كريمة عباد خلال نزولها ضيفة على منتدى الأمن الوطني:
أدعو إلى تخصيص مقرر للإعلام الأمني
- 1648
قدّمت الإعلامية كريمة عباد، عصارة عملها الميداني في مجال الأمن، في رسالة دكتوراه، تحوّلت إلى كتاب بعنوان ”الإعلام الأمني في الجزائر”، عرضته خلال فعاليات الصالون الدولي للكتاب ومن ثم في منتدى الأمن الوطني، أمس، بالمدرسة العليا للشرطة، ”علي تونسي”.
في هذا السياق، قالت عباد إنّها اعتمدت على عملها الميداني في مجال الأمن الوطني، الذي استغرق أكثر من عشرين سنة، وأضفت له الشق الأكاديمي، كي يتحوّل إلى كتاب هو الأوّل من نوعه من حيث موضوعه، المتمثل في ”الإعلام الأمني في الجزائر”، وأضافت أنّها رفعت تحدي تخصيص مولودها الأول، لموضوع قلّما تناولته رسائل التخرّج، لتطالب بضرورة اهتمام الباحثين بموضوع الإعلام الأمني، لما له من أهمية بالغة سواء للإعلاميين أنفسهم، أو حتى لرجال الأمن، كما دعت الصحفيين إلى استقصاء الحقائق قبل كتابة أيّ موضوع يخصّ الأمن، وكذا التسلح بثقافة قانونية وعدم الركض وراء الإثارة وتصيّد المعلومات من مصادر غير موثوقة.
وقسمت المؤلفة كتابها الذي يقع في 272 صفحة، إلى أربعة فصول، ثلاثة منها نظرية والرابع تطبيقي وتحليلي واستقصائي خاص بالشرطة، وفي هذا، تناولت في فصلها الأول، كيفية التعامل مع الموضوع الأمني، خاصة مع الجريمة، الموضوع الذي يهم الصحفيين كثيرا لما فيه من إثارة، إضافة إلى أجهزة الأمن الأخرى التي تهتم بالأمن القومي والبيئي والاجتماعي وغيرها. كما تطرقت أيضا إلى وظائف وأهداف وخصائص الإعلام الأمني، وكذا الضوابط الأخلاقية والقانونية والأمنية التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي، وضرورة اهتمامه فقط بالمعلومة الأمنية من مصدر موثوق، وفي حالة عدم وجوده، يستعين بالخبراء، إضافة إلى عدم التشهير بالمتهم والتعاطف مع الضحية وإنقاص قيمة رجال الأمن وغيرها.
وأكّدت المتحدّثة حق المتلقي في المعلومة من طرف الصحفي وكذا من حق الأمن تسويق رسالته، دون الخروج عن الضوابط الأخلاقية والمهنية، لتعود وتؤكّد على سمعة الصحفي المرتبطة بصدقه خاصة حينما يتعلّق الأمر بالمواضيع الأمنية، ومن ثم انتقلت إلى الفصل الثالث من كتابها الذي تناولت فيه الشرطة الجزائرية وعلاقتها بالمنظومة الإعلامية المرئية وكذا أهدافها ومراحل نشأتها.
أما بالنسبة للشق التطبيقي للكتاب، قالت عباد إنّها قامت بتحليل كمي وكيفي عن التحقيقات الاستقصائية التي أنجزتها لصالح التلفزيون الجزائري لمدة تزيد عن عشرين سنة، مشيرة إلى أنها تحولت إلى ناقدة لتحقيقاتها من خلال مقاربتها وتحليلها نظريا، لتصل إلى نتائج تتمثل في ضرورة تخصيص مقرر للإعلام الأمني يُدرس في كليات الإعلام والاتصال ولمَ لا إنشاء كلية خاصة بهذا العلم، كما دعت إلى تكثيف الندوات واللقاءات والنقاشات البناءة حول هذا الموضوع، والكتابة حول هذا الموضوع خاصة من الناحية الأكاديمية.
من جهته، صدر لعميد الشرطة المتقاعد، عيسى قاسمي، كتاب جديد بعنوان ”الأمن الوطني، رهانات وتحديات”، وفي هذا قال في منتدى الشرطة، إنّه كان يدوّن يومياته في الشرطة التي عمل فيها مدة 36 سنة كاملة، وحينما تقاعد، بدأ بإصدار كتب بمعدل كتاب كلّ أربع سنوات، ليصل عدد الكتب إلى خمسة، بميلاد كتاب ”الأمن الوطني، رهانات وتحديات”، وفي هذا طالب أبناء الشرطة خاصة المخضرمين، بتدوين تجاربهم وإصدارها على شكل كتب يستفيد منها الجميع.
ونوّه العميد بكتاب كريمة عباد، مشيرا إلى أنّه أوّل كتاب يتناول الإعلام الأمني. وأضاف أن الشرطة كانت تتساءل خاصة في العشرية السوداء عن طريقة تعاملها مع الإعلام، ”ماذا نقول؟ لمن نقول؟ متى نقول؟ وكيف نحلّل؟.
وأشار العميد إلى وضعها لمئات من المصطلحات الجديدة، في مؤلفها هذا، ليتأسف من جديد عن رحيل مسؤولين وكبار رجال الدولة من دون ترك ذكرى تتمثل في إصدار كتاب يحكي تجاربهم الحياتية والمهنية.
أما مدير المتحف المركزي للشرطة، شوقي عبد الكريم، فقد أكّد وجود العديد من المخطوطات والمذكرات بأيادي رجال الشرطة، تنتظر طبعها ونشرها، إضافة إلى وجود مشروع كتابة عن تاريخ الشرطة الجزائرية منذ العصر النوميدي.
واعتبر المتحدث أنّ الأمة التي تكتب لا تموت، ليدعو إلى تثمين جهود رجال الشرطة، الذين يحققون الكثير ويقومون بتقديم حلول عبقرية لقضايا مستعصية، لكن لا يسلّطون الضوء على أنفسهم ولا يكتب عنهم الآخرون، مشيرا إلى أهمية الكتابة عن المسيرة الحافلة للأمن الوطني التي تمثل كنزا لا يقدر بثمن.
وأضاف مدير المتحف أن التنظير لتجارب الأمن الوطني، يُمكّن من الاستشراف لسياسة أمنية مبنية على أسس علمية، معتبرا أنّ كلّ ظاهرة أمنية إما أن لها جذورا تم معالجتها سابقا أو أن لها آثارا سابقة.