المطرب وكاتب الكلمات يونس عيدوني لـ"المساء":

أحتكم إلى ضميري في الكتابة، وخامة صوتي تناسب كل الطبوع

أحتكم إلى ضميري في الكتابة، وخامة صوتي تناسب كل الطبوع
  • القراءات: 2710
حاورته/ خ. نافع حاورته/ خ. نافع
عيدوني يونس من مواليد عام 1975، فبالإضافة إلى كونه نائب رئيس جمعية "النجمة السابعة الثقافية" التي تأسست سنة 2011 بولاية عين تموشنت، فهو شاعر يبدع في اللونين الفصيح والملحون وكاتب للكلمات، ومطرب يملك قدرات صوتية تتناسب مع جميع الأذواق والألوان الغنائية، بدءا من ‘الراي’ والعاصمي، إلى الوهراني، التقيناه مؤخرا بمدينة وهران وأجرينا معه هذا الحوار الذي فتح لنا من خلاله قلبه للحديث عن بداياته، ومسيرته الشعرية والفنية.

- "المساء": متي انطلقت في عالم الغناء؟
— العيدوني يونس: بدأت بكتابة الكلمات سنة 1990، وأول من تعاملت  معه من نجوم أغنية ‘الراي’ كان الشاب فيصل، حيث كتبت له كلمات أغنية بعنوان "عيطة ناس ندموا على ماداروا" التي نالت نجاحا كبيرا، مما شجعني على المضي في مجال كتابة الكلمات، ومنها كانت انطلاقتي، فقد استضافتني إذاعة سيدي بلعباس في إحدى حصصها الثقافية، وأهديت من خلالها أغنية على المباشر، فنالت إعجاب المستمعين، وألفت أغنية لإذاعة عين تموشنت أديتها بمعية المطرب الصحبي التموشنتي.

^ لقد تعددت مواهبك الفنية من الغناء وكتابة الكلمات والشعر، كذلك فن "التبراح"؟
^^ نعم الحمد الله الذي وهبني الكثير من النعم، ومنها أيضا فن "التبراح" الذي تعلمته من شيوخي الذين تأثرت بهم، على غرار الشيخ الزواوي الذي كان صوته يصدح بكلمات رائعة ومتناسقة، يعمل على انتقائها بذكاء، ويمتع بها الحضور في المناسبات والأعراس العائلية.

^ هل لك مشاركات في مهرجانات سواء خاصة بالغناء أو الشعر الملحون؟
^^ نعم حصدت المرتبة الأولى في المهرجان الوطني الأول للشعر الشعبي بوهران في ماي 2001، كما حزت على جائزة تكريمية خلال مشاركتى ضمن فعاليات الملتقى الثالث للشعر والأغنية البدوية في ولاية تيارت، في أفريل 2008، كما شاركت في العديد من المهرجانات والتظاهرات الثقافية بعين تموشنت، وكنت حاضرا ضمن فعاليات ملتقى الشعراء الشباب الذي احتضنته بلدية السانية في وهران، في 30 أكتوبر المنقضي.

^ عرفنا برصيدك الشعري؟
^^ عندي 10 قصائد في الملحون و20 قصيدة في الشعر الفصيح، كما ألفت ما يزيد عن 200 أغنية، علما أن مواضيع الأغاني والقصائد التي أكتبها من وحي الواقع المعاش، ومن أبرز أعمالي؛ كلمات ‘أغنية كليب’ مصور بعنوان "جزائر العزة و الكرامة" من أداء سعيد خلادي، وفرقة جوهرة تلمسان والرابور علي، وهو عمل أنجز في إطار خمسينية الاستقلال بمساعدة مديرية الثقافة لعين تموشنت.

^ ماهي مشاريعك المستقبلية؟
^^ أنا حاليا بصدد التحضير لأغنية أتطرق فيها لظاهرة العنف في الملاعب والمخدرات، بهدف توعية الشباب، لأنه من واجب الفنان أن يتواصل مع مجتمعه.

^ ما رأيك بما يجري في الساحة الفنية لبلادنا؟
^^بعض الفنانين، سامحهم الله، يبحثون عن الطرق السهلة للشهرة، متناسين بأن الفن رسالة إنسانية سامية ووسيلة توعية ونصح، وأن الأغاني التي بتنا نسمعها اليوم لا معنى لها، وأساءت بشكل كبير للفن في بلادنا، فبعض الأغاني لا يمكن سماعها مع الأهل، وبعضها يدعو إلى العنف والبعد عن الأخلاق والآداب وأخرى كلامها فيه دعوة صريحة إلى القتل، واستدل بأغنية "جيب البيا وفرغها فيا"، وآخرها مهزلة "واي واي"، رغم أن تراثنا الشعبي غني بكلمات نظيفة ونقية ويمكن النهل منه، فهو المدرسة الأولى التي أنجبت عمالقة الغناء من أمثال بن زرقة، أحمد وهبي، بلاوي الهواري، الهادي رجب، المرحوم الشاب حسني، وآخرون كثيرون غيبهم الموت وبقيت أعمالهم حية تتناقلها الأجيال عبر السنين.

^ على ماذا تعتمد في كتابة كلمات الأغاني؟
^^اعتبارات كثيرة، أهمها حرمة الأخلاق والآداب العامة وأحتكم إلى ضميري، فالفن الراقي وحده يبقى والرداءة سرعان ما تزول بمرور الأيام، كما أن للجمهور يد فيما يحدث، خاصة بعدما بات يقبل على هذا النوع من الأغاني، مما شجع بعض كتاب الكلمات غير النزهاء على كتابة أي شيء لمن يدفع أكثر، دون مراعاة الأخلاق، وهنا يكمن الخلل.