المخرج الشاب أنور عوابدي لـ"المساء":

أفلامي من رحم الواقع

أفلامي من رحم الواقع
المخرج الشاب أنور عوابدي
  • 2831

يشارك الفيلم القصير "ناجي" للمخرج أنور عوابدي، في مهرجان الفيلم القصير بالكاف (تونس)، وهذا في أول عرض له أمام الجمهور، وفي هذا السياق، اتصلت "المساء" بالمخرج الواعد ابن سكيكدة، وأجرت معه هذه الدردشة.

عبرّ أنور عوابدي عن سعادته لمشاركة فيلمه القصير الثاني "ناجي" في مهرجان سينمائي، مضيفا أنه لم يسبق له وأن شارك في مهرجان محلي أو دولي، رغم قبول فيلمه هذا في مهرجان الفكر المتمرد في بروكلين بالولايات المتحدة الأمريكية، حتى أنه تم ترقيته إلى الدور النصف النهائي، لكن تم تأجيل تنظيم الملتقى إلى العام المقبل.

وأكد عوابدي صاحب 24 سنة، ميله بل عشقه لصناعة أفلام واقعية، تنهل من واقعنا المعيشي، وهكذا اهتم في فيلمه القصير الأول، "أسامة" بمسألة الاختلافات الفكرية والدينية بالجزائر، ومثل فيه كل من حسين توبة وحمود كيتي، لينتقل إلى مسألة أخرى تتمثل في رشق الأطفال للقطارات.

وفي هذا السياق، قال المتحدّث لـ«المساء" أنّ هذه الظاهرة منتشرة في جميع الدول الفقيرة، إلا أنه فضّل أن يتناولها من جانب آخر، أي أنّه أراد البحث عن الأسباب التي تدفع بالأطفال إلى رشق القطارات، فلم يتناول القطار كوسيلة للنقل، بل مثّلها كسلطة أو نظام يمرّ على القرية كلّ يوم ويزعج الناس من دون أن يتوقّف عندهم أو يسأل عن حالهم.

وهكذا حاول أنور عوابدي ربط هذه الظاهرة بالواقع، باعتبار أن هذه الظاهرة متفشية في كل المجتمعات والقرى الفقيرة، مضيفا أننا اعتدنا البحث عن العقوبات قبل محاولة إيجاد الحلول، بل أن الجميع يلقي اللوم على الأطفال وأوليائهم، لكن حسب عوابدي- لا أحد يسأل عن الأسباب التي تدفع هؤلاء الأطفال إلى رشق القطارات.

وأضاف المتحدّث أنه عاش شخصيا هذه المسألة، فأراد أن يطرح الموضوع من جانبه الواقعي والتجريبي، مضيفا أن الطفل الذي يرشق القطار، يعتبره دخيلا على قريته وحتى على حياته، ويرى أن المسافرين يتمتعون بحق التعليم والعمل، في حين أنّه في أغلب الأحيان لا يدرس ولا يحلم حتى بركوب القطار.

بالمقابل، بدأ أنور عوابدي تصوير الفيلم في 22مارس الماضي، وأنهى التصوير، في 24 من نفس الشهر، ومثّل في الفيلم الذي تدور أحداثه في 9.57دقيقة، أطفالا، إضافة إلى شيوخ وعجائزـ كما استعان المخرج بفريق عمل هاو، واستعمل جهازين للتصوير وبعض وسائل الإضاءة.

وأكد أنور عوابدي لـ«المساء"، بحثه المضني عن طفل يقوم بدور ناجي، أي بطل القصة، ليجده في شخصية زيد قزيحي، أما بقية الأطفال الممثلين فهم محمد عوابدي، محمد صالح قزيحي، إدريس عوابدي، إضافة إلى محسن عوابدي في دور الإمام، وكل من ابراهيم مغراري وباديس خرفان.

وقام المخرج رفقة فريق عمله، بشراء المعدات الخاصة بالتصوير، واهتم أيضا بأمور النقل والإطعام، كما اهتم بالإخراج وكتابة السيناريو، بعد أن تحدث كثيرا مع الأطفال الذين يرشقون القطارات، ولم يحاول تحسيسهم بخطورة فعلتهم، وفي هذا يقول "لم أقم بتحسيسهم، لأن المأساة التي يعيشونها أكبر بكثير من أقوالي".

وصوّر أنور عوابدي مشاهد من فيلمه في قرية جد فقيرة اسمها عوابد، وهي تابعة لبلدية بكرش لخضر، دائرة بن عزوز، ولاية سكيكدة، كما صوّر مشاهد أخرى في قرية مكاسة التي تبعد بأربعة كلم عن قرية عوابد.

ولم يقم عوابدي الطالب الجامعي، لغة فرنسية، بعرض فيلمه في قاعات السينما، لان هذا الأمر يتطلب ترخيصا وإجراءات بيروقراطية، ولن يستطيع السفر إلى تونس، حيث سيعرض فيلمه في مهرجان القصير بالكاف، لوعكة صحية ألمت به، وسينوب عنه أحد الأشخاص لأداء هذه المهمة.

وتحدث أنور عوابدي لـ«المساء"، عن حبه للسينما الواقعية، وكذا إلى تعلقه بأعمال المخرج مرزاق علواش، خاصة فيلميه "السطوح" و«التائب"، مضيفا أنه بإمكان أيّ شخص أن يخرج فيلما، بشرط وجود سيناريو جيد وممثلين جيدين، فلا تهم المعدات والكاميرات، بقدر ما يهم السيناريو وموهبة الممثل.

بالمقابل، قال أنور عوابدي أنه يختار عنوان أفلامه من اسم بطل الفيلم، لأنه لا يبتغي أن يعبرّ العنوان عن موضوع عمله السينمائي، حتى لا يقضي على العنصر المشوق للفيلم، بل يفضّل أن يكون اسما، يحمل من ورائه قصة معينة، ليضيف انه يتم صرف أموالا كثيرة على أفلام جزائرية طويلة لكنها لم تحقق شيئا، في حين هناك الكثير من الشباب الهاوي يتقاضى راتبا لا يتعدى مليون سنتيم، وينجز أفلاما قيّمة، تحقق جوائز كثيرة.