كتبه صديقه زياد عبد الفتاح
أسرار جديدة من حياة محمود درويش في ”صاقل الماس”
- 1650
يروي الإعلامي الفلسطيني زياد عبدالفتاح، في كتابه ”صاقل الماس”، أسرارا من حياة صديقه المقرب، الشاعر الكبير الراحل محمود درويش، ويكشف عن جوانب عديدة من سيرته، لم يتم التطرق إليها من قبل.
قال الإعلامي الفلسطيني زياد عبد الفتاح، إنه شعر بلحظة أن محبي درويش والباحثين والراغبين في اكتشاف شخصيته، من حقهم معرفة ما لم يتناوله الشاعر في حياته، ولم يتطرق إليه الكتاب الذين تناولوا سيرته، فكان كتابه عنه الذي تضمن 80٪ من معلومات تنشر لأول مرة عن درويش. تابع أنه لم يتناول كل ما يعرفه عنه في سيرة حياتهما المشتركة، إلا أنه كتب المسموح به، ودون أن يغالي في الروايات، وكل ما تناوله حدث وصدر عن الشاعر نفسه، أو ما عايشه معه، فأفرد لمحمود درويش الإنسان والسياسي والشاعر والفلسطيني والعروبي، أكثر مما أفرده عن علاقات الآخرين به، لأن درويش عاش عمره كله ومات ولديه هدف وحيد في هذه الحياة، أن يكون شاعرا على قدر قضية شعبه.
أضاف ”في (صاقل الماس)، لعبت دور الشاهد والبطل معا، وإن كان البطل المركزي في الكتاب هو محمود درويش، وهذا حقه تماما، ومن حق القارئ العربي والعالمي أن يكتشف محمود درويش خارج أشعاره وكتاباته”.
أوضح ”هذا الكتاب الذي صدر عن مكتبة (كل شيء) الحيفاوية، في 308 صفحات من القطع المتوسط؛ سعيت إلى أن يكون في يوم من الأيام مرجعا عن الشاعر محمود درويش، لذا تحريت الأمانة في النقل، والنزاهة في الشهادة، والعدالة في غرس الرواية الأقرب للصحة والدقة عن حياة الشاعر”.
أكد عبد الفتاح أن حياة محمود درويش تعني حياة شعب بأكمله، احتلت أرضه، ولأن محمود درويش له نظرة شمولية وهدف مستحق لشعبه، لم يصطف إلا مع قضيته الأساس، فعدوه الوحيد المحتل، وكانت قصائده خطابات أدبية بليغة موجهة لمن طرده من أرضه، وفرق بينه وبين أسرته. قال عبدالفتاح؛ إنه لا يدعي، بل أؤكد أنه كان الأقرب لمحمود درويش من أي شخص آخر، فبيته في تونس، كان فيه جناح كامل ومخصص له، عاش فيه واختلط مع أفراد أسرة المتحدث، وحضر قهوته بخفة بعيدا عن عين والدته التي كانت تنتظره كل صباح مع قهوتها، لتحدثه عن تفاصيل حياتها وأسرار أطفاله.
كشف أن درويش كان يحب صناعة القهوة، وكانت والدة عبد الفتاح تعد وقوف الرجل في المطبخ غير لائق، واختلافهما في هذه المسائل لم يكن بعيدا عن اختلاف محمود درويش مع ياسر عرفات في السياسة ووجهات النظر، ورغم أنه كان محبا جدا لشخصية ياسر عرفات، ومتابعا لتفاصيل المطبخ السياسي، رفض المناصب والتسميات، رافعا شعار (أنا موظف ملتزم عند الشعر).
أكد أن صوت درويش كان بعيدا عن آذان الساسة ورجال الأعمال والعاملين في حقول الحياة، مسموعا جدا في قاعات القصيدة، وميادين الكلمة، فأكثر الشعراء جماهيرية كان محمود درويش ليس في فلسطين فقط، بل في الوطن العربي، والعالم بأسره.
واصل أن درويش لم تكن له أظافر خارج اللغة، ولا مسدس حتى في حصاره الطويل في بيروت، دبابته الجملة، وصاروخه العابر للقارات القصيدة، وبارجته المائية المقالة، وقلاعه المحصنة دواوين أشعاره، ولم يكن من هواة البحث عن الشهرة، كما يدعي البعض، لكن الشهرة من كانت تبحث عنه في كل جديد يكتبه.
وشدد الروائي زياد عبد الفتاح على أن ”درويش أحب فلسطين كما أحب والدته ووالده وجده وأهله، ولم يكره أحدا رغم وجود الكارهين له، أولئك الذين وجدوا في محمود درويش المانع لوصولهم ولم يكن كذلك”، مضيفا: ”لهذا لم أتناول خارطة علاقاته الشخصية بشكل تفصيلي في كتابي، لأسباب متعلقة بالوفاء للشاعر، وقناعتي أنها لم تكن تخص محمود درويش، بل هي صناعة أصحابها، وإن كانت تؤذيه، لكنه كان يعالجها بسعة صدر، وتشبث أكثر بمشروعه الأدبي”.