحصن، الذي منعهم منه المستعمر.