المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي
أصوات نسوية تصدح على جسور قسنطينة

- 283

بأصوات نسوية جاءت من مختلف أنحاء الوطن، امتزجت القوافي الشعرية فوق جسور قسنطينة، حيث صنعت حرائر الجزائر ديكورا مميزا بلباسهن التقليدي وهن يشاركن في افتتاح المهرجان الوطني للشعر النسوي، الذي عاد إلى المدينة بعد حول كامل، في طبعته الرابعة عشرة وهو يقول " ألا هُبّي بِشِعركِ".
خلال افتتاحها للتظاهرة التي تعرف مشاركة واسعة لشاعرات من مختلف ولايات الوطن، بدار الثقافة "مالك حداد" بقسنطينة، أشارت ممثلة وزير الثقافة والفنون، السيدة وسيلة بوحلاسة، إلى أنّ هذه الفعالية تدخل ضمن الاستراتيجية الثقافية للدولة الرامية إلى دعم الفنون وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص، خاصة وأن هذا المهرجان يندرج ضمن رؤية شاملة تسعى إلى ترقية المشهد الثقافي وتعزيز حضور المرأة، بما يعكس التوجّه السياسي لرئيس الجمهورية، الذي يولي اهتمامًا خاصًا بالقوة الناعمة ودور المرأة في تمثيلها.
واعتبرت السيدة بوحلاسة، التي قرأت رسالة وزير الثقافة والفنون، الموجهة إلى المهرجان، أنّ هذه المناسبة تُعدّ فرصة لتثمين تجارب نسوية متميزّة في مجال الشعر والإبداع، خاصة وأنّ القصائد المشاركة، حملت إبداعا يعكس عمق الانتماء ونبض الأرض ونور الأمل، حيث أكد وزير القطاع في كلمته أنّ المهرجان يفتح المجال لتبادل التجارب الشعرية بمختلف أطيافها، ويكرّس التفاعل بين الأجيال، في فضاء ثقافي يثمّن الإبداع النسوي ويعزّز موقع المرأة الجزائرية في الساحة الفنية.
وحسب وزير الثقافة والفنون، في رسالته إلى المهرجان، فإن هذه الفعالية جاءت في وقت حسّاس وفي لحظة إنسانية حرجة يعيشها العالم، معتبرا أن قصائد الشاعرات تتحول إلى صدى لوجع الإنسان، وصوت مقاومة في وجه الحروب والانتهاكات، ضاربا مثلا عما يحدث في فلسطين، مشيرًا إلى أن صوت المرأة هنا لا يقتصر على الإبداع الفني، بل يتجاوز ذلك ليكون شاهدًا على المعاناة الإنسانية، ومقاومًا لكلّ أشكال القهر.
من جهتها، أكدت محافظة المهرجان أميرة دليو، أن هذه التظاهرة تأتي في سياق الاحتفال بالمرأة المبدعة وتكريمًا لصوتها الشعري كما تأتي تتويجًا لمسار متواصل من العمل الثقافي الذي يسعى إلى تثبيت مكانة المرأة المبدعة في المشهد الأدبي الوطني، في مدينة عريقة مثل قسنطينة، مضيفة أن الدولة الجزائرية لطالما أولت اهتمامًا كبيرًا بالمرأة في جميع مجالات الحياة، لا سيما في الجانب الإبداعي، إيمانًا منها بأن الثقافة والفن هما ركيزتان أساسيتان في حماية الهوية الوطنية وترسيخ الوعي الجماعي.
ووصفت دليو، المهرجان الذي يحمل في طياته رسالة الوحدة والتضامن، خصوصًا مع القضية الفلسطينية، بالجسر الثقافي المتين الذي يعلي من شأن قسنطينة كعاصمة شامخة للفن والإبداع، معتبرة أن السياسة الثقافية للدولة بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، ومن خلال وزارة الثقافة والفنون، تمضي نحو تأسيس منظومة ثقافية فعّالة ترتقي بالفعل الإبداعي في جميع مجالاته، وتكرّس مكانة المرأة في هذا الحقل الحيوي. المهرجان الذي افتتحه الأمين العام للولاية، عرف تنظيم معرض للتراث غير المادي النسوي الجزائري، احتفاءً بالذاكرة الجماعية المرتبطة بالمرأة، إضافة إلى تقديم عرض شعري مسرحي بعنوان "حيزية..قصيدة اللعب" جسّد قصة حيزية، من إخراج كريم بودشيش ونص السعيد بلمرقة، بمشاركة رمزي لبيوض وجمال مزواري، كما عرف تنظيم أنشطة مرافقة تمثلت في معرض للمؤسسات الناشئة العاملة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة، انسجاما مع شعار وزارة الثقافة لهذه السنة "التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي".
كما سيعرف المهرجان تنظيم خرجة سياحية إلى مدينة تيديس الأثرية، حيث تُقدّم قراءات شعرية للمبدعات المشاركات بالمهرجان، والاستمتاع بقهوة العصر، وإحياء بعض العادات والتقاليد القسنطينية الخاصة بربيع التراث، مع برمجة محاضرات على هامش الفعالية على غرار محاضرة الدكتورة ليلى لعوير بعنوان "توظيف التراث في الشعر النسائي المعاصر"، محاضرة الدكتورة آمال لواتي بعنوان "فلسفة الانتماء في الشعر النسائي المعاصر" ومحاضرة الدكتورة حليمة قطاي من جامعة مستغانم بعنوان" الأنوثة والأرض - المقاومة بالجسد والذاكرة" وكذا مداخلة الدكتورة نعيمة بولكعيبات بعنوان" التراث غير المادي في الشعر النسوي".