الباحثة في التراث نصيرة بن صديق في ندوة:
أطالب بإنشاء متحف في سوق أهراس
- 1403
طالبت الباحثة المختصة في الآثار، نصيرة بن صديق، بإنشاء متحف بسوق أهراس، يضم الآثار التي تعج بها المنطقة خاصة المتعلقة بالفترة التي عاش فيها القديس أوغسطين، مضيفة أن طاغست كانت تضم متحفا في الفترة الاستعمارية الفرنسية، إلا أن تحفها اختفت بعد الاستقلال، في حين أن النصب التراثية، وجدت نفسها في حديقة الولاية وبالتالي لا يمكن للجمهور أن يصل إليها. ونشطت الباحثة في التراث، السيدة نصيرة بن صديق، مداخلة، أول أمس بالمدرسة الوطنية لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها، تحت عنوان «في بلد القديس أوغسطين، علامات جديدة للمسيحية»، ذكرت فيها جذور المسيحية في الجزائر والتي تعود حسب الآثار الموجودة إلى منتصف القرن الثالث ميلادي، مشيرة إلى أن 87 قديسا اجتمعوا سنة 256 ميلادي، وبالتالي، وجود هذا العدد الكبير للقداسيين، دليل على جذور أبعد للمسيحية في الجزائر. وقدمت الباحثة، عدة براهين تؤكد أقوالها، مثل كتابات على الصخور وشواهد جنائزية وبقايا لجدران كنائس وغيرها، وجدت في مختلف أنحاء الجزائر وبالأخص في الشرق، مقدمة مثال عن سوق أهراس ومدن وقرى تابعة لها كطاغورا، عين الحجر، مادور، تيفاش، خاميسة، سيدي بلغيث وغيرها. كما أبرزت عدة رموز خاصة بالمسيحية، وُجدت في نصب تاريخية ومنحوتات، مثل يمامات ودلافين وأسماك، حيث ترمز اليمامة إلى الروح، في حين يرمز الدلفين إلى الخلاص، حيث أن يٌعرف عن هذا الحيوان، إنقاذه للغرقى. أما عن أصول أوغسطين، فبالرغم من أنه لم يكن للجزائر وجود بالشكل الحالي في تلك الفترة وإنما كانت تلك المنطقة تسمى بإفريقيا الشمالية، إلا أن القديس أوغسطين، ولد في سوق أهراس وهي التي تعد جزءا من التراب الجزائري.
بالمقابل، طالبت الباحثة بضرورة فتح متحفا بسوق أهراس، مشيرة إلى وجود متحف في فترة الاستعمار الفرنسي، كان يقع في بناية مهترئة، ولكنه يحمل الصفة القانونية، مضيفة أن جميع التحف التي كان يضمها اختفت ولم يعد لها أثر، في حين أن النصب التاريخية وُضعت في حديقة الولاية وهو ما لا يمكن لمواطني سوق أهراس التعرف على جزء من هويتهم وتاريخهم القديم.